فقدان الأمن في عين الحلوة يهدد مستقبل طلاب الشهادات الرسمية

بقلم: علي هويدي

هذه المقالة لدق ناقوس الخطر حول مصير مستقبل ما يقارب من 550 طالب وطالبة من مرحلتيْ المتوسط والثانوي في مدارس "الأونروا" في مخيم عين الحلوة. بسبب عدم إستقرار الوضع الأمني في المخيم والإقتتال الداخلي المتكرر خلال العام الدراسي الحالي اضطر الطلاب أحيانا ً بقرار من "الأونروا" وحيناً آخر كأمر واقع، للتوقف عن الدراسة ولعدة أيام في كل مرة، الأمر الذي بات يشكل خطراً على نتائج تحصيلهم الدراسي في إمتحانات الشهادات الرسمية التي أعلنت وزارة التربية انها ستجريها في حزيران/يونيو 2017، وهذا التاريخ أي حزيران غير قابل للإلغاء أو التأجيل إلا بقرار من وزير التربية لظروف يراها مناسبة، ولا أعتقد أن حالة طلاب مخيم عين الحلوة سيكون لها تأثير على برنامج الإمتحانات المعلن.

خلال العام الدراسي 2016/2017 تعرض مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين – أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان -  لإنتكاسات أمنية متعددة، كانت نتيجتها خسارات كبيرة في الأرواح والممتكات، وأدت بمعظمها إلى إتخاذ وكالة "الأونروا" قرارات بتعليق جميع خدماتها الصحية والتربوية والإجتماعية وحتى بما فيها جمع النفايات من المخيم حفاظاً على سلامة وأرواح الموظفين والطلاب والمستهدفين من أبناء المخيم بشكل عام، وبالتالي وبشكل اضطراري تم إغلاق مدارس المخيم لكثير من الأيام أدت إلى خسارة جميع طلاب وطالبات المخيم وعددهم حوالي خمسة آلاف طالب مواد دراسية ضرورية.

وعَدت وكالة "الأونروا" بتعويض الطلاب الذين خسروا أيامهم الدراسية عند استقرار الوضع الأمني في المخيم وفق تصريح للمدير العام السابق للأونروا بالوكالة في لبنان حكم شهوان، وهذا جيد ومهم وممكن أن يطبق خلال عطلة الصيف، هذا طبعاً إذا بقي الوضع الأمني المستقر على حاله ولم يشهد أي إنتكاسات أخرى، لكن تبقى المشكلة الأكبر مع طلاب مرحلتيْ المتوسط والثانوي، إذ كيف سيتم تعويض الطلاب عما فاتهم من مواد وإمتحاناتهم الرسمية على الأبواب، وما هي الخطط البديلة والسيناريوهات المحتملة، والمشهد يعطي مؤشر بأنه إن لم يتم الإستدراك وتعويض ما فات وعلى جناح السرعة حتماً سيشكل تهديد لمئات الطلاب والطالبات بالرسوب، وليس هذا فحسب بل إن الطلاب الذين رسبوا العام الفائت وأخذوا فرصة جديدة هذا العام، في حال رسوبهم للمرة الثانية، وفق أنظمة وقوانين "الأونروا" لا يحق لهم فرصة إعادة ثانية، هذا طبعاً عدا عن تأثر بقية طلاب المراحل الأخرى من الإبتدائي حتى صف الثامن متوسط، وصفيْ الثانوي العاشر والإحدى عشر، بتراجعهم في تحصيلهم الدراسي  ..

يعيش في مخيم عين الحلوة ما يقارب من مائة ألف شخص في مساحة لا تزيد عن الكيلومتر المربع الواحد. يوجد في المخيم ثمانية مدارس تابعة لـ "الأونروا"، سبعة مدارس من الإبتدائي لغاية المتوسط (الفلوجة، حطين، قبية، المنطار، السموع، مرج بن عامر وشهداء فلسطين)، وثانوية واحدة هي ثانوية بيسان.

قلق يعيشه الطلاب والأهالي والمجتمع المحلي و"الأونروا" عن مصير العام الدراسي بشكل عام وبشكل خاص طلاب مرحلتيْ الشهادات المتوسطة. مسألة تعويض الطلاب عما فاتهم ليست بالعملية السهله، ولن ترتقي بأي حال إلى مستوى الحل الجذري، هو تحدي ليس فقط للأونروا بل كذلك الإلتزام بـ"الضمانات الخطية التي حصلت عليها الأونروا من المحاورين بإحترام حياد مرافق الأونروا والعمل على الحفاظ على سلامة وأمن موظفي الأونروا والمدنيين بينهم الأطفال" كما جاء في رسالة شهوان مطلع شهر آذار/مارس الماضي وبناء عليه تم استئناف تقديم الخدمات من قبل الوكالة.. وتحدي كذلك لمؤسسات المجتمع المدني لا سيما في مخيم عين الحلوة ومنطقة صيدا والجوار واللجان الشعبية والأهلية ولجان القرى والاحياء والقواطع والأهالي في المخيم.. كي يقف الجميع عند مسؤولياته.

بقلم/ علي هويدي