انتهت أعمال القمة العربية بدورتها 28 في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية ولقد تابعت الملايين.... كما المحللين والمختصين أعمال القمة العربية على مستوي المندوبين ووزراء الخارجية .....وحتي قمة الملوك والرؤساء والأمراء ....وما صدر عنهم من كلمات جاءت بأغلبيتها في اطار القضايا التي تم ادراجها على جدول الاعمال وعلى رأسها القضية الفلسطينية .....والأراء حول ايجاد المخارج السياسية .....واستنهاض الطاقات العربية ....والدفع بعربة التسوية الي حيث حل الدولتين بما يحفظ للفلسطينيين حقوقهم بحدها الأدنى وبما يعزز السلام بالمنطقة ...كما جاء بأعمال القمة وكلمات الوفود ما تشهده الأزمة السورية وما يمكن أن يحد من هذه الأزمة من حل سياسي يحفظ للشقيقة سوريا وحدة ترابها ...وسلامة ارضها وأمن واستقرار شعبها ....كما الأزمة الليبية بما يوفر استقرار ووحدة التراب الليبي ويعزز من مكانة الحكم بداخلها .....وبما يقوي من مواجهة قوي الارهاب والتطرف التي تحاول العبث بأمن واستقرار هذا البلد الشقيق ....وبما يحفظ ممتلكاته وأمواله من السرقة والعبث ....وبما يحفظ للشعب الليبي الحرية والسيادة داخل حدود امنة ومستقلة ....كما الأزمة اليمنية وما يعصف باليمن الشقيق من حرب وتخريب لا يستفيد منها اليمن وشعبه بل يزيد من حده الخلاف وعدم الاستقرار .....وما يواجه المنطقة العربية بعد أحداث ما يسمي بالربيع العربي من ارهاب اسود لا زال يشكل أحد الازمات والأخطار المحدقة بالمنطقة وشعوبها وأنظمتها السياسية ....وما تشهده السنوات الأخيرة من تخريب وارهاب طال العديد من الدول وازهق الألاف من الارواح ودمر الكثير من البني التحتية.... والموارد الاقتصادية مما أحدث الضعف والتفتت ونزعات التطرف داخل الفكر لدي بعض الشباب العربي ...وما يجب على المؤسسات الدينية والاعلامية والثقافية من أعمال يجب القيام بها لتعزيز الفكر الوسطي ...وانهاء الفكر التكفيري ....واعادة العقول الي موضعها وحسن خياراتها .
لقد تابعنا عبر سنوات طويلة قمم عربية عديدة وجميعها قد حقق الجزء اليسير من أهداف مثل هذه القمم ...وليس صحيح أن اجتماعات القمم العربية ليس لها فائدة بالمطلق وأنها اضاعة للوقت واهدار للمال .....بل تأتي كافة القمم العربية على أرضية التحديات القائمة ....والمتطلبات التي يجب البحث فيها .....والمخارج التي يجب التوصل اليها بما يحفظ للعرب كرامتهم ...ووجودهم ...ويعزز من مقومات صمودهم ويشعرهم أنهم باجتماعاتهم على مستوي القمة أفضل بكثير من بعدهم عن بعضهم البعض .....وترك المجال للخلافات الثنائية وهذا على اقل تقدير .
القمة العربية جاءت بمعظم قراراتها متوافقة مع جدول أعمالها وما تم التوافق عليه في دعم القضية الفلسطينية وأهمية حل الدولتين ...واستمرار دعم مبادرة السلام العربية ....وعدم القبول بسياسة الاستيطان وحتي نوايا نقل السفارة الامريكية والمخاطر المحدقة .....واهمية المقدسات ورعايتها ومتابعة شؤونها .....كما واهمية وحدة الموقف الفلسطيني وانهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الداخلية في اطار الشرعية الفلسطينية متمثلة بالرئيس محمود عباس .
كما جاءت المواقف العربية بأغلبيتها على دعم كافة الجهود لانهاء الأزمة السورية بصورة جذرية من خلال الحل السياسي .....كما حل الأزمة اليمنية وانهاء الحرب الداخلية والتدخلات الخارجية .
كما أجمع المجتمعون بالقمة العربية على وحدة الموقف لمواجهة ومحاربة الارهاب والقضاء عليه .....وانهاك قواه ....وقطع دابره ....وتجفيف منابعه ....وعدم ترك أدني مجال لاستمراره في تعكير الاجواء وتخريب الأمن القومي العربي .
كما جاءت القمة العربية فرصة سانحة لتبادل اللقاءات الثنائية ما بين القادة العرب لإذابة بعض ما اعتري العلاقات .
لقد تم ادارة أعمال القمة العربية بصورة جيدة تبعث على تجديد الآمال بالقدرات التنظيمية العربية على ادارة القمم بصورة تبعث على تجديد الآمال.... ومواجهة التحديات باصطفاف عربي قادر على مواجهة التحديات .....وهذا ما يسجل للأردن الشقيق الذي كان منظما وراعيا كما يأتي هذا النجاح في سياق الحكمة والقدرة لدي القادة العرب الذين تجاوزوا خصوصية قضاياهم ليبحثوا في القضايا المشتركة والمتداخلة وذات التأثير المشترك .
لقد جاء على نهاية أعمال المؤتمر الاتفاق على عقد القمة العربية القادمة بالعاصمة السعودية الرياض .
بكل الأحوال ومهما كانت الآمال المعقودة .....وما تم تناوله وتنفيذه ومواجهته من تحديات ومصاعب تواجه الأمة العربية .....فان التحرك واللقاءات وحتي بحالة ما يخرج عن القمة سيبقي أفضل بكثير من عدم عقد مثل هذه القمم التي ستبقي مدخلا عربيا للتوافق ....واتخاذ القرارات المصيرية..... ومواجهة التحديات التي تواجه أمتنا .
الكاتب : وفيق زنداح