الصليب الأحمر: "الزيارات العائلية شريان حياة للأسرى وذويهم"

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة إن " الزيارات العائلية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تمثل شريان حياة للأسرى وذويهم معاً".

وسردت اللجنة في تقرير لها بالخصوص، قصة "يوسف" وزوجته "حليمة" اللذين يبلغان من العمر 73 عامًا، ولديهما ابنان معتقلان في إسرائيل، حيث أتاح لهما برنامج الزيارات العائلية الذي تُسيّره اللجنة الدولية زيارة ابنيهما على مدار الثلاثين عامًا الماضية.

وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أم اكتفت بذكر ان اسمها فقط هو "فلسطين" وهي تعيش مع طفلها في مدينة جنين بالضفة الغربية، وزوجها "سامر" محتجز في إسرائيل، ولكي تتمكن من زيارته، عليها التقدم بطلب للحصول على تصريح من خلال اللجنة الدولية. ويمكنها حال قبول طلبها رؤية زوجها من خلال برنامج الزيارات العائلية الذي تديره اللجنة الدولية.

وأوردت قصة الحاج خيري سكافي، وهو من مواليد عام 1942، وهو أب لخمسة أولاد وثماني بنات، وفي عام 2000، حُكم على أحد أبنائه بالسَّجن لمدة 20 عامًا.

ومنذ ذلك الحين، انضم هذا المواطن وعائلته التي تشمل حاليًا زوجة ابنه المعتقل وأبناءه الأربعة، إلى قائمة المستفيدين من برنامج الزيارات العائلية الذي تُسيّره اللجنة الدولية.

وتطرق تقرير اللجنة إلى المسنة، "غزلان" سيدة تبلغ من العمر 86 عامًا، حيث لا تزال تحتفظ بجميع التصاريح التي حصلت عليها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لكي تزور ابنها الذي كان معتقلًا آنذاك.

تعود المواطنة "غزلان" بذاكرتها للوراء قائلة: "ظللت أزور ابني من خلال برنامج الزيارات العائلية الذي تُسيّره اللجنة الدولية طوال عشر سنوات. لا أزال أحتفظ بجميع رسائله. إنها جزء من ذكرياتي".

كذلك هو حال "لطيفة" الأم لسبعة أبناء يعيشون معًا في قلنديا، بالضفة الغربية. اثنان من أبنائها معتقلان حاليًا. وعلى مدار العامين الماضيين، استطاعت "لطيفة" زيارة ابنيها بفضل برنامج الزيارات العائلية الذي تُسيّره اللجنة الدولية.

وسرد التقرير قصة "محمد" الذي عام 1993. ولم يكن قد بلغ الخامسة بعد عندما اعتُقل أبوه. بفضل برنامج الزيارات العائلية الذي تُسيّره اللجنة الدولية يزور "محمد" أبوه بصحبة أمه، في حين فإن "أم إبراهيم" الأرملة التي تبلغ من العمر 77 عامًا. وهي أم لأربعة عشر ابنًا. فهي تعرف اللجنة الدولية منذ عام 1983، عندما كان ابنها معتقلًا لمدة عام ونصف. وكانت تعتمد طوال تلك المدة على برنامج الزيارات العائلية الذي تُسيّره اللجنة الدولية لكي ترى فلذة كبها. واستطاعت كذلك تبادل الرسائل والصور مع ابنها من خلال مندوبي اللجنة الدولية.

ووفق تقرير اللجنة، تمثل الزيارات العائلية شريان حياة ليس فقط بالنسبة لأولئك الذين يقبعون خلف القضبان، ولكن لأقاربهم الذين يخلفونهم وراءهم أيضًا.

وحسب التقرير، فإنه منذ عام 1968، تنفذ اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتشرف على تنفيذ برنامج للزيارات العائلية يتيح لمن يعيشون في قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس، والجولان المحتل زيارة أقاربهم المعتقلين داخل مرافق الاحتجاز الإسرائيلية.

وجاء في التقرير: تحتجز إسرائيل فلسطينيين داخل أراضيها، وليس داخل الأراضي المحتلة بحسب ما يوجبه القانون المتعلق بأوضاع الاحتلال. وبسبب ذلك يتوجب على أفراد عائلاتهم الزائرين الحصول على تصاريح خاصة، ومكابدة ساعات الانتظار عند المرور عبر حواجز التفتيش، والسفر لمسافات طويلة لرؤية أحبائهم.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دعت في تقرير سابق لها، السلطات الإسرائيلية إلى الاضطلاع بمسؤوليتها كاملة بموجب القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بالتواصل بين المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل وذويهم المقيمين، مؤكدة أن التواصل بين المعتقلين وعائلاتهم مسؤوليةُ إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي المحتلة جاك دي مايو، في بيان صحفي: "يجب تحسين التواصل بين المعتقلين وعائلاتهم، لا فرض المزيد من القيود"، مشيراً إلى تعليق السلطات الإسرائيلية الممنهج للزيارات العائلية للمعتقلين الذين دخلوا في إضراب عن الطعام، ووقفها إصدار التصاريح اللازمة لعائلاتهم.

وأضاف: "تدفع العائلات ثمن هذا الوضع". وبشكل عام، تحتجز إسرائيل فلسطينيين داخل أراضيها، وليس داخل الأراضي المحتلة بحسب ما يوجبه القانون المتعلق بأوضاع الاحتلال. وبسبب ذلك، تقل إمكانية تواصل أفراد العائلة مع أقاربهم المعتقلين، إذ يتوجّب عليهم الحصول على تصاريح خاصة، والسفر لمسافات طويلة لرؤية أحبائهم، ومكابدة التفتيش وساعات الانتظار عند المرور عبر الحواجز أو في أماكن الاحتجاز.

وقال دي مايو: "تيسر اللجنة الدولية، منذ عام 1968، زيارات عائلية للفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل. ولنكن واضحين هنا، فهذه أولًا وقبل كل شيء مسؤوليةُ دولة إسرائيل بوصفها القوة القائمة على الاحتلال".

ويزور مندوبو اللجنة الدولية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بمن في ذلك المُضربون عن الطعام منهم. ويسعى المندوبون لكفالة استمرار تواصل المعتقلين مع عائلاتهم عن طريق رسائل الصليب الأحمر، والرسائل الشفهية، وبرنامج الزيارات العائلية الذي تسيّره اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -