أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن الحفريات الإسرائيلية أسفل مسجد تاريخي، مقام منذ الفتح العمري للمدينة المقدسة سنة 15 هجرية، أدت لحدوث تشققات وتصدعات فيه.
وقال مراقب المساجد في مدينة القدس المحتلة، الشيخ مازن أهرام، إن" تشققات وتصدعات حدثت في مدخل المسجد العمري الصغير في حي السريان وفي الباب الرئيسي، بسبب الحفريات الإسرائيلية أسفله."
وأشار في تصريحات لوكالة "قدس برس" اليوم الثلاثاء، إلى أن "هبوط تدريجي لوحظ في أرضية المسجد العمري الصغير، وأنه (الهبوط) ما زال مستمرًا، ما يهدد بانهيار المسجد".
وأضاف أهرام، أن هناك خطر كبير محدق بالمسجد، "وخصوصًا أننا لا نعرف شيئًا عن هذه الحفريات ومداها"، مبينًا الحفريات الموجودة أسفل المسجد تمتد إلى شبكة واسعة من الأنفاق.
ولفت إلى أنها (الأنفاق) غالبًا ما تكون ممرات مائية أو دهاليز أو أنفاق من العهد الروماني والبيزنطي، مستطردًا: "التزوير اليهودي قائم، وهذا ليس بغريب على الاحتلال الذي يسعى إلى تغيير ملامح القدس".
وذكر: "الأنفاق التي يحفرها الإسرائيليون، تهدف إلى التغلغل داخل البلدة القديمة من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، وهي في الأصل ممرات مائية".
وبيّن المسؤول المقدسي أن "القدس لا يوجد فيها ماء وكانت تأتي المياه إليها إما عبر الأنفاق المصطنعة، أو القنوات المائية التي تمتد من خارج المدينة إلى داخل البلدة القديمة".
وأكد حدوث تصدعات وتشققات في عدد كبير من مساجد البلدة القديمة في القدس المحتلة، بسبب الحفريات الإسرائيلية الممتدة من باب السلسلة ومديرية أوقاف القدس والمجلس الإسلامي الأعلى، وأسفل شوارع وأزقة البلدة القديمة، وغيرها من المناطق التي يمنع الاحتلال دخول الفلسطينيين إليها، يضاف لها الحفريات الكبيرة والخطيرة أسفل المسجد الأقصى.
وأوضح أن الاسرائيليين يحاولون إثبات وجود آثار ومبانٍ في بيت المقدس لينسبوها إليهم، من خلال إزالة آثار الحضارات المتعاقبة في القدس المحتلة؛ كالفينيقية والكنعانية والرومية والبيزنطية والرومانية والإسلامية، والتي تشكل فسيفساء المدينة.
وأشار إلى أنه تم إبلاغ الجهات الأردنية المختصة المشرفة على الأوقاف في القدس المحتلة، لمتابعة الموضوع ومعالجته مع سلطات الاحتلال.
وأردف: "المسجد بني في العهد العمري، وقد تصدع وهدم نتيجة زلزال ضرب مدينة القدس في عام 1926، وأعيد بناؤه عام 1958، وتم تجديد بناؤه في العام 1963".
وأوضح أنه توجد عدة مساجد تسمى بالمسجد العمري نسبة للفتح العمري، مضيفًا أن هذا المسجد صغير وتبلغ مساحته تقريبًا 4.5 متر في 4.5 متر، ويتوافد إليه عدد قليل من المصلين، لوقوعه في حي السريان وهو حي نصراني مقابل بطركية السريان الأرثوذكس، إلا أنه يعتبر من أهم المساجد العمرية القديمة في المدينة.
وكشف المسؤول الفلسطيني في دائرة أوقاف القدس المحتلة النقاب عن وجود 35 مسجدًا داخل البلدة القديمة، تشرف عليها الأوقاف الأردنية، ويجري صيانتها وإعمارها للحفاظ عليها لما تشكله من قيمة دينية وتاريخية وحتى اجتماعية.
وذكر أن سلطات الاحتلال استولت على بعض المساجد، كمسجد بني حسن وحولته إلى مركز سياحي، ومسجد عكاشة الذي جرى تحويله إلى مطعم ومتنزه.
يشار إلى أن بلدية الاحتلال، كثفت من أعمال الحفريات خاصة في البلدة القديمة، وتحت أساسات المسجد الأقصى المبارك، وذلك ضمن مساعيها لتهويد المدينة المقدسة التي تشهد حرب تهويد غير مسبوقة.
وكان رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، قد أعلن مؤخرا عن رصد 2 مليار دولار لتغيير معالم المدينة المقدسة هذا العام، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال مدينة القدس.
