أسئلة كثيرة تطرح الآن على طاولة المشهد السياسي الفلسطيني الداخلي، وتحديدا على حركة حماس التي أعلنت مؤخرا عن وثيقتها السياسية الجديدة،وما حصل يوم السبت (06-5-2017) من الإعلان عن فوز إسماعيل هنية بانتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحماس خلفا لخالد مشعل لأربعة سنوات قادمة .
فإلى أين حماس ذاهبة في ظل المتغيرات بالمنطقة؟ و ما هي التحديات التي يمكن أن تواجه هنية امام ذلك ، فهل سنكون أمام فرق في السلوك والتنفيذ، أم مجرد تغيير ادوار سياسية لا أكثر ؟ وما أول قرارات سيتخذها رئيس المكتب السياسي الجديد لحماس إسماعيل هنية ؟
وأمام ذلك التقت " وكالة قدس نت للأنباء " بالكاتب والمحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة، و الذي أكد أن "أمام حركة حماس مهمتان مركزيتان لهما انعكاسهما على القضية الفلسطينية، ولهما تشابكاتهما مع المنطقة".
وأوضح أبو شماله أنه بعد نشر وثيقة حماس، والتي كشفت من خلالها عن مرونة سياسية فرضتها الظروف الموضوعية، وضغوط بعض الدول العربية، وبعد أن أعلنت حماس رسمياً عن قطع أي علاقة تنظيمية مع حركة الإخوان المسلمين، فإن المهمة الأولى هي تعزيز العلاقة مع مصر على اعتبار أنها بوابة قطاع غزة إلى العالم الخارجي، وهي مدخل البحث عن صيغ توافق فلسطينية، ولعل شخصية إسماعيل هنية أقرب إلى مصر من شخصية خالد مشعل، ولعل مصر انتظرت حتى هذه اللحظة كي تبدأ صفحة جديدة مع حركة حماس، تقوم على أساس التعاون والتنسيق والتفاهم على كثير من الملفات الخلافية.
المقاومة و العلاقة مع مصر.
مواصلا حديثه، وأما المهمة الثانية وفق تقديري "تقوم على فك الحصار عن قطاع غزة، والبحث عن مخرج لترتيب الأوضاع الفلسطينية بما في ذلك إنهاء الانقسام، وبحضور الكل التنظيمي، وقد تلعب مصر دوراً مهماً من خلال محمد دحلان ومجموع التنظيمات الفلسطينية ذات العلاقة الوثيقة مع مصر، لترتيب الوضع في غزة، كمقدمة لتوسيع التوافق الفلسطيني، ليشمل الضفة الغربية".
وفي معرض رده على سؤال حول التحديات التي يمكن أن تواجه هنية قال أبو شمالة:" التحديات التي تواجه هنية هي التحديات نفسها التي واجهت مشعل، فلا فرق في السلوك والتفكير والتدبير بين الاثنين إلا بما تمايز فيه الآخر عن الأول، طالما كان كلامها ينضح من نفس الماعون، ويتبع النهج السياسي نفسه، "وتكمن هذه التحديات في إعلان محمود عباس الحرب على غزة، وتشديد حصاره لها، وقطع رواتب الموظفين، وإعفاء تجار غزة من الضرائب، وهذا هو أول تحد لهنية، وعليه أن يواجه هذه الحالة الاقتصادية، وما يترتب عليها بكل بجرأة وشجاعة، ولاسيما أن إجراءات عباس تهدف الفصل بين غزة والضفة".كما قال
وأضاف، "يواجه هنية أيضا تحدى الصهاينة، وإمكانية العدوان المباشر على غزة، بما في ذلك تعرض غزة إلى أبشع أنواع القصف، وما سينجم عن ذلك من مضاعفات قد تثقل على حياة المواطن، فالمقاومة وتطوير الأداء العسكري قضية مركزية تتربع على مكتب هنية، وآلية تطوريها، بما في ذلك توسيع العلاقات مع إيران، صاحبت الباع الطويل في المساعدة العسكرية لكتائب القسام، وهذا طريق سالك وفق تقديري لإسماعيل هنية."
ترتيب البيت الفلسطيني
هذا و أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الأسبق لحركة حماس، يوم السبت ، فوز القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لحماس، مؤكداً أن قيادة الحركة تصطف خلف إسماعيل هنية بعد انتخابه رئيسا جديدا للمكتب السياسي للحركة.
بدوره قال فوزي برهوم الناطق باسم حماس، ان "الحركة بقيادتها الجديدة على سلم أولوياتها مواصلة وتكثيف الجهود الرامية إلى تمتين وتقوية العلاقات الفلسطينية الداخلية وترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا، وحشد كل الطاقات العربية والإسلامية والدولية للوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني وتعزيز صموده ودعم عدالة قضيته."
حماس تحت الضغط الإقليمي
وحول الدور الجديد الذي سيلعبه هنية بعد وثيقة حماس، قال الكاتب و المحلل السياسي الدكتور محمد خليل مصلح :" حماس بوثيقتها وكما قدم ذلك رئيس مكتبها السابق خالد مشعل أنها تستجيب لسنن الكون التطور وعدم الجمود وان كنت أوافق على سنن التطور لكن لكل تطور قواعد وسلوك يجب أن يتوفر حتى لا يعني التطور التبدل الكامل للثوابت والمفاهيم ، ولغة السياسة في الوثيقة لغة متطورة تأسس لفتح أبواب العالم والمنطقة لاستقبال حماس والسماع لها ومنحها فرصة البقاء والحضور السياسي القوي وقد تترك أثرا إيجابا على سلوك المنظمة لو تم التفاهم عل ذلك مع الأطر الرسمية والفصائل الكل الوطني."
مواصلا حديثه، "والآن أرى أن حماس تحت الضغط الإقليمي وبسبب المشاركة السياسية تحت مظلة أوسلو خضعت لقواعد اللعبة ولنصائح دولة في المنطقة وتجارب سياسية للتكيف مع المرحلة القادمة لتتمكن من المشاركة في صياغة المنطقة والمشروع القادم ما بعد الربيع العربي والرئيس الأمريكي الجديد والاهتمام الأوروبي والانفتاح على حماس و"أنها يجب أن تعيد صياغة مفهوم الصراع من ديني إلى لغة سياسية تمثلت بالصراع مع الاحتلال والفكر الصهيوني وليس مع اليهود واليهودية كدين وديانة وطائفة".
و في معرض رده على سؤال هل ما حدث من إعلان الوثيقة والانتخابات الداخلية بحماس عبارة عن مراحل تكمل بعضها؟ قال مصلح في حديث لـ" وكالة قدس نت للأنباء"،:" نعم كان التحضير لمرحلة ما بعد خالد مشعل بوجه جديد إسماعيل هنية ولما هو معروف عن هنية علاقاته القديمة والعلاقة التي ربطته بشخصيات المنظمة فترة السلطة الفلسطينية ، والرغبة الشديدة في دخول منظمة التحرير والمشاركة في المجلس الوطني والذي تجسد في حزب الخلاص قديما والمشاركة في الانتخابات الفلسطينية تحت مظلة أوسلو قبل عشر سنوات ."
وأضاف مصلح، "لذلك وان كانت المؤسساتية بحماس في اتخاذ القرارات أساس وقاعدة لكن التيار الغالب اليوم والشراكة بين هنية ومشعل والطاقم القديم من المكتب السياسي سيبقي له تأثير على هنية وتشكيل طبيعة وجوهر السياسة القادمة والتي تمهد لخالد مشعل احتلال مكانة رفيعة في منظمة التحرير، ما يعني في نظري أن الوثيقة وانتخاب هنية إرضاء لغزة والقيادة المنتخبة برئاسة يحيى السنوار يمهد الطريق لمشعل وهنية للمرحلة الجديدة والسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها مع ما سوف يترتب على ذلك من انعكاسات دولية إقليمية وداخلية ، و =ستجد إسرائيل إشكالية إن لم تستجب اليوم للرئيس محمود عباس إذ ستضطر غدا للتعامل مع المتغير الجديد بذهاب أبو مازن ستواجه فتح والمنظمة أزمة داخلية وفصائيلية وستمنح الوثيقة حماس ممر للعبور والسيطرة على المنظمة ،
لكن إذا حدث غير المتوقع منها داخل حماس عدم الموافقة على توجهات مشعل وهنية البراغماتية و انفجار الوضع داخل حماس سيكون الخيار إما الاستمرار في التوجه و عدم الاكتراث للنتائج، وان انشق البعض عنها وشكل تيار أكثر تطرف وتمسك بقواعد الصراع وجوهره وحافظ على حماس ما قبل الوثيقة، وإما التراجع أمام ضغط القواعد والجناح الرافض لتوجه الوثيقة والعودة إلى المقاومة وترك الحكومة ."كما قال
