قال مركز التعليم البيئي، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، إن الخامس من آذار (يوم البيئة الفلسطيني) فرصة هامة للانتصار لبيئتنا، ومراجعة توجهاتنا الخاصة بعناصرها، التي تحدق بها انتهاكات الاحتلال.
وجدّد المركز، الدعوة لمناسبة يوم البيئة، الذي اعتمده مجلس الوزراء رسميًا عام 2015، بمبادرة من رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية والاتحاد اللوثري العالمي، المطران منيب يونان، وبتنسيب من سلطة جودة البيئة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتفعيل قانون البيئة الفلسطيني رقم 7 لسنة 1999، وأولها تشكيل نيابات عامة للبت في قضايا البيئة، وإطلاق جهاز الشرطة الخضراء.
وحث "التعليم البيئي"، في نشرة خاصة، المؤسسات الرسمية والأهلية والأفراد على الالتفات نحو بيئتنا، والانخراط في جهود تغيير المشهد البيئي، من خلال تبني سلوك ينحاز لمحيطنا، ويتوقف عن تدمير عناصره.
شوارع صديقة للبيئة
وأعاد المركز التذكير بمبادرات المطران يونان الخاصة بالإعلان عن 100 شارع صديق للبيئة في محافظات الوطن حتى عام 2018، وتكثيف حملات تشجيرها ونظافتها، وتكريم الهيئات المحلية والناشطين والمتطوعين خلالها، امتدادا لحملات فلسطين نظيفة وخضراء لعامي 2016 و2017.
وقال: "ينتج كل فرد 700 غرام من النفايات الصلبة في محافظات الضفة الغربية، و400 غرام في غزة يوميا، في وقت تعتبر 60-70% من إجمالي النفايات للمنازل عضوية (قابلة للتحلّل)، وتعد النفايات مرتعًا للحشرات والجرذان والحيوانات، وتزداد كلفة جمعها بشكل كبير إذا كانت ملقاة خارج الحاوية أو متناثرة؛ لأن عملية الجمع تستغرق وقتا أطول مما هو مخطط له.
وحذّر المركز من خطورة حرق النفايات، وأثر انبعاثاتها على الصحة والبيئة، إذ تنتج عمليات الحرق جسيمات دقيقة، ومواد (الديوكسين)، وأول أكسيد الكربون، والرصاص، والفورمالدهيد، والزرنيخ، وثاني أوكسيد الكبريت، ومواد مُسرطنة وسامة أخرى كالكروم والزئبق وكلوريد الهيدروجين، التي تتسبب بأمراض عديدة أبرزها: الجهاز التنفسي، والسرطان، ونقص المناعة، والإضرار بالدماغ، والكلى، والقلب.
وتابع: إن تنفيذ مسح شامل لعناصر التنوع الحيوي في فلسطين يشكل مساهمة هامة في حمايته، وخاصة أن فلسطين تحتوي على تنوع هائل وفريد يتمثل بأربعة أقاليم نباتية: البحر المتوسط، والصحراوي، والإيراني- الطوراني، والتغلغل السوداني. في وقت أصدر المركز أول قائمة طيور في الضفة الغربية وغزة بينت وجود 373 نوعًا فيها.
وحث الجهات المختصة، وفي مقدمتها سلطة جودة البيئة على الإعلان عن منع الصيد مدة خمس سنوات؛ لما يمثله هذا من حماية ضرورية.
غزال فلسطين
ودعا المركز إلى صون الحياة البرية، خاصة ما يتعرض له طائر الحجل، والغزال الفلسطيني، والنسر الذهبي من صيد جائر.
وسلّطت النشرة الضوء على الغزال الفلسطيني، وقالت: "الغزال رشيق وأحمر بني في الأجزاء العليا، وشريط داكن على الخاصرتين. أما البطن والأرداف فبيضاء نقية، والذيل أسود. والذكر أجمل من الأنثى بقرون منحنية، وللإناث قرون قصيرة. فيما الغزلان شمال فلسطين أكبر من الغزال الجبلي، وسلالة جنوب الصحراء أخف وزنًا وأطول نسبيًا. وهو حذر، ويسمع الأصوات الخافتة، وحاد البصر. يتغذى على الأعشاب وأوراق الشجر، لكنه يتعرض لصيد جائر، خاصة خلال تساقط الثلوج، ما أدى إلى تناقص أعداده بشكل كبير".
وأطلق المركز نداء لمجلس الوزراء بتخصيص أرض لتدشين غابة الحرية، وغرسها بالأشجار الأصيلة والمهددة خلال نهاية عام 2017، وبداية عام 2018. داعيا المؤسسات العاملة في الزراعة والفلاحين والمواطنين للكف عن زراعة الأشجار الدخيلة، والعودة إلى الأشجار الأصيلة كالبلوط والخروب والزعرور والقيقب.
وأكد المركز تفعيل مبادرته المتمثلة في "شجرة لكل طالب" للمساهمة في تخضير فلسطين، إذ تنتج شجرة كاملة النمو من الأكسجين يوميا مقدار ما يحتاجه أربعة أفراد لتنفسهم خلال اليوم.
وحث المركز وسائل الإعلام على تبني دقيقة خضراء يومية في برامجها لتطوير الوعي البيئي، لما يمثله الإعلام ووسائل النشر من نافذة هامة لتطوير الوعي البيئي وتعزيزه.
أسواق خضراء
وتابعت النشرة بالدعوة إلى تدشين الأسواق الخضراء عبر تجنب استخدام وإنتاج الأكياس البلاستيكية والتوجه نحو القماش والورق.
وتقدر إحصاءات دولية أن نحو 500 بليون كيس بلاستيك تستعمل في العالم سنويًا، ولا يعاد تدويرها إلا بنسبة أقل من 1 %، لكن البلايين تنتهي في الطبيعة. ويقدر استهلاك العرب سنويًا بـ 25 بليون كيس، فيما منعتها دول عددية آخرها المغرب.
وأشار المركز إلى نداء (بيئتنا بيتنا)، الموجه إلى طلبة المدارس، والداعي إلى ممارسات صديقة للبيئة. ومما جاء فيه: "علينا في الخامس من آذار، وفي كل يوم التعبير عن الحب لبلدنا وأرضنا وطيورنا وأزهارنا وسهولنا وجبالنا، بالمحافظة عليها من العبث، والتوقف عن تشويه الجمال بالنفايات، فمن يحب وطنه لا يحوله إلى مكبٍ للنفايات. وأيضًا يحتم الواجب علينا معرفة بيئتنا، والقراءة عن كنوزها الطبيعية، والمشي في أرضها، والصعود إلى جبالها، وحمايتها بكل الأشكال، لنبقى أوفياء لها."
وأضاف": ليس من الصعب علينا زراعة الأشجار في مدارسنا وشوارعنا وبيوتنا وحدائقنا، والتوقف عن رمي النفايات وحرقها في كل مكان، والبدء بحملات نظافة مستمرة لتجميل فلسطين، والابتعاد عن صيد الطيور والحيوانات، وإعادة تدوير ما أمكن منها بطرق فنية. ومن الجميل المشي في المسارات البيئية، ومراقبة الطيور، وتتبع النباتات والأشجار الأصيلة، وممارسة كل أشكال الصداقة البيئية".
واختتم المركز النداء بالقول:" إن بيئتنا تنتظر منا أن نفعل شيئًا ولو بمبادرة صغيرة تشعل الشمعة الأولى، ولا تلّعن الظلمة، أو تنظر إلى المسافة الطويلة في الألف ميل، بل ننطلق بقوة نحو حب بيئتنا ورعايتها".
