بعد ايام بل بحسابات الساعات تنعقد القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرون على ضفاف البحر الميت الشرقية وعلى بعد امتار ايضا من فلسطين المحتلة ، وتحظى هذه القمة الاهتمام سواء بالتجهيزات الاعلامية الضخمة التي جهزتها المملكة الاردنية والمضيفة للمؤتمر او من خلال المتابعات والاهتمام الشعبي والرسمي ولأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي والنقاشات والمجادلات في الشارع العربي والفلسطيني بشكل خاص .
بالتاكيد ان هذه القمة ليست ككل القمم السابقة وخاصة القمم التي اتت بعد القمة المحورية التي عقدت في بيروت وحصار ابو عمار وانطلاق المبادرة العربية للسلام في 27 مارس 2002 وهي القمة الاكثر اهمية بعد قمة تأسيس منظمة التحرير في 23ديسمبر 1963م وقمة الخرطوم بعد النكسة والتي عقدت بتاريخ29 اغسطس عام 1967م بعد شهور قليلة من النكسة والتي تبنت فيه القمة المذكرة المرفوعة من رئيس منظمة التحرير احمد الشقيري ما اشتهرت به هذه القمة باللات الثلاث"لا صلح، ولا تعايش مع إسرائيل." مقترحات كانت من الاهمية لحفظ الحق الفلسطيني وتأكيد العمق العربي: لا صلح، ولا تعايش مع إسرائيل.
ثانياً: رفض المفاوضات مع إسرائيل، وعدم الاعتراف بالاحتلال السابق (احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948ثالثاً: عدم الموافقة على أي تسوية، فيها مساس بالقضية الفلسطينية، وما يؤدى تصفيتها.
رابعاً: عدم التخلي عن قطاع غزة والضفة الغربية، ومنطقة الحمة. وتأكيد على عروبة القدس بخاصة.
خامساً: في نطاق الاتصالات الدولية في هيئة الأمم المتحدة وخارجها، لا تنفرد أي دولة عربية بقبول أي حلول لقضية فلسطين.
سادساً: التركيز الدائم المستمر على الصعيدَين: العربي والدولي، في أن قضية فلسطين وإن تكن قضية عربية مصيرية، إلا أن شعبها هو صاحب الحق الأول في وطنه، الذي يقرر مصيره.
ورفع أحمد الشقيري بذلك أربع لاءات: لا صلح، ولا تفاوض، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا انفراد لدولة عربية بالحل. بيد أن المؤتمر لم يقرر سوى الثلاث الأولى فقط.
وجود الزعيم الخالد جمال عبد الناصر مفجر ثورة يوليو ووجود بن بلا وبو تفليقة وبعدهم القذافي وصدام حسين وحافظ الاسد في سلسلة الزعماء القوميين كان يعطي نكهة خاصة للقمم العربية وتغلب الخط القومي وتأثيره على قرارات مؤتمرات القمة ، ولكن هل هذه القمة وما تحمل من ملفات صاخبة ومهمة هل ستذكرنا بقمة الخرطوم ، او قمة تأسيس منظمة التحرير في ظل صدع عربي ووجود زعامة لا يمكن التنبوء بسياساتها للولايات المتحدة بقيادة ترامب وخطوطه الحمراء بالنسبة لاسرائيل ، وهل العلاقات الدولية والقوى الدولية والاقليمية تسمح للملوك والرؤساء العرب الخروج عن المألوف وعبر اكثر من 3 عقود في سياسة العجز امام الفوضى الخلاقة التي اثارتها كوندليزا رايس منذ عام 2003م واستهدفت الانظمة الوطنية في ليبيا وسوريا واليمن ومصر ، واستشراس في في سياسة اسرائيل بالاستيطان ونفي الحق الفلسطيني في اقامة دولته على ما تبقى من الارض الفلسطينية واستنادا لاعتراف وموافقة الدول العربية على قرار 242 و 338.
مهام كبرى وقرارات مصيرية وتحديات جمة امام هذه القمة وفي غياب حل الدولتين والمماطلة الاسرائيلية وتهويد القدس وانهيار الدولة في ليبيا وسوريا واليمن وتهديد وحدتها .
بالتاكيد ان مصر بزعامة الرئيس والجنرال السيسي وبثورة تذكرنا بكاريزما ثورة يوليو بزعامة عبد الناصر باختلاف الظلروف والمناخات والتحديات والتي تجاوزت فيها مصر محنتها الخطرة في الحفاظ على الدولة الوطنية والعميقة التي اسسها عبد الناصر ، والانتقال الى تحديث المؤسسات وارساء نهج اقتصادي بمرحلياته لتجاوز الازمات نحو استقرار مجتمعي يمكن مصر من ان تعود لاخذ موقعها المهم في الريادة وقيادة العالم العربي نحو فضاء عربي وامام اختراقات اقليمية متعددة ودولية ايضا .
بالتاكيد ايضا ان مصر في خلال سنتين وبقيادة السيسي قد عادت للتاثير على المستوى الاقليمي والدولي ولا احد ينازعها هذا التأثير بعمقها التاريخي وامكانياتها المتعددة ولارساء منظومة الامن القومي العربي والتي قد تحدد معالمها في مؤتمر القمة وبحضور رئيس مصر السيسي ، ولكن من المهم وباعتبار ان فلسطين هي مفتاح السلام والرخاء لدول المنطقة وكما عبر الرئيس السيسي في اكثر من لقاء ، هل تبادر مصر بفرض اجندة تصالحية بقرار من الجامعة العربية لتنهي الخلاف والفرقة الفتحاوية اولا ومن ثم الانقسام الفلسطيني لتغلق عدة سيناريوهات تطرح اسرائيليا واقليميا لمستقبل الضفة وغزة ، والتاكيد على قرار الجمعية العامة بالاعتراف بدولة فلسطين كتبويب لاعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كاحد قرارات مؤتمر القمة المصيرية .
هل تعود للقمة هيبتها ورونقها بحضور الرئيس السيسي كعهد عبد الناصر وعهود العظماء عبد الناصر وصدام والقذافي ..؟؟،
بالتاكيد ان دعوة الرئيس السيسي لرئيس السلطة للتشاور والتي نأمل فيها ان يحضر عباس مشروع لانهاء لالانقسام الفتحاوي والفلسطيني الفلسطيني وتقديم مشروع سياسي جديد ينهي حقبة الفشل والاذعان للسياسة الاسرائيلية والتفاوض العبثي ، وباعلان دولة فلسطين على الضفة وغزة وعاصمتها القدس وتحويل المؤسسات لمؤسسات دولة وهذا يحتاج الكثير من انهاء ملفات الفساد وشخوصها التي تصاب بها السلطة واجهزة امن مهنية تحافظ على المواطن وليس ضده وانهاء التنسيق الامني ، ان قوة مصر وبوجود رئيسها السيسي وعلاقاته المتميزة مع ترامب يجب ان تكون هي ركيزة المبادرة لما يمكن ان ان يقدمه الجانب الفلسطيني ... فهل يفعلها رئيس السلطة ...؟؟!! وخاصة ان هناك لقاء ينتظره الجميع بين الرئيس ترامب والرئيس السيسي والرئيس ترامب والملك عبد الله الثاني ، واللقاء بين الرئيس ترامب ورئيس السلطة ..... الجميع ينتظر ...؟؟ ولان الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني واللييبي والسوري واليمني في مفترق الطرق..... وهناك ارهاب وهناك اطماع اسرائيلية وهناك قوى اقليمية تتحرك ...
بقلم/ سميح خلف