تصريحات إسرائيل على وثيقة حماس محاولة لدفعها للتنازل

الموقف الإسرائيلي الرسمي من وثيقة حماس الجديدة بعد الإعلان عنها لم يختلف عن الموقف الذي كان على التسريبات السابقة عن الوثيقة، فبعد كشف حركة حماس عن وثيقتها السياسية الجديدة، قال مسؤولون اسرائيليون، إن هذه الوثيقة ما هي الا "خدعة" من قبل حركة حماس.

بدوره عليان الهندي  المختص في الشأن الاسرائيلي، أوضح ان الموقف الذي اتخذه بنيامين نتنياهو يشبه الى حد كبير الموقف الذي اتخذه اسحاق شامير قبل اكتر من ثلاثين سنة عندما اعلنت منظمة التحرير موقفها عام 1988، مشيرا الى ان اسرائيل وقتها استخدمت نفس العبارات واتهمت منظمة التحرير بالخداع ومحاولة التهرب من الامر الواقع.

ورأى الهندي في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، ان الهدف من رد الفعل الاسرائيلي تجاه وثيقة حماس هو دفعها للأمام كما جرى مع منظمة التحرير عندما تم توجيه انتقادات شديدة لها من قبل الولايات المتحدة الامريكية ما دفع المنظمة إلى مزيد من التنازل وهذا الوضع هو نفسه ما تمارسه اسرائيل بعد ثلاثين عاما مردفا من ان من صاغوا هذه الوثيقة على ما يبدو لم يقرؤوا التجارب التي مرت بها  منظمة التحرير لان التاريخ الان يعيد نفسه من جديد.

واشار الهندي إلى ان هذه الوثيقة في هذا التوقيت هي رسالة موجهة للولايات المتحدة الامريكية ولبعض الاطراف العربية اكثر مما هي موجهة لإسرائيل نفسها بسبب الحصار المفروض على حماس، معتقدا ان هذه الوثيقة جاءت في محاولة من حماس لتحسين علاقاتها من اجل رفع الحصار عنها، ما دفع اسرائيل للقيام برد فعل سريع ارادت من خلاله ان تفسد هذا المنطق وتكريس منطق الحصار بشكل اكبر خاصة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبعض حلفائها الغربيين.

 وقال الهندي: ان اسرائيل تسير قدما بكل سياساتها ومستمرة في كل مخططاتها سواء اعترفت بها حركة حماس ام لم تعترف، مؤكدا على ان القائمين على هذه الوثيقة ومن رسموها يعلمون علم اليقين ان اسرائيل لن تغير سياستها تجاه حركة حماس ولا حتى تجاه الفلسطينيين

وردا علي موقف اسرائيل بخصوص وثيقة حماس انها مجرد عرض واستعراض علاقات عامة، وتهدف  الحركة منها الحصول على شرعية دولية، نوه الهندي، ان الولايات المتحدة الامريكية مازالت تصنف حماس على انها حركة ارهابية وهذا التصنيف ما زال متواصلا، مضيفا ان اسرائيل تحاول من خلال الادارة الجديدة ان تسعى بشكل او باخر لدفع الولايات المتحدة لتبني مواقف شبيهة بالموقف الاسرائيلي من حركة حماس.

وتابع الهندي، ان الادارة الامريكية اتخذت موقفا معادي من خطاب عرفات عام 88، متوقعا ان الادارة الامريكية ستأخذ نفس الموقف الاسرائيلي تجاه وثيقة حماس بهدف الضغط علي القيادة السياسية ولدفع حماس لتقديم مزيد من التنازلات التي تتلاءم مع التنازلات التي كانت قد قدمتها منظمة التحرير، موضحا انه حين حصول هذا الامر فقط ستصبح حركة حماس قادرة على ان تكون لاعبا سياسيا ليس فقط في قطاع غزة ولكن في كل القضية الفلسطينية.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -