الاستيطان الاستعماري والدولة اليهودية مقابل السلام.؟؟!!

بقلم: مازن صافي

فيما تنشط الادارة الأمريكية وعبر مبعوثها لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، لإعادة مباحثات السلام الفلسطيني الاسرائيلي ،قابلت (اسرائيل) ذلك بتصريحات عنصرية، ترفض ملامح هذه الخطة وتستبق اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الأمريكي ترامب، وتركزت تلك التصريحات حول عدة بنود، ومنها تبادل الأراضي والسكان، ويشمل ذلك تجمعات سكانية في الأراضي 1948، وبما يكرس شروط الدولة اليهودية، والمطالبة بالاعتراف الفلسطيني بها.

وفيما يلي يمكننا أن نسجل التصريحات الأخيرة التي خرجت من المؤسسة الاسرائيلية الرسمية، وذلك لقراءة "المنظور الاسرائيلي للسلام" في الوقت الذي تعمل الادارة الأمريكية على اقناع دول المنطقة بالحل الاقليمي للشرق الوسط، وتشكيل تحالفات جديدة تعتمد على السلام الاقتصادي، واقامة علاقات عربية علنية مع (اسرائيل).

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في إطار مع غرينبلات أنه لا يمكن الحديث حاليا عن بداية جولة مفاوضات أخرى مع السلطة الفلسطينية، وإنما عن بدايات متتالية من المصارحة والمكاشفة، وطرح مسألة إقامة مستوطنة بديلة لمستوطنة "عامونا" في الضفة الغربية.

فيما قال وير البنية التحتية الاسرائيلي شتاينيس أن مستوطنة – مستعمرة - "معاليه أدوميم" في القدس هي جزء لا يتجزأ من "الدولة الاسرايلية"، واستنكر استمرار وجود السفارة الأمريكية وباقي السفارات في مدينة "تل أبيب"، مشيراً أنه يجب نقل جميع السفارات الى القدس التي أطلق عليها عاصمة "الدولة الاسرائيلية".

ومن جانب آخر حذر ليبرمان الولايات المتحدة من محاولة التوسط في إتفاق سلام إسرائيلي - فلسطيني بالإعتماد على مبدأ الأرض مقابل السلام من دون أن يشمل ذلك تبادل سكاني، وذهب الى أبعد من ذلك، حيث توقع فشل أي خطة تعتمد على مبدأ الأرض مقابل السلام في حال لم يتم تحويل بعض البلدات العربية إلى السيادة الفلسطينية، ويقصد هنا " جعل بلدات عربية معينة "في اراضي 48" جزءا من الدولة الفلسطينية، ومنح سكان هذه البلدات المواطنة الفلسطينية بدلا من الإسرائيلية - مبادلة الأراضي والسكان كجزء من إتفاق إقليمي شامل ".

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موشيه يعلون بأنه لن يتم التوصل لتسوية سياسية مع الفلسطينين في المستقبل القريب، ومتمنيا الفصل السياسي على اساس دعم مبدأ توطين اليهود بعيدا عن أي أقلية فلسطينية عربية في المناطق اليهودية، وحتى ان كان الثمن هو التخلي عن بعض المناطق في الضفة الغربية.

ملاحظة: ان انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية على اسس راسخة تهيىء العمل بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، وهذا هدف منشود لمواجهة الاستيطان الاستعماري والتهويد المستمر.

وقفة: السلام يبدأ من فلسطين، ولن يكون هناك أي نجاح لأي مشروع أو حلف أو حل يتجاوز الحق الفلسطيني وقانونية الأرض الفلسطينية وتنفيذ القرارات الدولية التي تنهي الاحتلال وتعلن فلسطين الدولة الكاملة العضوية في الأمم المتحدة وعاصمتها القدس.

د.مازن صافي / كاتب ومحلل سياسي – فلسطين
[email protected]