صور.. الجزائر تلتحم مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية

تُصر بلد المليون شهيد، والتي اكتوت بالأوجاع، أن تبقى محافظةً على مكانتها عند الفلسطينيين، وتصدرها لأكثر وأقرب الدول للقضية الفلسطينية، رغم العوامل السياسية، وما تمر به المنطقة العربية من أحداث تُدمي القلوب.

وتتنوع أشكال التضامن، ما بين فلسطين والجزائر بشكلٍ مُتبادل؛ فلا يكاد تخلوا مناسبة فلسطينية سعيدة كانت أو حزينة من رفع رايات العلم الجزائري والهتاف باسم هذا البلد، ذاته المشهد يتجسد عند الشعب الجزائري، الذي ما زال يلتحم بمُختلف الأشكال مع القضية الفلسطينية.

فتُسجل الجزائر اليوم لفتة مميزة، من خلال التضامن المُشترك مع قضية الأسرى المُضربين، من خلال فعاليات عدة في بلدها، على الأرض وفي وسائل الإعلام؛ وهنا في الأراضي الفلسطينية، من خلال خيام تضامن ومعارض للصور في مُدن : القدس والخليل وغزة ورفح.

نادي خدمات رفح جنوبي قطاع غزة، توشح منذ يومين بأعلام فلسطين والجزائر، والرئيس الجزائري، وصورًا للأسرى المُضربين وغيرهم، من قيادات الحركة الأسيرة، ضمن الخطوات التضامنية التي تقوم بها اللجنة التأسيسية الجزائرية الفلسطينية المساندة الأسرى، مع مُختلف مؤسسات المجتمع الفلسطيني.

شعب وقضية واحدة

"معركة الحرية والكرامة"، كان عنوانًا للخيمة التضامنية الجزائرية، وستستمر لثلاثة أيام، كما قال عضو إدارة نادي خدمات رفح رائد أبو شبيكة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"؛ مُشيرًا إلى أن الخيمة تأتي بالتنسيق ما بين اللجنة التأسيسية الجزائرية الفلسطينية لإسناد الأسرى ونادي الخدمات، تضامنًا مع الأسرى المُضربين عن الطعام.

وتأسست اللجنة التأسيسية الجزائرية الفلسطينية، في السابع عشر من أبريل/ نيسان الماضي، "يوم الأسير الفلسطيني"، للتضامن مع الأسرى المُضربين، ومساندتهم في الداخل والخارج، من قبل الشعب الشقيق الجزائر، التي تحتضن قضيتنا، "حسب أبو شبيكة".

ولفت إلى أنهم تواصلوا مع المجتمع المدني، حتى تمكنوا من إقامة الخيمة، التي تردد عليها المئات، ويتخللها العديد من الفعاليات؛ موضحًا إلى أن محتوى المعرض عكس الحالة التي يعيشها الأسرى في ظل الإضراب، وأبرز قيادات الحركة الأسيرة، خاصة المُضربين، وصورًا تُجسد النكبة الفلسطينية.

ووجه أبو شبيكة الشكر للجزائر رئيسًا وحكومةً وشعبًا، على تضامنهم مع الأسرى، ومساندتهم للفلسطينيين وقضيتهم، وتصدرهم الأكثر وقوفًا معنا، مؤكدين بذلك أننا شعب وقضية واحدة.

رسالة تضامن

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون إبراهيم معمر، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، : "هذه الخيمة وزيارتنا لها اليوم، يأتي ضمن التضامن المتواصل مع أسرانا المُضربين عن الطعام، في سجون الاحتلال، خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي بعدم الاستجابة لمطالبهم العادلة".

وأضاف معمر "الاحتلال يتنكر لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية فيما يتعلق بالاستجابة لمطالب الأسرى، وفق الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان؛ بل هناك تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، فيما يتعلق باستخدام التغذية القسرية".

وتابع "نحن كمؤسسات مُجتمع مدني نُحذر وبشدة إذا ما أقدم الاحتلال على استخدام الإطعام القسري للأسرى للمُضربين، لأن ذلك قد يحدُث خطرًا حقيقيًا على حياة المُضربين، ويُستشهد عددًا منهم، وهناك سوابق تاريخية في هذا الشأن".

وناشد معمر المجتمع الدولي والمؤسسات ذات الشأن بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، والوقوف كلٌ عن مسؤوليته، قبل فوات الأوان، وفُقدان مزيدًا من أسرانا القابعين خلف القضبان بالآلاف، يتعرضون لصنوف العذاب، وفي انتهاك فادح وواضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية.

من جانبه، عبر الشاب بدر شعت أحد الزائرين لخيمة التضامن عن تضامنه الكامل مع قضية الأسرى، ومساندتهم في إضرابهم؛ متوجهًا بالشكر للشعب الجزائري، على لفتته الغير مُستغربة مع شعبنا وأسرانا، والتي تأتي ضمن جسر التواصل الدائم وشريان الحياة المُتدفق بين الشعب الواحد "الجزائر- فلسطين". 

المصدر: رفح – تقرير| وكالة قدس نت للأنباء -