غزة المقاومة تريد المصالحة وترفض التنسيق الأمني وصناعة الأزمات

بقلم: محمد مصطفي شاهين

المصالحة الوطنية الفلسطينية من الأعمال العظيمة التي يرغب جميع الذين يحملون حسن وطني انجازها  وعلي رأس هؤلاء كل أجنحة المقاومة بمختلف تشكيلاتها  لكن علي الرغم من ذلك مازال امامها تحديات وعقبات كبيرة تفرضها بعض الضغوط والتوازنات الدولية علي سلطة رام الله التي لم تتغلب  عليها بعد ،أما اذا توافرت دعائم حقيقية لتحقيق المصالحة بعيدا عن الخلافات والمصالح فالوحدة الوطنية لها ركائز وحدود تجمع الكل الوطني و تمكنا اذا ما سرنا وفقها من تحقيق وحدة وطنية بقواعد وقوانين  جامعة للحقائق  والاتفاقات التي اتفقت عليها حركتي فتح وحماس بما يلبي آمال وحقوق شعبنا.

ان وهم التنسيق الأمني هو ذلك السراب الذي يحاول من خلاله المتعاونين مع دولة الاحتلال طرحه بأنه الحل الوردي يزعمون بأنه يجعل الباب مفتوحا أمام  جميع الأحلام والتفسيرات الكاذبة التي يحاول المتخاذلين من أصحاب عقيدة التنسيق الأمني إغواء الجماهير باثارة رغبتهم بالعيش في ظل ظروف يسودها السلام الوهمي الذي يعملون من خلاله علي محاربة المقاومة وانتفاضة القدس و اعتقال الشرفاء من أبناء شعبنا  المشاركين فيها و خدمة مصالح الاحتلال ،ان اصحاب التنسيق الامني يحاولون تخدير الناس بالشعارات الخادعة التي يزعمون خلالها بان التنسيق الامني هو العلاج السحري لمشكلاتهم وأزماتهم وفي الحقيقة أصبحوا خدماً للاحتلال.

ان التهديد باستخدام التكتيكات و عقوبات غير تقليدية من قبل سلطة رام الله في مهاجمة سكان قطاع غزة، بقطع مخصصات بعض الموظفين وطرد آخرين وايقاف رواتب البعض وخصم رواتب اخرين بالإضافة لقطع بعض مخصصات الشؤن الاجتماعية عن عدد من العائلات الفقيرة في قطاع غزة وايقاف اعتماد بعض أسر الشهداء، إن هذه المقدمات السيئة تدعونا للبحث عن المستفيد من استهداف سكان قطاع غزة وخلق أزمات تلو الأزمات والدوافع وراء ذلك  لا نفترض أنها بريئة تماما في ظل الأزمات المفتعلة ضد سكان قطاع غزة، ومنها فرض ضريبة البلو على الوقود القادم الي محطة توليد الكهرباء بقطاع غزة مما يكرس أزمة الكهرباء في ظل تجاهل السماح بالحلول لهذه الأزمات.

سلاح الترهيب لن يكون مقبولا لسكان غزة الذين وقفوا في وجه العدوان وقصفه للمدنيين الابرياء، ان المقاومة الفلسطينية اليوم قادرة علي أن تضع معادلة جديدة تحصن من خلالها قطاع غزة باعتباره مركز ورمز للصمود وقلعة للمقاومة التي ستبقي صخرة في وجه الحاقدين وصولا لتحرير كل فلسطين.

ان المقاومة التي جعلت دولة الاحتلال وجيشها ومجتمعها يتذوق طعم الهزيمة العسكرية والنفسية أثبتت قدرتها علي فرض واقع جديد علي الساحة يتمثل بتمسكها بثوابت الشعب الفلسطيني و تركيز الجهود الوطنية نحو تحرير كامل أرض فلسطين، لقد أتقنت المقاومة قواعد وحكمة التعامل مع الواقع وتطوراته فكانت استراتيجياتها راسخة في المبادئ ومرنة في الوسائل مما كان له دور كبير في تشويش خطط العدو وتعاظم اخفاقاته امام المقاومة.

بقلم محمد مصطفي شاهين