مواجهة مستمرة حتى انتصار معركة الحرية والكرامة

بقلم: عباس الجمعة

مواجهة مستمرة لم تتوقف يوما بين الحركة الاسيرة والاحتلال الاسرائيلي، مواجهة رفع خلالها الاسرى شعار الحرية ولا شيء غير الحرية والكرامة.

رأس الحربة في آخر فصول المعركة مع ادارة سجون الاحتلال ارادها قادة الحركة الاسيرة المناضلة تحت عنوان معركة الحرية والكرامة حرب الامعاء الخاوية على الرغم من تدهور صحة عدد من الاسرى بشكل كبير.

اصرار الاسرى على مواصلة المعركة شكل نموذجا للتحدي والاصرار، حيث دفع بالشعب الفلسطيني ومعه احرار العالم والقوى التقدمية العربية الى التحرك للمطالبة بالافراج عنهم.

معاناة الاسرى داخل غرف التحقيق وخلف الجدران، دفعهم الى هذه المعركة ، رغم الصمت الدولي والعربي المطبق ازائهم، يجد الاسرى انفسهم مرغمين الى استخدام سلاحهم الوحيد لمواجهة الهجمة التي تشنها ادارة السجون ضدهم الا وهي الاضراب عن الطعام في سبيل تحقيق مطالبهم وايصال صوتهم الى العالم، وهي وسيلة اثبتت نجاحها في عدة مناسبات

وامام كل ذلك يتعرض الأسرى المضربون لضغوط معنوية ونفسية، رغم أن الحالة الصحية للمضربين عن الطعام تمر بعدة مراحل، منها شعور المضرب بوخز الجوع وتشنجات المعدة، والدوار والخمول والإحساس بالبرد والقشعريرة، وقد يصبح الوقوف صعبا أو مستحيلا، وفقدان الوزن، وبالتدريج يتحلل الجسم حتى الموت، لهذا كان لا بد من استخدام المياه وملح في المعركة.

من هذا الموقع اطلق المناضل القومي الكبير الدكتور الرئيس سليم الحص صرخته باعلان الاضراب عن الطعام تضامنا مع اسرى معركة الحرية والكرامة، هذا المناضل المناصر لفلسطين شعباً وأرضاً ومقاومة وأسرى، متسائلا اين الأمة مما يتعرض له اسرى فلسطين وشعبها، فالكلمات لا تفي حق الرئيس الدكتور سليم الحص وكل المناضلين الذين يقفون ويدعمون الحركة الاسيرة اليوم .

فى الصفحات تتبدل الأحلام، ففي معركة الحرية والكرامة ، سقط الشهيد الاسير المحررمازن المغربي في معركته الأخيرة،إلا أن حربه لم تنته بعد، ضد الاحتلال، والطغيان، حرب ضد الظلم والاضطهاد الصهيوني، الذي يتعرض له أبناء شعبه على ارض الوطن فلسطين، حرب ضد الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس واستباحة المسجد الاقصى ، وحرب ضد عوامل الزمن والنسيان، وما زال يرفع قبضته متحديا الاحتلال.

نعم نقول ذلك ونحن نرى شعب بشبابه ونسائه واطفاله ورجاله يصنع فجراً لحرية قادمة، يحاول أن ينتزع هويته الوطنية من براثن الاحتلال، واليوم يمضي مازن المغربي شهيدا على طريق الحرية والكرامة ، فهو كتب رسالته من خيمة الاعتصام ليرويها، بآية نور وشلال عطاء، يرفع

أصحابه بنظر الناس والتاريخ إلى أعلى الدرجات، ويضع من يفدي حقه وشعبه والحرية حتى تحرير الارض والانسان.

ختاما: أن المناصرة بالكلمة لا تكفي، لكن اتمنى ان تستفيق الامة العربية من غفوتها ولو للحظة، لتقف الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب اسرى معركة الحرية والكرامة ،ونحن على ثقة بالشعوب العربية وقواها التقدمية والقومية واليسارية وباحرار العالم من اجل حركة واسعة تضامنية مع كل الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الصهيونية.

بقلم/ عباس الجمعة