"فلسطين بين القومية الوطنية والخلافة الإسلامية"

بقلم: أشرف صالح

الإختيار بالنسبة للفصائل الفلسطينية ما بين الوطن القومي ودولة الخلافة الإسلامية هو مجرد حديث يسبق أوانه لأن من يختار يجب أن يحدد معالم الأرض الذي يقف عليها أولا وحدود دولته وصلاحياته الجغرافية والأقليمية كي يستطيع أن يحدد هويته الفكرية والعقائدية . فيجب أن يكون الإختيار للفكر في تحديد هوية الدولة بعد تحرير الأرض المغتصبة كي تكون أرض خصبة لتحديد  الهوية .

ما نراه الآن هو صراع بين فصائل فلسطينية مختلفة الإتجاهات على تحديد هوية الدولة التي لم تولد بعد . جميع الفصائل الفلسطينية مجتمعة تنقسم فكريا إالى ثلاثة أقسام رئيسية بمعنى أنها تتجه إلى ثلاثة إتجاهات فكرية مصنفة .

أولا : فصائل منظمة التحرير التي تتبنى الفكر العلماني واليساري الذي ينص على مفاهيم الدولة المدنية والمؤسساتية والقومية العربية والوطنية بغض النظر عن الإعتقاد الديني لكل مواطن . وهذا الفكر يرسخ مفهوم الوطن والمواطنة قبل مفهوم شمولية الإسلام التي لا تعرف حدود ولا أجناس ولا قيادات منفصلة .

ثانيا : الفصائل الإسلامية خارج منظمة التحرير ومن أهمها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وبعض الحركات حديثة الولادة مثل حركة الأحرار وحركة الصابرين وغيرها من الحركات الصغيرة . وهذه الحركات تتميز بالأوجه المتعددة والمواقف المطاطية حمالة الاوجه والمصطلحات الغير واضحة والقابلة للتغيير في أي مكان وزمان . بمعنى ؟ ان هذه الفصائل التي ذكرتها تحاول أن تجمع بين شمولية الإسلام وقومية الوطن وترسيخ مفهوم الدولة المدنية بصبغة إسلامية هذه الفصائل تخاطب العالم بلهجة الإسلام وعلى أرض الواقع تمارس مفاهيم الدولة العلمانية المدنية الحديثة وتؤمن بالتطبيع والحداثة وفي نفس الوقت تتمسك بالشعارات الدينية التي تتخذها دعاية لها لتحسين مواقفها تجاه بعض الدول التي تستقطب منها المساعدات والدعم المادي . وهذه الفصائل التي ذكرتها لا تزال وستزال تتراوح بين الشعارات الدينية والمعاملات المدنية والعلمانية بحسب التغيرات المستمرة على الساحة السياسية الدولية والفلسطينية .

ثالثا : الفصائل الإسلامية التي تتبنى فكر إقامة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة بشكل واضح وصريح وعلى رأس هذه الفصائل "حزب التحرير" وهذا الحزب هو الأقل حظا وشيوعا بين الجماهير . غالب الفصائل التي تتبنى فكرة الخلافة الإسلامية هي في الغالب إتجاهاتها تيار سلفي بإمتياز مثل جيش الأمة وجيش الإسلام والجهاد والتوحيد ومجلس شورى المجاهدين وغيرها من فصائل جهادية سلفية تتبنى فكر الخلافة الإسلامية وهدفها السامي هو وطن إسلامي شامل .

يعتبر النوع الثالث وهو  الفصائل الجهادية التي تتبنى الفكر الإسلامي الشمولي هي الأكثر إرتباطا في العالم الخارجي مجتمعة حول فكرة توحيد الخلافة الإسلامية في كل بقاع الأرض والتنظيم الدولي الأكثر حظا في إستقطاب هذه الفصائل والتيارات الصغيرة لمبايعته هو "داعش" . لذلك نجد أن غالب الشباب المتجهين من قطاع غزة إلى مصر أو الشام لمبايعة داعش هم من أنصار فكر إقامة الخلافة والدولة الإسلامية ولهذا السبب نقول أن الخيار الثالث هو الأكثر إرتباطا بالخارج . هكذا صنفنا إتجاهات الفصائل الفكرية الثلاثة ولكنني أركز شخصيا على الخيار الثاني وهو الذي يحمل معاني ومصطلحات مطاطية وحمالة أوجه كثير ونادرا ما نفهمها وتبقى في نظرنا حولها علامات إستفهام كثيرة ؟؟؟ من هم وأين يتجهون .

 

بقلم الكاتب الصحفي : أشرف صالح