سؤال افتراضي يجول في عقل كل إنسان فلسطيني وعربي رغم الإجابة المتوقعة من المتخندقين خلف مواقفهم الحزبية المتصلبة ما هو المتوقع لقطاع غزة في حال رفضت حركة حماس المقترحات أو الرسالة المقدمة من اللجنة المركزية لحركة فتح في لقاءها المصيري مع اللجنة التي شكلتها المركزية لتواصل معها لإنهاء حالة الانقسام المشؤوم في حواراتها ووصلت لطريق مسدود مع الوفد الزائر الذي يتضمن كلاً من القيادي أحمد حلس,محمود العالول,إسماعيل جبر,حسين الشيخ في موعد أقصاه 25/4/2017م حول التراجع عن انقلابها وحل اللجنة التي شكلتها لإدارة قطاع غزة وإلغاء كافة القوانين والقرارات التي اتخذتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات تشريعية ورئاسية....
طبعاً من المؤكد في حال رفض حركة حماس المقترحات ستموت كافة دعوات الحوار الوطني المنادية لإنهاء الانقسام وستجبر السلطة الوطنية الفلسطينية لإعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً وهذه هي الخطوة التي ترددت باتخاذها خلال السنوات المنصرمة في تعاملها مع الانقلاب وعليه سوف تتوقف عن تقديم كافة الخدمات المقدمة لقطاع غزة والتي ساعدت في نمو وبقاء الانقسام وتكريسه حتى الساعة,وقد كان أولى هذه القرارات المؤلمة التي تأخذها السلطة هو خصم قيمة 30% من ورواتب الموظفين.....
وسيتبعها قرارات قاسية منها تقاعد الموظفين الاجباري وعدم دفع مصاريف الكهرباء للشركات الإسرائيلية وتوقف خطوط الكهرباء المصرية والغاز والمواد الغذائية والمياه والخدمات التعليمية والصحية وقد يطال المس بحالات الشؤون الاجتماعية والأسرى والشهداء,ووقف تصدير الوقود بكافة أنواعه,ووقف إصدار كافة الأوراق الرسمية وجوازات السفر,وإبلاغ كافة البنوك بوقف خدماتها وإغلاق أبوابها حتى اشعار أخر,ووقف تصدير أي شواكل - العملة الإسرائيلية المتداولة في القطاع- بحيث تصبح أي ورقة عملة بلا قيمة لها في غزة....
فإن إعلان مشروع قرار قطاع غزة إقليماً متمرداً سيكون له أثار وتبعات خطيرة جداً فسياسياً سيكرس من حالة الفصل الكامل بين غزة والضفة وسيساهم في عزل غزة عن العالم وسيكون كارثياً على الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية والنفسية وسيزيد من حالة الخناق على شعبنا الفلسطيني من إطالة حاله الحصار والتشديد على كافة معابر القطاع من كل الجهات وقتل روح الحياة في نفوسهم, وسيعزز من ارتفاع معدلات الجريمة والبطالة والفقر والمرض،الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على البنية الاقتصادية,وتجميد أموال حماس وحكومة الظل التابعة لها وقطع المساعدات الإنسانية الداخلية لغزة وإعلام كافة المؤسسات الأجنبية أنها عرضة للخطر لان السلطة لا وجود لها في غزة لتضمن حمايتهم وهذا الشعور بالخوف سيدفعهم لترك غزة هذا مما يعني أن قطاع غزة سيصبح كياني معادي من جانب الاحتلال وأي مقاومة مسلحة من غزة سيعتبر إرهاب يعني من الأخر غزة مهدورة الدم...
لم يعد مجال للتكتيك والمناورات والتمركز وجس النبض وركوب الهواء والتسلق على الحبال الذائبة وأخذ غزة بجنون المتنفذين إلى الجحيم بالشعارات الحماسية الجوفاء والتصريحات العنترية التي لم تعد تنطلي على أحد,فاختصاراً للوقت والزمن والاستنفاذ من الدروس والعبر على حركة حماس أن تحسم أمرها بالتخلي عن قطاع غزة والموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على كافة التفاصيل لإنقاذ الكل الفلسطيني والقضية الفلسطينية من حالة التيه والتوهان والتشرذم والضياع وخاصة أبناء شعبنا في غزة والذي ذاق الأمرين ودفع الثمن الأكبر جراء الانقسام والحروب الإسرائيلية ...........
عاش الوطن برجاله الشرفاء حماة الوطن والديار - نعم للوحدة الوطنية والمصالحة الداخلية - نعم للدولة الواحدة والشعب الواحد - نعم لإنهاء الانقسام لا للفرقة والانفصال...
بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة
[email protected]