الأهداف الإستراتيجية لحركتي فتح وحماس تتفق بغض النظر عن الطريقة المتبعة لتحقيق هذه الأهداف بمعنى أن لكل منهم له تكتيكه الخاص لتحقيق ما سيصل اليه من أهداف إستراتيجية . وهذا ما نراه دائما على أرض الواقع الخلاف في التفاصيل وليس في الخطوط العريضة . في الانتفاضة الأولى كانت حركة فتح لها خطاب نضالي مختلف تماما عن الخطاب الذي نسمعه الآن وهذا بسبب التطورات الأقليمية والتاريخية التي تؤثر على القضية بشكل مباشر وغير مباشر . وحركة حماس أيضا كان خطابها قبل عشر سنوات مختلف تماما عن ما نسمعه اليوم وذلك بنفس السبب وهو التطورات الأقليمية والتاريخية التي تمس في صلب القضية الفلسطينية . ومن الملحوظ ان جميع الفصائل الفلسطينية على نفس النمط بمعنى أنها قد يتغير خطابها الوطني والنضالي بحسب تغيرات أقليمية ودولية . ولكننا نركز دائما في حركة فتح وحماس لانهما على سدة الحكم والتغيرات ملحوظة جدا في خطابهما الوطني الذي يدفع بنا الى تساؤلات كثيرة .
ومن الامثلة على أرض الواقع أن حركة حماس بالأمس كانت تعترض على مشروع السلام التي قامت به حركة فتح في إتفاقية أوسلو بسسب قبولها بدولة فلسطينية على حدود 67 واليوم حركة حماس نفسها تعترف بنفس الإتفاقية بجميع تفاصيلها ومن أهمها الموافقة على إقامة دولة على حدود 67 ولكنها تعبر عبر وسائل الإعلام عن هذه الموافقة بطريقة مختلفة عن طريقة فتح وذلك كما يقولون لحفظ ماء الوجه . التلاعب في المسطلحات والألفاظ وخلط الأوراق والجمل المطاطية التي تستخدمها حركة حماس قد تظهر للشعب والمواطن البسيط انها تختلف تماما عن حركة فتح ولكن في الحقيقه لا إختلاف بين فتح وحماس في الأهداف الإستراتيجية والأمر أصبح واضحا تمام بعد الوثيقة الجديدة لحركة حماس والتي تتكون من بنود كثير تتشابه مع بنود إتفاقية أوسلو ومن أهم هذه البنود هو القبول بدولة على حدود 67 وهذا يعني نفس ما تقولة حركة فتح منذ 25 عاما . هي دائرة مغلقة ندور وندور ونعود الى نفس نقطة البداية .
والغريب في الأمر وما يثير القلق أيضا أن التقارب في الأهداف لحركتي فتح وحماس يتزامن مع الصراع المستمر والمناكفات الإعلامية اليومية وذلك لأن كل منهم يرا انه القادر على تحقيق هذه الأهداف بطريقته الخاصة .
هذا أغرب صراع رأيته في حياتي صراع المتفقين في الجوهر ومختلفين في المظهر . فأين الإرادة الحقيقية لكسر حاجز الخلاف البسيط .
الكاتب الصحفي : اشرف صالح