ثمة اشعاعات مشرقة في هذا الزمن الصعب والذي يحيط به ظلام المستقبل والحاضر للأجيال من الشباب ، زمن الانقسامات والتشرذم وغياب العقل الوطني البناء ، زمن المهاترات والمناكدات والاختلاف والخلاف وعلى قاعدة انهم مختلفون ، انه الزمن والمرحلة والوقت الذي يحتاج البناء وتجاوز العقد والازمات السيكولوجية والنزعات النرجسية ليذوب الجزء في الكل الوطني ،تلك الازمات السيكولوجية الاجتماعية التي غزت البيت والاسرة والشارع الفلسطيني بكل شعاراته وأديباته والتي غاصت في اعماقها لتعطي انقسامات افقية وعمودية في المجتمع الغزي الذي اصبح يعاني من عدة ازمات متعددة قد تكون احداها ازمة البطالة والخريجين واذا ما رجعنا للهم الوطني وحالة التيه والفشل للنظام السياسي الفلسطيني في معالجة الازمات الوطنية والمعيشية
قد تصارع غزة الموت على أمل في الحياة، قد يصارع أبنائها كل أدوات الموت وحرفيتها بابتكارات لتخلق من اللامعقول معقول من أجل الحياة ومن أجل أن يستمر هذا الشعب في رسالته الخالدة على الكرة الأرضية أمام الظلم والعدوان والقهر وسلوك الطغاة، غزة تتعرض ليس لهجمة عدوانية من قبل إسرائيل فقط، بل هناك من الطغاة والنرجسيين في الساحة الفلسطينية قد يشاركون في موت غزة والشعب الفلسطيني في غزة
فمتى ينتبه الطغاة والمستبدين بأن الشعب الفلسطيني ينهار يوما بعد يوم، ليس من آلة العدوان والاحتلال فقط بل ممن انتهجوا حالة اللامبالاة والتي تتحكم فيهم نرجسيتهم التي قد تصل إلى حد اتهامهم هم الطرف الكبير في صناعة جلطات غزة.
امام هذه اللوحة القاتمة من الهم الوطني في غزة تطرق مؤسسة فتا ورئيستها الدكتورة جليلة دحلان ومنذ سنوات ابواب هذه الهموم لتضع حلول لبعض شفراتها وظواهرها متجاوزة الخصوصية والتخصيص التي يعمل بها الاخرون من افقيات التعامل مع الشعب الفلسطيني في غزة ، فتا ورئيستها مناسك فلسطينية خالصة بلبناتها الاساسية الاصيلة تحت شعار "" كلنا فلسطينيون " ولا استثناء او ابعاد لاحد للمستفيدين من مشاريعها ومبادراتها وفي مجالات الدعم للبنية الاجتماعية ببعدها في رسم ثقافة وطنية خالية من الانتقاء التنظيمي ونوعه ، بل غاصت في ازمات المجتمع الغزي والمخيمات الفلسطينية اينما وجدت وبدون أي مارب سياسية او حزبية "" بل لوجه الله والمسؤوليات الوطنية ""
مؤسسة فتا التي ومنذ عدة سنوات عملت في عدة مجالات المساندة والدعم للشعب الفلسطيني وخاصة الطبقة المعدمة والفقيرة وازمات الشباب وعلاقتها بالزواج والانجاب ومن خلال مشروع الزواج الجماعي للشباب وابناء الشهداء ايضا الة اطفال الانابيب التي غطت اكثر من 350 حالة عقم الى الطرود الاغاثية والمساعدات العينية والنقدية ووضع بعض المعالجات المرحلية لازمة الكهرباء للأسر الفقيرة كل ذلك مع محاولات حثيثة من رام الله لوقف نشاطاتها التي يستفيد منها الفقراء .
جليلة دحلان المناضلة التي اقتحمت المعضلات الاجتماعية بالتعاون مع مؤسسات خيرية اماراتية بشكل اساسي ورجال اعمال فلسطينيون وغير فلسطينيون والتي تبحث دائما ودائمة التفكير في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة او في مخيمات لبنان او سوريا او الضفة تطرق هذه المرة ابواب ازمة ومعضلة وازمة اجتماعية هي بطالة الخريجين في غزة وتكدس اعدادهم مما اعتبر اكبر ظاهرة تخريبية تصيب الشباب والخريجين لانعدام الامل والعوز ولسنوات اهدر عطائهم في غفلة او استهتار السلطة لمطالبهم وهي حق من حقوق المواطنة للأهل غزة .
تمويل من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان
وزير الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة وبمناسبة عيد العمال
يعلن المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا" عن بدء التسجيل للاستفادة من مشروع
"تمويل مشاريع للخريجين والعاطلين عن العمل" لكلا الجنسين في قطاع غزة لعام 2017م.
مشروع اتى في الوقت الصعب والزمن الصعب وفي مناخات تهديدات مستمرة بقطع الرواتب او تخفيضها وزيادة الحصار حصار على غزة .
علما بان : نسبة البطالة في غزة تجاوزت 60% وتجاوز عدد العاطلين عن العمل 150 الف حالة من فئات التعليم المختلفة و 250 الف حالة بشكل عام و لفقر والأمن الغذائي: بسبب الحصار و الحروب ارتفعت معدلات الفقر و الفقر المدقع لتتجاوز 65% , وتجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الأونروا و المؤسسات الإغاثية الدولية و العربية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة , وهي النسبة التي بلغها انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر في قطاع غزة , كما أن 39% من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر الوطني في فلسطين و الذي يبلغ 2293 شيكل , و21% يعيشون تحت خط الفقر المدقع والذي يبلغ 1832 شيكل.
بالحل الجزئي وتحت مواصفات دقيقة ووطنية تعرض مؤسسة فتا مشروعها الانساني وبدون وساطات او محسوبيات او نظرة فصائلية وبمشاريع صغيرة ولعدد 60 حالة تتراوح المبالغ المقدمة من 3000 دولار الى 2500 دولار لكل حالة ، فياليت الرأس المال الوطني ورجال الاعمال والاثرياء يحذو حذو الدكتورة جليلة دحلان ومؤسسة فتا في هذا العمل الوطني والانساني الخلاق ..... فبهذا السلوك قد نستطيع تجاوز ازمات كثيرة متعددة بالتكافل الاجتماعي والعطاء ليحيى قطاع غزة واهله وبعكس ما يصبوا اليه الاخرون ... فتحية وطنية وادبية للدكتورة جليلة دحلان.
سميح خلف