41 عاما من النضال ومقاومة تسارع وتيرة الحملة الاستيطانية الشرسة التي تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلية، الرامية لمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها للمستوطنات بالضفة المحتلة ، وذلك في ظل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي يطالب إسرائيل بأن توقف على الفور بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
41 عاما ولا تزال الأرض تنادى شهدائها الذين ارتقوا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 ، "من عرابة الشهيد خير ياسين / من سخنين الشهيد خضر خلايلة / ومن سخنين الشهيدة خديجة شواهنة / ومن سخنين أيضا الشهيد رجا أبو ربا / ومن كفر كنّا الشهيد محسن طه / ومن عين شمس واستشهد في الطيبة الشهيد رأفت الزهيري / إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين" .
فيوم الأرض الخالد ليس مجرد ذكريات نسردها للأجيال، بل هي مقاومة ضد المحتل، وتحد كبير في انتصار ومقاومة الكف الفلسطيني لمخرز الاستيطان الإسرائيلي، و تصدى لكافة مخططات الاحتلال و استشراس سياسة الاقتلاع ونهب الأرض.
يوم الأرض أعطى لفلسطين هويتها السياسية
ويقول طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن ذكرى يوم الأرض تأتي هذا العام في ظل السعي الحثيث لحكومة الاحتلال للقضاء على طموحات شعبنا في ظل استمرار الدعم المفتوح لحومة الاحتلال البغيض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولات الالتفاف على حقوق شعبنا المشروعة ، مؤكدا رفضه لكافة المشاريع التي تنتقص من حقوقه المشروعة.
ونوه الصفدى إلى أن هناك هجمات الاحتلال الاستيطانية في تزايد وتصاعدت إجراءات تهويد القدس ،وبناء المستوطنات والوحدات الاستيطانية ،وجدار الفصل العنصري الذي يهدد مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
و أكد تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وفق تقرير" وكالة قدس نت للأنباء"، أن الأرض كانت وما زالت جوهر الصراع مع الاحتلال ومشروعه الاستيطاني الكولونيالي القائم على سياسة الإحلال وتشريد شعبها وحرمانه من أبسط حقوقه الوطنية والسياسية وحتى المدنية والإنسانية ، فالسيطرة على الأرض وتهويدها وما رافق ذلك من انتهاكات وجرائم كانت في قلب مشاريع الحركة الصهيونية على امتداد تاريخها بدءا بجرائم الاستيطان في ظل الانتداب البريطاني على أرضنا وجرائم التطهير العرقي التي رافقت نكبة العام 1948، مرورا بمشاريع وزارة الداخلية الإسرائيلية التي كانت وما زالت تستهدف إفراغ الجليل من سكانه الأصليين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها وصولا إلى يومنا هذا وما نشهده من سياسات وإجراءات حكومة نتنياهو لتكثيف الاستيطان ونهب الأرض وتدمير مقومات وأسس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من جهتها أكدت أن يوم الأرض الفلسطيني رمزًا لوحدة شعبنا وتمسكه بأرضه وهويته الوطنية ، وأنه أمام هذه الذكرى ليس أمامنا إلا الارتقاء إلى مستوى التحديات الخطيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية، من خلال استعادة الوحدة الفلسطينية على أسس وطنية وتنظيمية سليمة، كخيار كفيل بإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الذي يطابق بين شعب فلسطين وأرضه ومشروعه السياسي، وهذا يشمل تجاوز حالة الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس ديمقراطية - توافقية بصيغة قيادة حركة تحرر وطني وإطار تمثيلي جامع للفلسطينيين. وبإعادة الاعتبار للمقاومة، بكافة أشكالها، بديلًا لخيار المفاوضات العبثية بمرجعية اتفاق أوسلو .
الاستيطان ينهب الأرض
وأوضح الإحصاء الفلسطيني عشية ذكرى يوم الأرض 30/03/2017 بالأرقام والإحصائيات بأن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، حيث لم يتبقى للفلسطينيين سوى حوالي 15% من مساحة الأراضي فقط، وبلغت نسبة الفلسطينيون 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية.
ونجد ان40% من مساحة الضفة الغربية تم تحويلها لأراضي دولة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وان 48% من مساحة المستعمرات الإسرائيلية مقامة على أراضي ذات ملكية خاصة للفلسطينيين ، وفي القدس قامت سلطات الاحتلال خلال العام 2016 بهدم نحو 309 مباني تشتمل على مساكن ومنشآت تجارية وصناعية وزراعية، كما تم إصدار نحو 227 امر هدم
ومنذ بداية العام 2016 تم هدم وتدمير حوالي 1,023 منزلاً ومنشأه في مختلف مناطق الضفة الغربية، منها 309 عمليات هدم في محافظة القدس، و714 عملية هدم في باقي محافظات الضفة الغربية؛ بالإضافة إلى إصدار إخطارات هدم لأكثر من 657 منزلاً ومنشأه خلال العام 2016، وقد أدت عمليات الهدم إلى تشريد أكثر من 1,620 مواطن فلسطيني نصفهم من الأطفال.
وفي ذكرى يوم الأرض لا يمكن أن ننسي حصار مستمر لقطاع غزة و على الرغم من صغر مساحة قطاع غزة أقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي بعرض يزيد عن 1,500م على طول الحدود الشرقية للقطاع وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي وفق ما ذكره تقرير الإحصاء الفلسطيني الذي اطلعت عليه " وكالة قدس نت للأنباء" على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم² والذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة للسكان في العالم بحوالي 5,000 فرد/كم2.
أحداث يوم الأرض
و تعود أحداث يوم الأرض الفلسطيني لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية العنصرية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبية سكانية تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل" وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام السلطات الاسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين التي احتلت عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات في سياق مخطط تهويد الجليل.
علماً بأن السلطات الاسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات .
وعلى أثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وفي تم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار (مارس) احتجاجاً على سياسية المصادر وكالعادة كان الرد الإسرائيلي عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى والبلدات العربية وأخذت بإطلاق النار عشوائياً مما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين.
وفى هذا السياق حذرت لجنة المتابعة للجماهير العربية في أراضي عام 48 ، من مخططات الإقلاع و التهجير و نهب الأرض، و أن ذلك يأتي بموازاة استمرار الحصار على قطاع غزة والضفة والقدس المحتلة، وهذا ما يستوجب وقفة جماهيرية حاشدة، تطلق صرختها في وجه حاكم معتدٍ ظالم ، وأوضحت لجنة المتابعة أن يوم الأرض الخالد في ذكراها لـ 41، هو رسالة واضحة للمؤسسة الحاكمة، بأن سياستها العنصرية الاقصائية، لا يمكنها أن تمر.
