ثمة تاريخ ومتواليات تسلم بعضها لبعض لتوالد التطرف الاسلامي بشقيه السني والشيعي ، ولكلا منهما مناخاته وابجدياته القديمة الجديدة والمتوافقة مع التطور السياسي الاقتصادي الدولي والدول الحاكمة والمتسلطة في المنظومة الدولية.
ولدت الدولة الاسلامية الايرانية والتي تسمى بثورة زعيمها الامام الخميني مبدع الثورة الايرانية بتاريخ 1979م وحولت إيران من نظام ملكي، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، لتصبح جمهورية إسلامية عن طريق الاستفتاء. آية الله أو الإمام، كما هو معروف في إيران، روح الله الخميني يعد مؤسس "الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وحاول العمل على مد الثورة أو ما سُمي تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة، ويرى البعض أن قيام الحرب العراقية الإيرانية كانت من نتائج تلك السياسة، وكذلك الحرب الأهلية الأفغانية التي تبعت الغزو الامريكي لافغانستان وانسحاب القوات الروسية من تلك الدولة.
بدأ التدخل السوفيتي في أفغانستان دام عشرة سنوات، كان الهدف السوفيتي منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للإتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للاتحاد السوفييتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية، الباكستان والصين. أدخل السوفييت الجيش الأربعين في 25 ديسمبر 1979. وانسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989. وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير1989 اي مع بزوغ الثورة الايرانية.
مقدمة لابد منها لفهم طبيعة ولادة الفكر المتطرف وظهورة على مستويات فاعلة في المجتمعات. ولكن البعض يقول انها اصول الفكر الوهابي، والبعض يترجم التمدد الايراني بانه الفكر الشيعي المتطرف تجاه الخلفاء واللأئمة، وهل يمكن ان نصنفهذين المفهومين للتطرف بواقع سياسي ومصالح ونفوذ ام على خلفية دينية فقط... اعتقد مرت عقود متعددة تعيش فيها المجتمعات العربية في ظل انشاء الكيانات والدول الوطنية في امن وسلم اجتماعي في ظل القوانيين والدساتير العلمانية.... ولكن ماذا حدث لتتفجر الاوضاع الطائفية في حرب ضروس تأكل الاخضر واليابس وتنهار ذول وتختفي منظومات الدولة تحت مغلفات وشعارات مذهبية وطائفية..
من يصف المنظومة الامنية والسياسية والاقتصادية الامريكية بالغباء قد لايكون موفقا في هذا الوصف او تخفيفا من واقع الرغبات الامريكية التي لا تعجبها مراكز النفوذ والسيطرة على المنطقة بناء على الحرب العالمية الاولى والثانية.... وامريكا كانت شغوفة بتغيير هذا الواقع وعملت عليه بالمساندة المباشرة والغير مباشرة للثورات الوطنية العربية في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي........قد احست امريكا بشغف اكبر عندما انهار الاتحاد السوفيتي في اوائل التسعينات وتفككت اوصال دوله لتشن حرب لابادة المنظومات الوطنية والتي بدأت في حرب الخليج الاولى بين العراق وايران بهدف اضعاف قدرات العراق التي تطلعت لان تصبح دولة نووية ومن اقوى جيوش في المنطقة وفي حرب استمرت من من 1980م الى 1988م وبتكلفة تقدر ب-400 مليار دولار ومليون قتيل ولتمهد للحرب الثانية والثالثة والتي قضت ودمرت الدولة العراقية عام 2003م وتم احتلالها امريكيا ومن ثم تسليم نظام الحكم لمنظومة طائفية عملت على اقصاء وتعذيب مناطق السنة واعتبارهم مواطنيين من الدرجة الثالثة بعد الاكراد.
امريكا تفهم ما تريد وماذا تفعل ففي نفس التوافق التاريخي اعلنت كوندا ليزا رايس عن نظريتها الامنية في الجغرافيا السياسية "" الفوضى الخلاقة""
ومن جهة اخرى ماذا حدث في افغانستان وكانت علامات وارهاصات لانهيار الدولة السوفيتية والمنظومة الاشتراكية حينما اشاعت فكرها الراسمالي الامبريالي بان السوفيت الكفرة احتلو بلدا اسلامية... ويجب الجهاد في افغانستان..... وحينها شجعت انظمة عربية متامركة نظرية الجهاد والفكر الجهادي لمحاربة الروس في افغانستان وفتحت البنوك وارصفة المدن لجمع التبرعات لعدو الاسلام في تحالف مع من سموهم اهل الكتاب...؟؟؟!!
بلاشك ان هدف تنمية الفكر الجهادي كان هدفا سياسيا امنيا بحتا...فاسرائيل كانت بالنسبة لهم من اهل الكتاب ولا يجب محاربتها واولية النشاط الجهادي كان ضد اعداء اهل الكتاب الروس....!!
خرج السوفييت ودخل الامريكان في مواجهة مع حركة طالبان والقاعدة وكان من ابرز عمليات القاعدة برج التجارة العالمي عام 1993م والذي اسس نظرية الحرب على الارهاب من قبل امريكا والغرب
الهيكل التنظيمي للقاعدة::
على الرغم أن الهيكل الحالي لتنظيم القاعدة غير معروف، حيث تم الحصول على معلومات معظمها من جمال الفضل الذي قدم للسلطات الأمريكية صورة تقريبية لكيفية تنظيم المجموعة. بالرغم من أن صحة المعلومات المقدمة من الفضل وما دفعه للتعاون محل شك، إلا أن السلطات الأمريكية اعتمدت على شهادته في تصورها الحالي عن تنظيم القاعدة.
أسامة بن لادن هو الأمير ورئيس هيئة عمليات القاعدة (على الرغم من أن هذا الدور قد يكون شغله أبو أيوب العراقي)، ويعاونه مجلس الشورى، الذي يتألف من كبار أعضاء القاعدة، والذي قدره مسئولون غربيون بحوالي عشرين إلى ثلاثين شخصا. ويتولى أيمن الظواهري منصب نائب رئيس عمليات القاعدة، بينما يتولى أبو حمزة المهاجر زعامة تنظيم القاعدة في العراق. وتتوزع المهام داخل التنظيم كالآتي :
"اللجنة العسكرية" : هي المسئولة عن عمليات التدريب وتوفير الأسلحة والتخطيط للهجمات.
"لجنة المال / الأعمال" : هي التي تمول العمليات من خلال الحوالات، وتوفر تذاكر الطيران وجوازات السفر الزائفة، وتدفع الأموال لأعضاء القاعدة، وتشرف على أرباح الأعمال.] وفي تقرير لجنة 9 / 11، تم تقدير أن القاعدة تحتاج مبلغ 30 مليون دولار أمريكي سنويًا لإجراء عملياتها.
"لجنة الشريعة" : تراجع الشريعة الإسلامية، وتقرر مطابقة مسارات العمل للشريعة.
"لجنة الدراسات الإسلامية / الفتاوى" : تصدر الفتاوى مثل فتوى عام 19988 التي تحرض المسلمين على قتل الأمريكيين.
في أواخر التسعينات، تشكلت "لجنة الإعلام"، والتي تولت إصدار نشرة إخبارية، والعلاقات العامة. وفي عام 2005، شكّل تنظيم القاعدة "السحاب"، بيت الإنتاج الإعلامي لها، لتوفير احتياجاتها من المواد المرئية والمسموعة.
عدد الأفراد الذين ينتمون إلى التنظيم غير معروف. ووفقًا لفيلم بي بي سي الوثائقي قوة الكوابيس، فالاتصالات بين أفراد تنظيم القاعدة ضعيفة. كان عدم إدانة أعداد كبيرة من أعضاء تنظيم القاعدة، على الرغم من العدد الكبير لحالات الاعتقال بتهم تتعلق بالإرهاب، سببًا للشك في ما إذا كان الانتشار الواسع للقاعدة موجود أم لا؟. وبالتالي فمدى وطبيعة تنظيم القاعدة لا يزالا موضوع خلاف.]
يرى بعض المحللين أن قيادة القاعدة تغيرت من "العرب" في سنواتها الأولى، إلى "قيادة باكستانية تقريبًا" في عام 2007. وقد قُدّر أن 62 ٪ من أعضاء القاعدة تلقوا تعليمًا جامعيًا]
عندما سئل عن احتمال ضلوع القاعدة في تفجيرات لندن عام 20055، قال مفوض شرطة العاصمة السير أيان بلير : "القاعدة ليست منظمة. القاعدة هي طريقة للعمل... ولكن هذه هي السمة المميزة لهذا الأسلوب.. من الواضح أن القاعدة لديها القدرة على توفير التدريب... لتوفير الخبرة... وأعتقد أن هذا هو ما حدث هنا".]
ومع ذلك، في 13 أغسطس 20055، ذكرت صحيفة الإندبندت نقلا عن تحقيقات الشرطة والمخابرات العسكرية، أن الانتحاريين في تفجيرات 7 يوليو تصرفوا بشكل مستقل عن العقل المدبر للقاعدة الموجود في مكان ما في الخارج.]
ما هي القاعدة بالضبط؟، سؤال لا يزال محل خلاف. ففي فيلم بي بي سي الوثائقي قوة الكوابيس، يؤكد الكاتب والصحفي آدم كورتيس أن فكرة القاعدة بوصفها منظمة رسمية هي اختراع أمريكي في المقام الأول. يؤكد كيرتس أن اسم "القاعدة" عرض لأول مرة على الجمهور عام 2001، في محاكمة أسامة بن لادن والرجال الأربعة المتهمين في تفجير سفارة الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998. اسم المنظمة وتفاصيل هيكلها، قدمها جمال فضل في شهادته، الذي زعم أنه عضو مؤسس في المنظمة، وموظف سابق لدى أسامة بن لادن. وفي اقتباس من الفيلم الوثائقي :
تنظيم القاعدة الواقع هو أن ابن لادن وأيمن الظواهري أصبحوا محور لمجموعة مفككة من المتشددين الإسلاميين الذين جذبتهم الاستراتيجية الجديدة، ولم يكن هناك منظمة. كانوا فقط نشطاء إسلاميين خططوا لعملياتهم وبدأ ابن لادن التمويل والمساعدة، ولكنه لم يكن قائدهم. كما لا يوجد دليل على أن ابن لادن استخدم مصطلح "القاعدة" للإشارة إلى اسم المجموعة حتى بعد 11 سبتمبر، عندما أدرك أن هذا المصطلح من صنع الامريكيين أثيرت عدة تساؤلات حول مصداقية شهادة الفضل، بسبب تاريخه في التضليل، وأنه أدلى بتلك الشهادة كجزء من صفقة بعد إدانته بالتآمر لمهاجمة المنشآت العسكرية الأمريكية. وقد قال سام شميت أحد محامين الدفاع في المحاكمة، حول شهادة جمال الفضل :
تنظيم القاعدة كانت هناك أجزاء انتقائية في شهادة فضل وأعتقد أنها غير صحيحة، للمساعدة في تأكيد صورة أنه ساعد الأمريكيين. اعتقد أنه كذب في عدد من أقواله حول ماهية المنظمة. هذا جعل القاعدة مثل مافيا جديدة أو شيوعيين جدد. وجعل منهم جماعة، وبالتالي فمن السهل مقاضاة أي شخص مرتبط بتنظيم القاعدة على الأعمال أو التصريحات التي أدلى بها ابن لادن.
شمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهّدوا بالولاء لأسامة بن لادن أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان]
تشمل أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية،. وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام تصنف القاعدة كمنظمة إرهابية ولم يكتن من اهداف القاعدة انشاء خلافة اسلامية حيث رات قيادة القاعدة بانه من الصعب الاعلان عن دولة الخلافة ولتتمكن ان تعيش في المنظومة الدولية بتعقيداتها وموازينها ومعادلاتها
التقنيات الاعلامية للقاعدة متواضعة . وهذا عبر ما كنت تبثه بيانات وفيديوهات القاعدة
انتشرت القاعدة في كل من اليمن والصومال وسيناء وسوريا والعراق.........
داعش ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام:
التكوين التنظيمي:
قد تكون بذرة الولادة لتنظيم داعش قد تكونت في حقبة ابو مصعب الزرقاوي ومقاومته للامريكان والشيعة على حد سواء وقاد تنظيم التوحيد والجهاد واغتالته القوات الامريكية عام 2006م على اثر ذبح رهينة امريكي بحز السكين وكانت اول عملية ذبح بشعة في تاريخ القاعدة..... وتوالت نظرية الذبح......
ربما كان ابو مصعب الزرقاوي يخالف بن لادن والقيادة المركزية للقاعدة وان كان مبايعها
داعش خالفت ايديولجية عمل القاعدة فهي حولت صراعها بوجهة نظر طائفية ضد الشيعة والعلويين في دمشق والعراق وان كانت في اليمن كذلك مع الفوارق في درنا وليبيا وتونس...... داعش اعلنت الخلافة واهل الحل والعقد وكونت منظومة امنية دقيقة وجيش وجعاز اعلامي واسع وتقنيات اعلامية فائقة ومنظومة اقتصادية بسيطرتها على حقول البترول في العراق وسوريا وليبيا.. اصدرت داعش تشريعات فقهية لتسيير المناطق التي احتلتها.
المنهج العسكري..... تعتمد داعش على العمليات الانتحارية في بداية هجومها على المناطق المستهدفة التي تثير الرعب امام اعدائها..... كما تقوم بميكانزمات اعلامية من ذبح واغراق وتفجير للمكون الانساني لاثارة الرعب ايضا امام اعدائها.............سيطرت داعش على مناطق شاسعة في العراق وسوريا وليبيا واليمن..... تسعى داعش لتكوين جغرافيا سياسية في الرافدين وسوريا ..... على ما اعتقد في توافق برمجي مع الامريكان.... وتحت مقولة الدولة السنية مقابل الدولة الشيعية.... لصراع دائم يستنزف الطائفتين لعشرات السنيين، وولادة جغرافيات سياسية جديدة في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا وهي الدول التي شكلت هويتها في الماضي بالدول الوطنية.... ربما لا تنتهي قصة داعس وقوات الحشد الشعبي وورطة حشد القوى الطائفية لخمسة عقود قادمة ولهويات سياسية طائفية.
ربما انطلقت الخطة والبرنامج الامريكي بما يسمى الربيع العربي الذي بدأ بالمطالبة بالحرية والديموقراطية.... الى عصابات وجماعات يتفاوت انتمائها لكلا من القاعدة وفكرها كما في سوريا وبين داعش والخلافة والتي كلا منهما كفر الاخر..... لقد بدأت النعرة الطائفية وظهور داعش وبقوة وسيطرتها المفاجئة على اراضي شاسعة في العراق مع بداية المباحثات النووية بين ايران ومجموعة 5+ا والتي تسعى فيها ايران لفك الحصار الاقتصادي عنها ويهدف الغرب للسيطرة على برنامج ايران النووي.... والذي سبقهم القطار فايران نووية وتستطيع صنع القنبلة النووية في اي وقت كما قال نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل.... المعني هنا فتح جبهة داعش في مواجهة ما يسمى التمدد الشيعي والحكم الطائفي في العراق ودخول ايران كطرف امام داعش توقيت امريكي داعم وخبيث لاهدار طاقة ايران في حرب طويلة الامد كما هو الحال في جر غالسعودية ودول الخليج في حرب طويلة مدمرة مستنزفة في اليمن.
ملاحظة::: بعض البيانات اخذت من موسوعة يكوبيديا
سميح خلف