اعتبر فايز ابوعيطة، نائب امين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، ان الواقع الذي تشهده الساحة الفلسطينية في ظل استمرار  الانقسام بين قطاع غزة و الضفة الغربية يغري اسرائيل للتنصل من حل الدولتين، وخلق واقع لاقامة دولة في غزة.

وقال ابوعيطة في برنامج تلفزيوني عبر قناة "هنا القدس" الفضائية ان "واقع الانقسام الفلسطيني يشجع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة على اعدام ونسف حل الدولتين والعمل من اجل اقامة كيان في قطاع غزة منفصل عن الضفة الغربية التي تتعرض لهجمة استيطانية كبيرة، وان كان هذا الامر مرفوض من قبل المجتمع الدولي ويتعارض مع قرارات الشرعية الدولية التي اقرت اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967".

وحول المطلوب فلسطينيا لمواجهة هذه المخططات الاسرائيلية، طالب ابوعيطة حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة ان تتنبه جيدا لمثل هذه المخططات الاسرائيلية ، التي يجب ان نواجهها بوحدة الموقف الفلسطيني(..) لن نسمح بمرور هذا المشروع ونحن على قناعة راسخة بان هذا امر مرفوض من قبل الشعب الفلسطيني سنواجهه بكل الامكانيات، والمجتمع الدولي يقف الى جانب الحق الفلسطيني باقامة دولة على حدود 67".

وقال "مطلوب منا كفلسطينيين دور واضح ومهم لانهاء هذا الانقسام، وعلى حركة "حماس" ان تتقدم بخطى واثقة تجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية وصولا الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني، ولا يغري حركة حماس ان تستمر في سيطراتها على قطاع غزة ".

واضاف "موقف القيادة الفلسطينية من هذه المخططات واضح، واللقاء القادم مع الادارة الاميركية لعرض وجهة النظر الفلسطينية والتي ابلغ بها مبعوث الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته للمنطقة الاسبوع المنصرم"، مضيفا " سنعمل مع الادارة الاميركية على هذا الاساس عبر اللقاء الذي سيجمع الرئيس محمود عباس مع ترامب في الفترة المقبلة (..) فلا سلام ولا استقرار في المنطقة دون دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967".

وحول الخطورة من اعلان حركة "حماس" مؤخرا عن تشكيل لجنة لادارة قطاع غزة ، قال ابوعيطة " ان الخطورة تكمن في هذا الامر بان اللجنة موجودة فعلا والا فمن يدير القطاع في ظل منع حكومة الوفاق الوطني من العمل على ممارسة مهامها هنا ".

وقال " نحن شعرنا بالخطورة من اعلان "حماس" عن تشكيل لجنة لادارة غزة في ظل حديث عن دولة في القطاع ، وان ذلك جاء عبر جلسة عقدتها  كتلة حماس البرلمانية في مسعى لاضافة صبغة شرعية على هذه اللجنة ، رغم ان المجلس التشريعي معطل منذ وقوع الانقسام"، مشيرا الى "اغراءات" تقدمها اسرائيل لترسيخ فصل القطاع عن الضفة الغربية عبر الاعلان عن مشاريع لاقامة ميناء ومطار في القطاع ، اضافة الى الحديث عن توفير فرض عمل لسكان القطاع داخل الخطر الاخضر".

واضاف ابوعيطة" في ظل الواقع الصعب لسكان قطاع غزة واستمرار منع حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها في القطاع ، يجب التقدم نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية يقف من خلالها الجميع اما مسؤولياته ، خاصة وان حكومة الوحدة ستكون ممثلة لكافة الفصائل ومطلوب من الجميع القيام بدوره". وقال "نحن في حركة فتح جاهزين لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، بمشاركة جميع الفصائل، لتخفيف معاناة شعنبا في غزة ، ولافشال كل المشاريع التي تخدم الرؤية الاسرائيلية لفصل غزة عن الضفة الغربية التي تشهد المعركة الحقيقة مع الاحتلال(..)  هناك مؤمرات تقودها اسرئيل في ظل انشغال العرب بانفسهم ".

من جانبه عقب وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني على اعلان حركة "حماس" عن تشكيل لجنة لادارة قطاع غزة قائلا " ان ما يقلق ان هذا الامر يجري الحديث عنه من قبل كلتة "حماس" البرلمانية التي لا يحق لها سن قوانين باسم المجلس التشريعي حتى وان كانت تمثل الاغلبية دون عرض الامر على الهيئة العامة للمجلس (المعطل)".

واضاف العوض في حديث عبر الهاتف لقناة "هنا القدس" ان محاولة شرعة هذه اللجنة عبر كتلة حماس البرلمانية يشير الى اننا بصدد خطوات يراد إلباسها الطابع القانوني،  في ظل ضغط اميركي واسرائيلي تشهده المنطقة، لفرض حل اقيليمي يرتكز على فصل غزة عن مستقبل الاراضي الفلسطينية ".

واعتبر العو ض ان الرسالة في هذا التوقيت بالذات من قبل تشكيل هذه اللجنة" وكأنها تريد ان تبلغ اطراف دولية بان هناك بنية ادارية جاهزة لتتعامل مع غزة بشكل منفصل"، مشيرا الى ان "المبررات" التي تسوقها "حماس" فيما يتعلق بتهميش قطاع غزة "تتطلب من حكومة الوفاق الوطني الاجابة بشكل فعلي على هذه القضايا من خلال حضور فاعل من قبل وزارء الحكومة ومن قبل كل القيادة الفلسطينية في قطاع غزة (..) يجب ان يشعر المواطنين في قطاع غزة بان لهم قيادة ممثلة بحكومة التوافق الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تتحمل مسؤويلتهم".