قمة عمان العادية في وضع عربي غير عادي... وتتطلب قرارات غير نمطيه وغير كلاسيكيه

بقلم: علي ابوحبله

القمة العربية الثامنة والعشرون تعقد في عمان في منطقة البحر الميت في الأردن يوم غد الأربعاء الواقع في 29 آذار ولغاية 31 آذار 2017 ويمثل في القمة الدول العربية جميعها باستثناء سوريا التي علقت جامعة الدول العربية عضويتها منذ 2011

غالبية الملوك والزعماء العرب سيمثلون دولهم في القمة ويتغيب عن حضور قمة عمان ثماني رؤساء دول هي الإمارات، والجزائر، وسورية، وسلطنة عمان، وليبيا والعراق.

قمة عمان الثامنة والعشرون في القمم العربية في دورتها العادية تعقد في ظروف استثنائية تمر فيها ألامه العربية وتحديات تفرض نفسها على القادة العرب وتتطلب منهم موقف وقرارات ترقى لمستوى التحديات التي تواجه ألامه العربية في أمنها واقتصادها ووجودها

ومع انطلاقة أعمال القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، التي بدأت الاجتماعات التحضيرية لها الخميس الماضي، تفرض الظروف والتحديات أن تكون هذه القمة غير نمطية وغير كلاسيكية في قراراتها

القمة العربية تعقد على جراح عربيه مؤلمه وانقسامات وصراعات تنخر في الجسم العربي ، هذه القمة ينظر إليها في أن تعالج الجراح العربية وتضمدها لتخرج ألامه العربية من صراعاتها الدموية وحروبها التي سخرت لخدمة أهداف غير عربيه وتخدم مصالح إسرائيل وأمنها وترسيخ وجودها في المنطقة على حساب الأمن القومي العربي ،..هذه القمة التي يتمنى ويسعى الكثير من القادة والشعوب منها إلى العثور على بلسم لمعالجة الجراح التي يعاني منها العرب، والتي تتطلب وقف الصراعات الدموية المسلحة في سوريا واليمن وليبيا والعراق، بالإضافة إلى حلحلة الملفات الإنسانية البائسة التي جدت في المشهد العربي، وهي ملفات مكافحة الإرهاب وملف اللاجئين وملف إعادة الأعمار في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وقبل كل ذلك يبقى الملف الدائم على طاولة القمم العربية وهو ملف فلسطين.

القمة العربية تأتي في ظل أوضاع شديدة التعقيد في ظل تغيرات إقليميه ودوليه وتتطلب ضرورة إعادة تموضع للنظام العربي يقود إلى تحقيق موقف استراتيجي عربي يحفظ للامه العربية وجودها وكينونتها

وينتظر أن تكون القمة العربية في عمان قمة مصالحات عربية عربية واسعة، هذا في الوقت الذي تتجه فيه أنظار السياسيين من دول العالم إلى قمة البحر الميت التي من المتوقع أن تشهد حراكاً دبلوماسياً مكثفاً بين الجانبين المصري والسعودي، وبين الأطراف العربية المختلفة.. كما يتوقع أن تكون الأزمات الممتدة بين الجزائر والمغرب مثار مناقشات في إطار القمة العربية، خاصة أن الأزمة بين البلدين بدت واضحة بشدة خلال الجلسات المغلقة لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد بداية الشهر الجاري فى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، ومن بين الأزمات التي تعترى العلاقات العربية العربية، الأزمة القطرية العراقية الأخيرة التي بدت واضحة في اجتماع مجلس الجامعة العربية، وكذلك الموقف الخليجي من حزب الله،

وينتظر أن يتخذ القادة العرب موقفًا جماعيًا من السياسات الدولية المؤيدة لدولة الاحتلال، والدعم الذي سيقدم للقضية الفلسطينية كونها القضية المركزية العربية من جانب، ومن جانب آخر لما للأردن أيضا من دور داعم للقضية الفلسطينية، وخاصة القدس والمقدسات، كذلك فإن موضوع استقالة الأردنية د. ريما خلف من منصبها الدولي أمينة تنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الإسكوا، سيفرض نفسه على أعمال القمة، وكانت خلف قد استقالت من منصبها المهم ردًا على قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بسحب التقرير الذي أصدرته اللجنة، والذي يدين دولة الاحتلال ويوصف إسرائيل لأول مرة فى تاريخ المنظمة الدولية بأنها دولة فصل عنصري.

ويشار إلى أن مقعد سوريا لا يزال حتى الآن مجمدا لدى الجامعة العربية، ما يعنى استمرار غيابها عن اجتماعات القمة العربية، هذا فى وقت يتوقع فيه أن يكون هناك اهتمام كبير بالمسألة السورية، خاصة ما يتعلق بعودة سوريا للجامعة العربية، الأمر الذي دعا إليه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، خلال أعمال مجلس الجامعة العربية الوزاري الأخير في القاهرة حيث قال فيه وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوى، أيضاً إن مثل هذا القرار سيرفع للقادة العرب لاتخاذ موقف بشأنه.

وبرغم التزام الجامعة العربية بتمثيل المجلس الرئاسي الليبي إلا أن الأوضاع الأخيرة التي شهدتها ليبيا ربما تضع القمة فى حالة من الحرج حول من يمثل ليبيا، أما العراق فمن المنتظر أن يطلع القادة العرب على تطورات الوضع على الساحة العراقية والنجاحات التي حققتها فى حربه على تنظيم داعش الإرهابي.

ومن المنتظر أن تناقش قمة عمان 16 بنداً تتعلق بحلول مقترحة لمجموعة من الأزمات السياسية التي تمر بها المنطقة. وحذر سياسيون أردنيون من رفع سقف التوقعات بالنسبة إلى نتائج القمة العربية المرتقبة ..إلا أن مراقبين يتوقعون تركيزاً أردنياً على بند القضية الفلسطينية من جدول أعمال القمة، خصوصاً في ظل حديث الولايات المتحدة عن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وهو ما حذر منه العاهل الأردني خلال زيارته لواشنطن في فبراير الماضي، معتبراً أي خطوة على هذا الصعيد ستعد مصادرة لأي فرص لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، ومصادرة لمستقبل حل الدولتين الذي تدعمه المملكة في خطابها الرسمي

مجريات القمة الفنية، تمتاز في هذه الدورة بأنها غير تقليدية، إذ أن جميع نشاطاتها ستكون متاحة للجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ وفر الأردن جميع متطلبات النجاح لهذه القمة على مختلف المستويات، والتي ستكون فعالياتها متاحة للجميع.

ويستطيع الجميع الاطلاع والوقوف على التحضيرات اليومية، التي يقوم بها الأردن بالتنسيق والتعاون مع الجامعة العربية لعقد القمة، التي يتوقع أن يحضرها غالبية الزعماء العرب.

قمة البحر الميت للقادة العرب رغم الآمال المعلقة عليها وهي تعقد دورتها العادية في ظروف غير عاديه تتطلب من المشاركون في القمة وهم يتنسمون عبير فلسطين عبر البحر الميت، والقادة العرب سيطلون على فلسطين المحتلة من محل إقامتهم في البحر الميت، كما أن القادة العرب سيحملون معهم إلى القمة ملفات عضال .. الأمر جلل والتحدي كبير والآمال أيضاً. وتتطلب موقف عربي يرقى لمستوى التحدي وقرارات ترقى لدعم فلسطين والقضية الفلسطينية وتجاوز الماضي بحيث لم تعد المبادرة العربية للسلام لتصلح أن تعرض على القمة العربية

والتي تم تداولها منذ عام 2002 ولغاية اليوم ولم تلاقي تجاوب إسرائيلي مما يتطلب موقف عربي فاعل وضاغط لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والقدس وكل الأراضي العربية المحتلة.

بقلم/ علي ابوحبله