تخطط حركة حماس لحملة عربية ودولية لتقديم صورتها "الجديدة"، من خلال وثيقتها السياسية التي أعلنتها قبل أيام في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت مصادر في حماس لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: إن الحركة ستشكل وفدا رفيعا لزيارة دول عربية وغربية من أجل الترويج لوثيقتها الجديد، وذلك بعد إعلان مكتبها السياسي الجديد المتوقع في أي لحظة.
وأضافت المصادر: "قيادة حماس الجديدة ستخاطب دولا عربية وإسلامية ودولية عدة كذلك، من أجل لقاءات ستتركز حول الوثيقة. الحركة تريد توضيح نفسها وموقفها بشكل واضح، من القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني والعربي والدولي".
وبحسب المصادر، تخطط حماس لزيارة مصر، في البداية، بسبب حساسية العلاقة وأهميتها. وقالت إن "الوفد الذي يتوقع أن يكون برئاسة موسى أبو مرزوق، أو إسماعيل هنية، سيقصد أولا جمهورية مصر العربية، لعقد لقاءات سياسية. وإذا كان ذلك غير ممكن، فستعقد لقاءات على مستوى قيادة جهاز المخابرات المصرية".
وتابعت: "فك الارتباط مع (الإخوان) سيساعد في تقوية العلاقات مع مصر".
وقالت أيضا: إن وفد الحركة سيحاول زيارة السعودية، والكويت، والبحرين، ودول أخرى خليجية، كما يسعى لزيارة روسيا بصفتها لاعبا أساسيا في المنطقة، وسيحاول زيارة سويسرا ودول أوروبية أيضا. كما سيتوجه الوفد إلى تركيا، على الرغم من اطلاعها إلى جانب قطر، على تفاصيل الوثيقة قبيل إعلانها.
ولا يعرف بعد، فيما إذا كانت حركة حماس سترسل وفدا إلى طهران لمناقشة وثيقتها، بعد محاولات جرت أخيرا من قبل قيادات فيها، للتقرب منها مجددا. وقالت مصادر حماس: إن طهران غاضبة من قبول الحركة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وقد يفسر التصريح الذي أدلى به نائب أمين عام "حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، هذا الغضب، حين قال في الثاني من الشهر الحالي، لدى استقباله وفدا من الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين: "إذا لم تكن المقاومة من أجل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر لا يمكن أن تنفع، لسنا مع المقاومة التي تمهد للتسوية، ولسنا مع المقاومة التي تقسّم فلسطين إلى دولتين، ولسنا مع المقاومة التي تبادل الدم بالأرض، نحن مع المقاومة التي لا تقبل إلا الأرض محررة بالكامل بلا قيد ولا شرط، ليعود الفلسطينيون إلى أرضهم أعزة وكرماء في آنٍ معاً". في إشارة واضحة إلى وثيقة حماس التي وافقت على دولة في حدود 67.
إلى ذلك نقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني قوله، إن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان استكشافيا فقط، ويمهد لاتصالات مقبلة بشأن العملية السلمية. وأضاف المصدر لـ"الشرق الأوسط": "ليس هناك أي اتفاق أو مواقف محددة تجاه أي من القضايا... سوى أنه يجب صنع السلام".
وتابع: "ترمب سمع رؤية الرئيس عباس حول حل الدولتين، والالتزام بالسلام والأمن، والحل التفاوضي، ومستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين. وتحدث هو بدوره، عن ضرورة صنع السلام وإمكانية ذلك، وكيف يجب أن يتم ذلك بوقف ما عده تحريضا على الإرهاب".
وبحسب المصدر، اتفق الطرفان على مواصلة الاتصالات من أجل دفع العملية السياسية. وأردف المصدر: "لا نحن ولا الإسرائيليون يعرفون خطوة ترمب المقبلة أو ماذا يريد بالضبط".
