التغذية القسرية.. الاحتلال يخدع العالم بحرصه على الأسرى

يواصل قرابة 1600 أسير اضرابهم، مكتفيين بالماء والملح، وسط قيام قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال بعمليات تنكيل يومية بحقّ الأسرى المضربين، كالاقتحامات والتفتيشات الاستفزازية وغير مبّررة.

وأكدت أماني سراحنة عضو اللجنة الاعلامية للإضراب، انه ومع دخول اضراب الأسرى المفتوح عن الطعام في معركة "الحرية والكرامة"، اليوم الأحد، يومه الـ21 هناك صعوبة في الأوضاع الصحية للأسرى وهي آخذة بالتدهور يوما بعد يوم طالما الاضراب مستمر، وما يزيد من خطورة الأمر هي الاجراءات التي تتزامن مع اضراب الأسرى عن الطعام من إجراءات عقابية تنفذها إدارة سجون الاحتلال منذ اليوم الاول.

وأشارت سراحنة في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، هناك معلومات تفيد بتدهور الوضع الصحي لعدد من الاسرى المضربين عن الطعام إذ تزداد حالات انخفاض الضغط وفقدان الاتّزان وانخفاض نبضات القلب وضمور العضلات.

وعن تلويح الاحتلال باستخدام التغذية القسرية الاحتلال شددت سراحنة على ان الاحتلال يخدع العالم، ويدعي بأن التغذية القسرية عملية لإنقاذ الأسير من الموت المحقق نتيجة الامتناع عن تناول الطعام والشراب لفترة طويلة، مؤكدة ان هذه الادعاءات كاذبة حيث إن التغذية القسرية تشكل خطورة حقيقية على حياة الأسرى، وخاصة أن الأسير يقاوم ويرفض تناول الطعام، وقد تؤدي إلى استشهاد الأسير.

واضافت سراحنة ان التغذية القسرية على المستوي الدولي مرفوضة أخلاقياً وهي تعدي على حرية الاسير المضرب عن الطعام حيث انه يتم إرغام الأسير المضرب عن الطعام بالقوة على تناول الطعام والسوائل، حيث يتم تكبيل يديه، وربطه بكرسي، أو الإمساك به بالقوة من قبل سجانون، أو ممرضون إذا كان ذلك في المستشفى، ويتم تثبيت رأسه لمنعه من التحرك، ثم يقوم شخص آخر بإدخال أنبوب بلاستيك "بربيش" عن طريق الأنف حتى يصل إلى المعدة، ثم يضخ سائل لزج إلى المعدة.

ولفتت سراحنة الى ان الاحتلال يحاول ان يخلق مبررات لامكانية استخدامه للتغذية القسرية واهمها انه حريص على حياة الاسرى،  موضحةً ان الاحتلال غير صادق لأنه كان بإمكانه ان يتفادى كل ما من شأنه ان يلحق ضررا بحياة الاسرى فقط من خلال تلبية مطالبهم،  مشيرةً الى ان هذه ليست المرة الاولى التي نسمع فيها هذه المبررات ففى كثير من الاضرابات السابقة كان الاحتلال يتذرع بجملة من الذرائع الواهية.

ودعت سراحنة منظمة الصحة العالمية ان تقوم بدورها في اتخاذ موقف جدي حيال ما تريد اسرائيل القيام به تجاه الاسرى وتهديداتها بالتغذية القسرية التي تبثها عبر وسائل الاعلام كما ودعت منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الدولية للقيام بمسؤوليتها ومنع الاحتلال من استخدام هذا الأسلوب بحق الأسرى لأنه يشكل خطورة حقيقية على حياتهم، وقد يؤدى إلى ارتقاء شهداء بين الأسرى.

بدوره قال الطبيب البريطاني كريس كوكس، اليوم الأحد، إنه لا يجوز لأي طبيب القيام بـ"التغذية القسرية" لأي أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن من يقوم بذلك يخالف القوانين الدولية المتعارف عليها.

وأضاف الطبيب كريس في تصريح له خلال زيارته التضامنية مع الأسرى في "ساحة السرايا" وسط مدينة غزة، "لا يجوز الضغط على أي أسير وإطعامه رغما عنه، ما يعرضه للخطر"، لافتا الى أن إسرائيل تسمح بأنواع معينة من التعذيب ضد الفلسطينيين.

وذكر الطبيب البالغ من العمر (79 عاماً) والمنحدر من مدينة بريستول البريطانية، أن الولايات المتحدة الأميركية استخدمت هذا الخرق أي "التغذية القسرية"، ضد معتقلين مضربين عن الطعام في معتقل "غوانتنامو" في كوبا.

يشار الى أن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يخوضون منذ 21 يوما بشكل متواصل، إضرابا مفتوحا عن الطعام لتحسين ظروفهم الاعتقالية السيئة.

وقال كوكس: إن الهدف الأساسي للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، هو تحقيق العدالة.

وحول مدى تأثير انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة على الخدمات الصحية المقدمة في قطاع غزة، أشار الطبيب البريطاني إلى أنها تجعل الأمور مأساوية وصعبة وتعرض حياة المرضى للخطر وقد تصل الى الموت.

وعن نقله لصورة الأوضاع الصعبة التي يتعرض لها الفلسطينيون في ظل الاحتلال الإسرائيلي الى المجتمع البريطاني، قال كوكس، إنه يحاول مع أصدقائه القيام بحملات لشرح معاناة الفلسطينيين، لكنها تصطدم بسيطرة اللوبي الإسرائيلي على وسائل الإعلام البريطانية، وتمنع نشر كل ما يتعلق بمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وتابع: "ينفقون ملايين الدولارات، في إشارة الى اللوبي الإسرائيلي، لتشويه الحقيقة"، منوها الى وجود مثقفين وكتاب وصحفيين بريطانيين متعاطفين ومتضامنين مع الفلسطينيين.

من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقها حافظت على وتيرة عالية من الزيارات للمعتقلين المضربين عن الطعام في الأسابيع الماضية.

وأضافت "في الفترة من الأربعاء 3 مايو و حتى اليوم الأحد 7 مايو، زارت فرق اللجنة الدولية  جميع المضربين عن الطعام في السجون التالية : سجن عوفر، عسقلان، شطة ، الجلمة، أيالون، الرملة، نفحة ، ايشل، هوليكدار.  كما تم جمع رسائل  شفهية (سلامات) ويجري نقلها الى أسر المعتقلين.

ويقوم أطباء ومندبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر أثناء زياراتهم للمعتقلين المضربين عن الطعام ، بمراقبة وضمان احترام رغباتهم، والتأكد من عدم اخضاع المعتقلين المضربين عن الطعام للتغذية القسرية أو العلاج القسري.

وكان كنيست الاحتلال صادق على قانون التغذية القسرية في 30/7/2015، بأغلبية 46 صوتاً مقابل معارضة 40 صوتاً، رغم تعارضه مع كل المواثيق الإنسانية التي اعتبرته أسلوباً غير أخلاقي"، وشكلاً من أشكال التعذيب والإهانة، وحتى نقابة أطباء الاحتلال رفضت تطبيق التغذية القسرية على الأسرى.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -