الانتقام لاغيتال فقهاء بشكل غير مباشر.. القسام يطور قدراته البحرية

توقعت تقاير عبرية أن تقدم حركة "حماس" على الانتقام لاغيتال القيادي في جناحها العسكري الاسير المحرر مازن فقهاء خلال الفترة المقبلة بشكل غير مباشر من الضفة الغربية وليس من قطاع غزة.
وذكرت صحيفة "جورزليم بوست" الاسرائيلية الناطقة باللغة الإنجليزية  بأن عملية اغتيال مازن فقهاء مساء الجمعة تمت من قبل محترفين إذ أن القتلة أطلقوا بهدوء أربعة رصاصات على رأسه مستخدمين كاتم الصوت وغادروا المكان دون أن يتركوا ورائهم أي أثر على الأقل حتى الآن. فيما وجهت حركة "حماس" أصابع الإتهام إلى اسرائيل متهمة الموساد بقتله.
وكانت حركة "حماس"  قالت عل لسان قادتها إنه في كانون الأول/ديسمبر تم اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري الذي ساعد في تطوير طائرات بدون طيار وغواصات صغيرة لحركة "حماس" ونسبت وسائل الإعلام الواقعة إلى الموساد الاسرائيلي.
وفي محاولة للتضليل وخلط الأوراق زعمت الصحيفة أن هناك ثلاثة أطراف مشتبهة في قتل فقهاء في غزة هم  : الجماعة السلفية المتشددة المعادية لحركة "حماس" والتي أطلقت صواريخ ضد اسرائيل، فيما اعتقلت حركة حماس المئات من عناصرها خلال الأشهر الأخيرة، ولكن المصادر الفلسطينية تقدر أن هذا الاحتمال بـ "الضعيف جدا".
وادعت أن هناك احتمالية أخرى أن القتل قد تم من داخل الحركة حيث أراد شخص -لأي سبب من الأسباب- التخلص من فقها، زاعمةً أنه في الماضي كان هناك العديد من الحوادث التي تم قتل فيها قادة من "حماس" من قبل أقرانهم بسبب صراعات على السلطة الداخلية أو على خلافات شخصية.
وأضافت الصحيفة :"وبالتأكيد هذا السيناريو محتمل في ظل أن القائد الجديد لحركة حماس يحيى السنوار أمر بقتل قائد في الحركة بسبب خلافات بينهم".حسب الصحيفة
وتابعت الصحيفة :"من الجدير بالذكر أن اسرائيل ملتزمة بالصمت في الوقت الحالي. وإذ تبين أن اسرائيل تقف وراء الاغتيال فعلى الارجح أنها كانت عملية مشتركة بين أجهزة الاستخبارات. حيث أن"الشاباك"المسؤول عن "مكافحة الارهاب" في غزة يعمل مع فروع أخرى من أجهزة الاستخبارات والقوات الخاصة الإسرائيلية".
وتجدر الاشارة إلى أن رئيس "الشاباك" قال للكنيست الأسبوع الماضي إن حماس زادت جهودها لتنفيذ عمليات  وصفها "بالارهابية" في الضفة الغربية خاصة قبل عيد الفصح.
وأضافت الصحيفة "وبافتراض أن اسرائيل وراء الحادثة فإن ذلك يشير إلى نهج جديد. صحيح أن اسرائيل تريد الحفاظ على الهدوء على حدود قطاع غزة. وفي الواقع إذا كانت اسرائيل استطاعت اغتيال قادة حماس داخل غزة وخارجها فإن هذا يظهر نهج أكثر عدوانية ويتوافق مع طموح رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين بجعل جهازه "عمليا "
وختمت "عندما تكون هناك جدوى استخباراتية وتشغيلية دقيقة فإن إسرائيل لديها من الحنكة ما يؤهلها لتنفيذ العمليات، لكنها لعبة خطيرة قد تخرج عن نطاق السيطرة. حيث صرح ناطق باسم حركة "حماس" أنها ستقوم بالانتقام لاغتيال الفقهاء ولكنها لا ترغب حاليا في أن تدخل في مواجهة جديدة لأنها لم ترمم خسائر حرب 2014م.بالاضافة الى أنها غير جاهزة عسكريا.

قتلة الفقهاء تسللوا من البحر

وقالت تقارير فلسطينية، إن التقديرات في حركة "حماس" تشير إلى أن قتلة الأسير المحرر مازن فقهاء تسللوا عبر البحر للوصول إلى بيت الشهيد غرب مدينة غزة، وأنهم جمعوا أدلة جريمتهم قبيل مغادرتهم.
واعتبرت التقديرات أن القتلة جاؤوا عبر البحر وصولًا إلى حي تل الهوى حيث يسكن الشهيد الفقهاء، وبعد تنفيذ جريمتهم قاموا بجمع مغلفات الرصاصات الفارغة وأدلة أخرى كانت ستثبت للجميع من هي الجهة المسؤولة عن جريمة الاغتيال هذه.
ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته عند الشريط الحدودي مع قطاع غزة تحسبا من إمكانية هجوم قد تنفذ كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في أعقاب اغتيال القيادي في الحركة مازن فقهاء، حسبما ذكرت الإذاعة العبرية العامة.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن عملية الاغتيال هذه، لكن إعلامها يكرر منذ أمس رواية تزعم أن جهات أخرى ربما نفذت عملية اغتيال فقهاء، بينها تنظيمات جهادية أو جهات داخل "حماس" نفسها.
وتحاول إسرائيل مؤخرا نشر روايات حول اغتيال قيادات في المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، فقد زعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، يوم الثلاثاء الماضي، أن القيادي في حزب الله، مصطفى بدر الدين، الذي اغتيل في العام الماضي في سورية، قد تم اغتياله من قبل معارضيه في صفوف حزب الله.
لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت، بأن اغتيال فقهاء جاء في أعقاب تحذيرات أجهزة الأمن الإسرائيلية من أن "حماس" تخطط لتنفيذ عملية تفجيرية خلال عيد الفصح اليهودي بعد أسبوعين.
وبحسب الإذاعة، فإن فقهاء كان أحد قادة الذراع العسكري لحماس الذين خططوا لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية تنطلق من الضفة الغربية.

الكوماندوز البحري "القسامي"
الى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية بأن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" تطور من قدراتها البحرية وتمتلك منظومات بحرية، ويستطيع الكوماندوز البحري "القسامي" السباحة لمسافات طويلة تحت الماء دون اكتشافه.
وأفادت الصحيفة في تقرير موسع لها بأ "تهديدات القسام في البحر ازدادت خلال الأشهر الأخيرة، وهناك قلق متزايد لدى الجيش الإسرائيلي تجاه الإنتاج الناجح للقسام في غزة".
وأضافت: "أن كتائب القسام تمتلك مئات الغواصين في وحدة الكوماندوز البحري، وقامت بتصنيع أنظمة غوص خاصة للكوماندوز، وتمتلك نظام التنفس المغلق الذي يسمح للغواص البقاء تحت الماء لعدة كيلو مترات"، على حد زعمها.
وتابعت الصحيفة "بالإضافة الى الكوماندوز ينتج القسام صواريخ أكثر دقة، وهناك العديد من التجارب الصاروخية، ويمتلك طائرات بدون طيار، ويستمر في حفر الأنفاق، ويرتقي في الكوماندوز البحري".
وأوضحت أن الجيش الاسرائيلي يقوم بين الحين والآخر بفحص جهوزيته وتأمين سفنه البحرية من خلال قنابل تطلق شظايا خاصة عند سماع أصوات تحت الماء، وقنابل مسيلة للدموع.
وأشارت الى أن قسم تطوير الأسلحة البحرية في الجيش الإسرائيلي يعمل على تطوير جيل قادم من هذه القنابل، وستكون فعالة قبالة سواحل لبنان.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، "أن لدى البحرية الإسرائيلية بنك أهداف ضد كوماندوز القسام، وسوف يعمل على تدمير بنيتها التحتية الساحلية إذا لزم الامر"، على حد تعبيرها.

 

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -