إبنُ السَبيلْ ...!!!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

ينهمكُ المخرجُ ...

في توزيعِ الأدوارِ ...

وكاتبُ النص ...

يملأُ الزوايا بالغبارْ ...

****

وجوه بلا أسئلة ...

تأخذُ شكلَ الإناءْ ...

كانت نقيضاً للبقاءْ ...

لم تختزنها الذاكرة ...

****

كيف لأمعاءه الخاوية ...

أن تحرِكَ كلَ هذه الساكناتْ ...

وهو السجينُ ...

وَأنتم الطلقاءْ ...

****

كيفَ يكوُن المسرحُ ...

مضماراً للنقائضِ ...

كيف يجمعُ النهارُ ...

بين النورِ والظلمةِ ...

كما يجمع الليلُ ...

بينَ القمرِ والظلام ...

****

كيف له أن يستنشقَ ...

بهجةَ اللحظةْ ...

ويَغفوُ بعدَ طولِ ...

سُهادْ ...

****

كيف له أن يختلسَّ ...

الوقتَ ...

ويَقطعُ كل هذه المسافاتْ ...

****

كيف لهُ أن يُحركَ ...

كلَ هذه الكائناتْ ...

حَولَ القصر ...

أو حولَ الأسوارْ ...

****

لا يوجدْ لديهِ فراغٌ ...

لأن الذاكرةَ ...

لا تَتَوقفُ عن إبداعِ ...

الخيالْ ...

****

في تجاعيدِ المساءِ ...

يَسكنُ قمرٌ ...

يَجرُ أطرافَ الليلِ ...

يَقفُ عِندَ حدودِ الفجرِ ...

لِيستقبلَّ وَردة الصباحْ ...

****

عند الفجر ...

يَتَوَقفُ عن القراءةِ ...

ولم يبقَ في الروايةِ ...

سوى جمرة تحتَ الرمادْ ...

وإبتسامة واحدة ...

بينَ الشفتينْ ...

ويسودُ التَوَجُسُ ...

في المكانِ ...

****

كانت القَصيدةُ ...

تَشكوُ ألمَ الجروحِ ...

والمُطبلونَ يَضربون ...

الدُفوفْ ...

****

وكانَ البحرُ بينَ مدٍ وجزر ...

والصغارُ يلهونَ ...

تحتَ شجرةٍ خضراءَ ...

تنموُ على ضفةِ النهرْ ...

****

وعلى قارعةِ الطريقِ ...

جاءَها المخاضُ فجأةً ...

لم يُسْعفُها الوَقتُ ...

كما لم يُمهلُها الجنينُ ...

خرجَ من رَحمِها يَصيحُ ...

مُمْسِكاً بحبلهِ السُرِيْ ...

سُميَّ إبنُ السبيلِ ...!!

****

بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس