باتت كل الاحتمالات مفتوحة على جميع التوقعات بعد أزمة الخليج العربي فالصراع بين قطر وحلفائها من جهة وبين السعودية والإمارات المتحدة والبحرين من جهة أخرى له انعكاس على القضية الفلسطينية فالصراع على سوريا لا يمكن فصله عن القضية الفلسطينية وتحديد مصير المنطقة ومحاربة الإرهاب شماعة أمريكا في محاولات تمرير مشروعها للشرق الأوسط الجديد ولتمرير الحلول التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية
صراع السعودية وقطر وزج حركة حماس في موضوع الصراع يجعلنا أمام ألف علامة استفهام فقد ذهبت التقديرات الإسرائيلية بشأن الأزمة الخليجية لترى فيها فرصة لتقويض القضية الفلسطينية وضرب حركة حماس دبلوماسيا والترويج لقبول إسرائيل في العالم العربي وعدم النظر إليها عدوا وتطبيع العلاقات معها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وتبنت إسرائيل وإعلامها مزاعم السعودية بشأن التهم التي وجهتها لقطر باحتضان حماس والإخوان المسلمين ودعم إيران والنظام السوري وحزب الله اللبناني إذ تراهن تل أبيب على الأزمة الخليجية لتقويض حماس وإعادة ترسيم السياسات الإقليمية بما يتماشى مع الرؤية الإسرائيلية التي تتطلع لتسوية سياسية مع الدول العربية بمعزل عن القضية الفلسطينية
ورغم الاهتمام الإعلامي والسياسي في إسرائيل بالأزمة الخليجية وتبني الرواية السعودية فإن محرر الشؤون العربية والشرق الأوسط في الإذاعة الإسرائيلية عيران زينجر يعتقد أن تل أبيب ليست طرفا فيما يحصل لكنه يقول أيضا إن إسرائيل تحتاج وساطة قطر لمعالجة القضايا الشائكة في قطاع غزة وما يتعلق خصوصا بإعادة الأعمار مؤكدا أن قطر هي الممول والداعم الأكبر لغزة في وجه الحصار وأضاف زينجر إنه رغم التصريحات الإسرائيلية الرسمية الداعمة لموقف السعودية ضد قطر وحماس فإن هناك مخاوف لدى تل أبيب وحتى هواجس إقليمية من أنه في حال تدهورت الأوضاع بين الرياض والدوحة فسيكون لذلك تداعيات وانعكاسات سلبية على المنطقة وقد تتفاقم أزمة غزة وتتسبب بشرخ وأزمات مما يقود لمواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس حتى لو كان الجانبان غير معنيين بذلك
ورجح زينجر أن الهدف من محاصرة قطر هو ممارسة الضغوط عليها بحسب المواقف التي عبر عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه أفيجدور ليبرمان بغرض التخلي عن حماس وإعادتها للحلف السعودي والمعسكر العربي المعتدل بحسب إسرائيل أما الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت فيرى أن مسارعة تل أبيب بتبني الموقف السعودي تؤكد توافق توجهات الجانبين بما ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية للمتغيرات الإقليمية المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية ولفت شلحت إلى أن إسرائيل تعول على جني الأرباح والمكاسب السياسية من وراء الأزمة الخليجية وحصار قطر وممارسة الضغوطات عليها من خلال الرهان على إضعاف حركة حماس وتقويض نفوذها في قطاع غزة وشيطنتها في العالم العربي تحت ذريعة الإرهاب والإسلام المتطرف وبالتالي فإن هذا الهجوم السعودي على حماس التي هي حركة مقاومة وتصويرها على أنها تنظيم إرهابي يخدم ويتماشى مع الموقف الإسرائيلي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية
وقد كشفت مصادر إعلاميه ومراكز دراسات خبايا صفقة القرن ترامب سوف يضغط على نجل سلمان والسيسى لقبولها كما يريد الكيان الصهيوني قال المعلق الإسرائيلي أمير أورن أن هناك تسريبات داخل البيت الصهيوني عن صفقة القرن والتي تحدث عنها عبد الفتاح السيسى والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشيرا إلى أن الأخير يراها الحل الأمثل لما أسماه الصراع الفلسيطنى الإسرائيلي دون أن يتطرق إلى واقع إلى أن الأرض فلسطينية عربية إسلامية ولا شأن للكيان المغتصب بها ولا لأمريكا التي توزع الأدوار كيفما ترى حكومة الاحتلال
وكشف أورن ملامح بعض الخبايا من الصفقة أن يقدم ترامب عرضا لحل الصراع من خلال إشراك كل من السعودية ومصر والسلطة الفلسطينية منوها إلى أن هذا العرض متأثر بوصف ترامب كرجل أعمال لديه خبرة في الاتجار بالأراضي
وقال أورن إن ترامب يمكن أن يستغل حماس الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية لمواجهة إيران والطامح لتولي العرش ويعرض عليه خدمات الولايات المتحدة مقابل دور لها في إنجاز الصفقةوفق ترجمة عربي 21
وأشار إلى أنه ضمن هذه الصفقة يمكن للسعودية أن تسمح لمصر بموطئ قدم على الساحل الشرقي للبحر الأحمر من أجل التخفيف من حدة الغضب الشعبي المصري على قرار عبد الفتاح السيسي تسليم جزيرتي صنافير وتيران إلى السعودية
واستدرك أورن بأنه في إطار هذه الصفقة تقوم مصر بالتنازل عن مساحة من أقصى شمال سيناء وضمها لقطاع غزة من أجل إقامة دولة فلسطينية
وتسهم سلطة الاحتلال الصهيوني حسب هذا التصور في صفقة تبادل الأراضي تتمثل في ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية لها مقابل منح الدولة الفلسطينية مساحة من الأرض تساوي المساحة المقامة عليها تلك التجمعات وكشف أن المناطق التي يمكن أن تتنازل عنها إسرائيل في صفقة تبادل الأراضي تحددها تل أبيب ذاتها وأن ما تعرضه على السلطة الفلسطينية يجب أن تقبل به الأخيرة
جدير بالذكر أن وزير الدولة الصهيوني أيوب قرا زعم قبيل زيارة نتنياهو لواشنطن أن الأخير سيبحث مع ترامب عرض السيسي السماح بإقامة دولة فلسطينية في شمال سيناءونوه قرا في حينه إلى أن مقترح السيسي بخلاف ما عرضه أورن يضمن مواصلة احتفاظ إسرائيل بكل الضفة الغربية
يذكر أن الناشط السيناوي أبوالفاتح الأخرسي تحدث عن سماح دولة الكيان الصهيوني لمصر بإدخال الجيش والدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة بل والطائرات الحربية بمختلف أنواعها إلى المنطقة ج من سيناء وهي وفقا لاتفاقية كامب ديفيد منزوعة السلاح وأكد أن العدو الصهيوني هو صاحب المصلحة الرئيسية في الحملة التي ينفذها الجيش المصري هناك وإنه لا يستغرب عندما تخرج التسريبات بأن السيسي يسعى لترحيل الفلسطينيين إلى سيناء ومنحهم 1600 كيلو مترا مربعا فيها لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة وهو المشروع الذي يتطابق مع مشروع لمسؤول الأمن القومي الصهيوني جيورا ايلاند لإعادة توطين الفلسطينيين في سيناء
وأضاف فى تصريحات صحفية مؤخراكان إصدار السيسي لقانون التنمية المتكاملة بمثابة فتح المزاد على الأرض التي دفعت مصر من أجلها دماء مئات اللاف من أعز أبنائهافقد أصبح تملك الأراضي والعقارات مباحا لجميع الجنسيات وقد لا تكون مفاجئة بعد ذلك أن نكتشف أن أراضي سيناء انتقلت ملكيتها بعقود بيع من الدولة المصرية إلى مستثمرين صهاينة
هذا هو المخطط المرسوم ضمن التخمينات والتوقعات التي يتم تداولها جهارا دون خجل من احد وهنا لا بد لنا نحن الفلسطينيون التنبه للمخاطر التي باتت تحدق بالقضية الفلسطينية ونتمنى على أصحاب السياسة المتمرسين وأصحاب الفهم المدركين والملمين بعلم السياسة من الألف إلى الياء أن يستنبطوا حقيقة ما يجري وان يدرسوا كافة الجوانب وخاصة لما يتم الترويج عنه لصفقة القرن وضرورة وضع كافة الاحتمالات والتوقعات ووضع الخطط التي تقود إلى كيفية التعاطي مع المستجدات السياسية والتغيرات في التحالفات الاقليميه والدولية والرد الفلسطيني على كل الاحتمالات ا ألمنظوره والمتوقعة والغير متوقعه بعيدا عن الانفعالات والاتهامات وردات الفعل
بات الموقف لا يحتمل الانتظار أو السير بالسلوك الخاطئ وأصبح يتطلب إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ليكون الرد فلسطينيا بامتياز على أية محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوقنا المشروعة ورفض أية حلول لا تتوافق مع الثوابت الوطنية الفلسطينية
بات الموقف من الفلسطينيين يتطلب منهم أن لا يبقوا في موقع المتفرج والانتظار إذ لا يحتمل الوقوف موقف المتفرج والخطر يدهم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وأي اصطفاف عواقبه ونتائجه وخيمة على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية
أصبح توحيد الجهود الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني ضمن رؤيا وطنيه إستراتيجية هو المخرج السليم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني
بعيدا عن المماحكة السياسية والاعلاميه وبعيدا عن جهال السياسة فالموقف ودقته بات يتطلب تدعيم الموقف الفلسطيني وتصويب البوصلة نحو أولوية الصراع مع إسرائيل الثقة التي يتمتع بها الرئيس محمود عباس من غالبية الشعب الفلسطيني تجعله في موقف تحمل مسؤولية الامانه وهي كبيره وكبيرة جدا الرئيس محمود عباس رجل سياسي بامتياز ويعرف بواطن الأمور أكثر من غيره ويدرك كافة المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية وهو الأشد حرصا على تحمل أمانة المسؤولية في هذا الظرف الدقيق والحساس وهو بالفعل يملك مفاتيح إفشال أي مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية
نتمنى على حركة حماس والقوى الفلسطينية جميعها المبادرة الفورية لجمع الصف الفلسطيني وتفويت ألفرصه على الرويبضه والمتمرين على القضية الفلسطينية بوحدة الموقف الفلسطيني وتدعيم الموقف بتوعية جماهيريه تدفع باتجاه التوعية الاعلاميه والسياسية لإفشال أي مخطط سياسي يهدف للانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية والتاريخية وهذه فرصه تاريخيه سيسجلها التاريخ للقوى والفصائل الفلسطينية إن استطاعت تحصين الموقف والقرار الفلسطيني حماية للحق التاريخي للشعب الفلسطيني في فلسطين
نحن الفلسطينيون رغم ضعفنا إلا أن قوتنا تكمن في أننا أصحاب حق وتاريخ ونحن من تملك مفاتيح الحلول لان قضيتنا هي في أولى الأولويات على القضايا الأخرى وهي في عمق الصراعات الدولية والإقليمية
نتمنى التعمق فيما تم طرحه وإيجازه ضمن ما يخطط له لصفقة القرن بحيث بتنا نحن الفلسطينيون أمام مفصل تاريخي لنحافظ على حقوقنا وثوابتنا بوحدتنا الوطنية الفلسطينية التي على الجميع أن يبادر على تحقيقها ونعيدها تحصينا وتغليبا للمصلحة ألعامه ووحدة الموقف الفلسطيني وفق ما أصبحت تطلبه مقتضيات الصراع الإقليمي والدولي والصراع الخليجي الذي قد يحدث ارتدادات تهدف لتقويض القضية الفلسطينية ضمن سياسة المقايضة
كتب المحامي علي ابوحبله