الذكرى الـ 13 لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين

يحيي الفلسطينيون اليوم الأربعاء الذكرى الـ13 لاستشهاد مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته طائرة اسرائيلية فجر الاثنين الموافق 22 مارس عام 2004.
وكان الشيخ ياسين الذي عاش أغلب فترات عمره مقعدًا على كرسي متحرك، واحداً من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني.
وتمتع بمنزلة روحية وسياسية متميزة في صفوف المقاومة، ويعتبر من أكثر القادة الفلسطينيين الذين نالوا احترام الكل الفلسطيني ومعظم القادة والزعماء بالعالم.
سيرة الشيخ
وولد الشيخ الشهيد عام 1938 في قرية الجورة، وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللا تاما وعلى الرغم من أنه استمر حتى وفاته، إلا أنه لم يؤثر في شخصية الشيخ الشهيد، ولم يقلل من حماسه وتوقد ذهنه وذكائه، التي استخدمها في سبيل القضية الفلسطينية.
وقد يعاني كذلك، إضافة إلى الشلل التام، من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد مخابرات الاحتلال الاسرائيلي في فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض.

الشيخ بين سجانيه
عمل الشيخ مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته، ثم عمل خطيبا ومدرسا في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال الاسرائيلي أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق.
في العام 1968م اختير الشيخ أحمد ياسين لقيادة الحركة في فلسطين فبدأ ببناء جسم الحركة، فأسس الجمعية الإسلامية ثم المجمع الإسلامي، وكان له الدور البارز في تأسيس الجامعة الإسلامية، وبدأ التفكير للعمل العسكري.
مشوار الملاحقة
اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة اسرائيل من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية أصدرت عليه حكما بالسجن لمدة 13 عاما، ولكن أفرج عنه عام 1985م في إطار عملية تبادل للأسرى بين اسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"القيادة العامة".
أسس الشيخ مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين تنظيما إسلاميا أطلق عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987 وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد.
في ليلة 18/5/1989 اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي الشيخ ياسين مع المئات من أبناء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء.
وفي 16 أكتوبر 1991م أصدرت إحدى المحاكم العسكرية الاسرائيلية حكما بسجنه مدى الحياة، إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود اسرائيليين ، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.
وفي عملية تبادل أخرى في أكتوبر 1997م جرت بين الاردن واسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لاسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين، أفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

إعادة التنظيم
وفي شهر مايو عام 1998 قام الشيخ ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج؛ نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية ومادية كبيرة للحركة؛ وقامت أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية على اثر ذلك باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد اسرائيل في الخارج".
وقد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في إحدى الشقق بغزة وبرفقته نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية اسرائيلية المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه، ما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، إلا أن جروحه لم تكن خطيرة.
استشهد فجر يوم الاثنين الموافق 22 مارس 2004م وذلك لدى عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية اسرائيلية بثلاثة صواريخ.
ومرّت حركة حماس بعد رحيل الشيخ في مراحل متعددة ومفصلية، وفي مقدمتها دخول المعترك السياسي الداخلي، وخوض ثلاثة حروب مع  اسرائيل.


وبمشاركة العشرات من قيادات حركة حماس وكوادرها كرمت الحركة مساء الثلاثاء، عائلة الشيخ أحمد ياسين، في الذكرى الـ 13 لاستشهاده، خلال وقفة وفاء أمام منزله في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة.
وقال القيادي في حماس، محمود أبو دف، في كلمته خلال الوقفة: إن "الشيخ أحمد ياسين جاهد من أجل اقتلاع الاحتلال الصهيوني، وعلّم الأجيال كيف تكون المبادرة في الدعوة إلى الله، وإصلاح واقع الناس."
وأضاف أبو دف ان ذكرى استشهاد الإمام الياسين "تحمل الكثير من نسمات المقاومة وعبق الجهاد والفداء، وترسم الذكرى خارطة تحرير فلسطين".مضيفا  أن نهج الشيخ ياسين ومشروعه باقٍ ومستمر، وأن ذكراه في "عين" و"يد" كل مقاوم فلسطيني، يتصدى للاحتلال، ويقاوم "جرائمه".
وفي ختام الوقفة سلمت قيادة حماس درع لعائلة الشيخ ياسين تخليدًا لذكراه .

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -