أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدا أمس خلال اللقاء متحمس للعب دور هام في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وماجرى يُظهر أن هناك تغير للأفضل في موقفه تجاه الفلسطينيين.
وأوضح مجدلاني في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن مجرد الدعوة والاستقبال الذي حظي به الرئيس محمود عباس امس في البيت الابيض هو حدث مهم ويجب ان ينظر له بإيجابية، مضيفا ان استقبال الرئيس عباس من اول عشر زعماء في العالم يتم استقبالهم خلال المائة يوم الأولى من تسلم ترامب للحكم هو مؤشر مهم على أن القضية الفلسطينية تستحوذ على اهتمام الادارة الامريكية.
واشار إلى أن الرئيس ترامب اشاد بدور الرئيس عباس في صنع السلام وانه شريك حقيقي لعملية السلام في المنطقة وهذا له معنى ودلالة واضحة بأن كل المحاولات التي قام بها نتنياهو وحكومته من اجل التشويش علي القيادة الفلسطينية وابعادها والبحث عن حلول بديلة كالحل الاقليمي او حلول اخرى جاءت هذه الزيارة لتسقطه وتسقط أي رهانات على أي أفكار بديلة تستبعد الحل الذي يضع القضية الفلسطينية على جدول الأولويات.
وأوضح مجدلاني أن ترامب أراد أن يسمع من الرئيس عباس الموقف الفلسطيني ووجهة النظر الفلسطينية إزاء عملية السلام وإزاء العلاقات الثنائية المشركة، الأمر الذي بدا واضحاً بأن الإدارة الأمريكية لم تكوّن حتى اللحظة الراهنة رؤية واضحة بعد تجاه العملية السياسية وتجاه استئناف المفاوضات وأن خطة العمل الامريكية تجاه العملية السياسية ليست جاهزة، معللاً هذا الامر بأن الادارة الأمريكية ما زالت في مرحلة الاستماع والاستطلاع وتكوين وجهة النظر.
وأكد مجدلاني على أهمية عرض الموقف الفلسطيني من اجل المساهمة في بلورة الرؤية الامريكية، مردفا انه لن يكون هناك حديثاً مباشراً حول المفاوضات ولن يكون هناك تحريكاً للعملية السياسية أيضاً حتى تتضح الرؤية الأمريكية وتتضح الاسس والمرجعيات التي سوف تطرحها حول العملية السياسية.
ونوه مجدلاني إلى أن ترامب بدا متحمسا للعب دور مهم في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولأنه بات مؤمنا بأهمية أن يكون له دوراً تاريخيا في صنع السلام في المنطقة في الوقت الذي لم ينجح فيه الرؤساء السابقين للولايات المتحدة في إحداث أي تقدم في هذا الملف الشائك.
وفى معرض رده على سؤال حول الحديث عن التغير في مواقف ترامب، قال مجدلاني: ان مواقف ترامب خلال الثلاثة اشهر الفائتة يمكن من خلاله قراءة أن ترامب أدرك أن الحملة الانتخابية كانت شيئا والتزامات ومهام الرئاسة هي شيء اخر، متابعاً بأن مواقف ترامب خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة آخذة في التطور بشكل سريع.
وحول التحول في مواقف ترامب أشار مجدلاني إلى موضوع نقل السفارة والذي أصبح يتحدث عنه فقط بأنه قيد الدراسة ولم يعد يقولها مباشرة انه سيقوم بنقل السفارة، وايضا التحول في موقفه تجاه ملف الاستيطان حيث أنه طلب من نتنياهو اثناء زيارته للبيت الابيض تعليق الاستيطان في الوقت الذي كانت وجهة نظره سابقا حول الاستيطان انه لا يؤثر على عملية السلام، ما يعني تغيراً مضطردا في الموقف الأمريكي.
وبخصوص رد الفعل الاسرائيلي حول اللقاء بيّن مجدلاني، أن هذا اللقاء آثار قلق الاسرائيليين نظرا لحميمة اللقاء حيث ظهر ترامب دافئاً لطيفاً ومرحباً جدا بالرئيس عباس وهو الذي كان يتوقع أن يكون متشددا تجاه الفلسطينيين أكثر من سلفه باراك أوباما.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في لقائه أمس بالرئيس عباس في البيت الابيض: إنه بالإمكان التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفا انه ملتزم بالعمل مع إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق سلا ، لكن يجب إيجاد سبيل لوقف التحريض على العنف.
