تدرك القاهرة دقة وحساسية المرحلة ألراهنه وان أي محاولات لعزل غزه عن الضفة الغربية ضمن عملية مسار التسوية المقترح قد يطيح بعملية السلام كاملة لا يمكن تصور حل للقضية الفلسطينية في مساراتها الحالية بمعزل عن غزه لأنه لا دوله أصلا د وله بدون غزه والضفة الغربية
هناك حالة تهويل أثيرت حول زيارة وفد حماس للقاهرة برئاسة يحيى سنوار وتصوير الزيارة وكأنها حققت حلم البعض لفصل مسار التسوية بفصل غزه عن الضفة الغربية
وبدأت مرحلة الإشاعات والضخ الإعلامي عن ورقة تفاهمات مصريه مع حركة حماس وبدأت عملية التخمينات والتوقعات باجتماع يحيى السونار مع محمد دحلان المفصول من حركة فتح ودور دحلان في التقريب بين الجانبين المصري وحماس وان هناك انفتاح مصري على غزه وكل ذلك في إطار الحمله المغرضة التي جميعها تستهدف للنيل من القيادة الفلسطينية
وتبين فيما بعد أن كل ذلك ضمن تخمينات وتحليلات تحتمل الصواب والخطأ وإذا كان لنا أن نبني سر اجتماع القيادي في حماس والوفد المرافق له مع محمد دحلان حتما هي المصالح المشتركة التي باتت تجمع بين دحلان وحماس بفعل الخلافات التي تضرب الساحة الفلسطينية والصراعات الاقليميه واستهداف حركة حماس وإصرار السعودية والإمارات على اعتبار حركة حماس إرهابيه بات لكل فريق حساباته وفق أجندته ومصالحه الخاصة التي تحكم رأيه وتحليلاته
وننطلق من موقفنا وتحليلنا بموضوعية وبدون تحزب أو تعصب ورائدنا يبقى المصلحة الوطنية الفلسطينية وهي عنواننا ومنها ننطلق في فهمنا وتحليلنا
لا ننكر التقاء المصالح بين حماس ومحمد دحلان فكلاهما بحاجه لبعضهما البعض وحماس بحاجه للخروج من المأزق الذي زج بها بيان السعودية وحلفاءها وتصنيفها حركه إرهابيه والتنكر أن حماس حركة تحرر وطني وهي حركة مقاومه أسوة بكل الحركات والقوى الفلسطينية
القيادة المصرية تدرك مأزق حماس وتمحورت المفاوضات بين حماس ومصر من واقع المأزق الذي تمر فيه حركة حماس وطلب قطر من قيادات حمساويه لمغادرة قطر وان دحلان من مصلحته التلاقي مع حماس بعد أن سدت جميع المنافذ في وجهه للعودة لحركة فتح وفشلت جميع الوساطة ومنها المصرية
وهنا لا بد من أن يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية هي فوق جميع الحسابات الحزبية والفئوية وان القيادة المصرية تدرك ذلك وتعي أن المصلحة الوطنية تقتضي توحيد الجهد والصف الفلسطيني دون تجاوز القيادة الفلسطينية
والسؤال هل بمقدور القيادة المصرية أن تلعب دور الراعي لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام
اغلب التوقعات أن القيادة المصرية لا يمكن لها الانخراط في أي مخطط يهدف لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزه وهي تدرك مخاطر ذلك على الأمن القومي المصري وارتدادات الوضع الفلسطيني على الأمن القومي المصري وان حركة حماس لا يمكن لها أن تساهم في هذا المخطط ولا تقبل على نفسها للسير في ركاب تصفية القضية الفلسطينية والانقضاض على الثوابت الوطنية الفلسطينية
مؤشرات الأحداث جميعها تشير إلى أن إسرائيل لن تسمح لغزه بان تتوحد مع الضفة الغربية حتى ولو اضطرت لخوض الكثير من الحروب لأنها تدرك أن غزة هي بوابة الحل السياسي في حصول الفلسطينيين على دولة إسرائيل أيضا لن تسمح بالتكامل الاقتصادي بين غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس فغاز غزة المكتشف مجد جدا من الناحية الاقتصادية ولو قدر للفلسطينيين الاستثمار فيه لحلت كل المشاكل الاقتصادية وتحرر الفلسطينيون من التزامات المانحين السياسية والضغوط التي تمارس على الفلسطينيين مقابل الدعم المقدم حتى من العرب أنفسهم لا تخلوا عملية الضغوط ومحاولة المقايضة على الحقوق الوطنية الفلسطينية
الوحدة السياسية هي المخرج من مخطط التمر الذي يهدف لتجسيد الفصل الجغرافي بين غزه والضفة الغربية وقد قدر لغزة أن تقاتل دفاعا عن وحدتها السياسية مع الضفة الغربية ومدينة القدس وقدر لغزة والضفة الغربية أيضا أن يصمدا ويدافعا عن مشروعهم الوطني وثوابتهم الوطنية عبر وحدتهم والتعبير عن وطنيتهما وأن تكون غزه جزءا من كيان فلسطيني موحد لكل الفلسطينيين في مواجهة مشروع فصلها وذهابها إلى مشروع التقسيم وقدر أيضا لغزة والضفة عبر اتفاقهم أن يعيدا للقضية الفلسطينية وهجها وأهميتها وأولوية القضية الفلسطينية على الصعيد العالمي والعربي وان يتوحد الفلسطينيين في الميدان في مواجهة العدوان في كل أماكن تواجدهم فيما تتعثر كل المحاولات في تحقيق المصالحة الفلسطينية واستعادة وحدة المؤسسات الفلسطينية والحياة الديمقراطية
زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتني اهو وزعيم المعارضة هرتصوغ إلى القاهرة واجتماعهما مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي ضمن مشاورات ومباحثات تجريها إسرائيل مع زعماء عرب في المنطقة ولا نستبعد أن تكون زيارة نتنيياهو وهرتصوغ للقاهرة ضمن عملية المشاورات بين البلدين والاطلاع على خر مستجدات ما تم التوصل إليه بين حماس والقاهرة
هناك خيارات ضمن مؤشرات الحل برؤيا إسرائيليه تهدف لإعادة قطاع غزه إلى مصر ليوضع تحت الوصاية المصرية وتبدوا الخيار الأقرب في ظل المؤشرات التي تشير إلى فصل مسار الحل مع الضفة الغربية عن قطاع غزه
الحلول المطروحة بشان الضفة الغربية والكونفدراليه مع الأردن تستبعد قطاع غزه بحسب تحليلات سياسيه وتوقعات المحللين السياسيين خصوصا مع تزايد المؤشرات التي تدلل على ذلك في الوقت الذي تحاول فيه حكومة الكيان الإسرائيلي إرهاب الشعب الفلسطيني وفرض الحصار الاقتصادي وزيادة معاناة الفلسطينيين
فقد صعدت تصريحات وزير الحرب في حكومة الاحتلال افيغدور ليبرمان بشأن قطاع غزة والتي قال فيها أن أوضاع القطاع ستتغير والتعامل معه كذلك إضافة لإشاراته عن اغتيالات قادة حماس وهذه ضمن دلائل تسارع الأحداث وصفقة القرن التي تحدث عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
المحللين السياسيين يشيروا إلى ضغوط تمارس على القيادة الفلسطينية لترك قطاع غزه والتركيز على الضفة الغربية وتركز التحليلات إلى أن الضفة الغربية ستعود إلى الأردن وان القطاع مصيره سيعود للجانب المصري
الموقف المصري ما زال غامضا في مواقفه لجهة طرح تسوية القرن
وإذا صحت تلك المؤشرات والتحليلات بخصوص فصل غزه عن الضفة الغربية وفق التفاهمات التي يجري الإعداد لها بين مصر وحركة حماس بحسب تحليلات المراقبين وقد نفت حركة المقاومة الإسلامية حماس التوقيع على أي تفاهمات في العاصمة المصرية في ظل الزيارة التي يقوم بها للقاهرة حاليا وفد برئاسة يحيى السنوار قائد الحركة في غزة
وقال مصدر في وفد الحركة إن المباحثات مع المسئولين المصريين تجري في أجواء إيجابية وإنه تمت دراسة كافة القضايا مثار النقاش بين الجانبين من أجل العمل على حلها موضحا أن المباحثات تجري بين القاهرة ووفد الحركة دون وجود أي طرف خر
وكانت معلومات تداولها الإعلام الاجتماعي أفادت بالتوصل إلى مذكرة تفاهم بين وفد حماس ووزير المخابرات العامة المصرية خالد فوزي والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان بحيث تحظى المذكرة بضمانات عربية وأجنبية كبيرة
ووفق الأنباء المزعومة فقد ضمت المذكرة تفاهما على ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وإنجاز المصالحة المجتمعية وضمن الاتفاق المزعوم تعهدت مصر بفتح معبر رفح على مدار الساعة أمام الحركة التجارية وحركة الأفراد كما ستعمل مصر على ربط كهرباء غزة بشبكة الربط الثماني المصرية وستعمل على زيادة حصة غزة من الكهرباءإلا أن حركة حماس نفت جميع تلك الأنباء
في ظل التصريحات والتخمينات والتوقعات فان القضية الفلسطينية أمام مفصل تاريخي مهم ويقع على عاتق الفلسطينيون إحباط كل المخططات التي تقود لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية بحلول إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 67 وتبديد أحلام الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس
وان الخروج من المعضلة وإحباط مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية تتطلب جراه فلسطينيه بإنهاء الانقسام واستعادة توحيد الجغرافية الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية ووحدة العنوان السياسي وسرعة تشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه تقودنا للخروج من مخطط التمر لعزل غزه عن الضفة الغربية وتوحيد الموقف الفلسطيني للوقوف في وجه مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية
وعلى القيادة الفلسطينية تحمل مسؤولياتها التاريخية في مواجهة أي مخطط يهدف لتصفية القضية الفلسطينية وفصل غزه عن الضفة الغربية
القيادة الفلسطينية تملك خيارات إفشال أي مخطط من شأنه الانقضاض على الثوابت الوطنية الفلسطينية والانتقاص من الحقوق الوطنية الفلسطينية
وبإمكان القيادة الفلسطينية أن تقلب الطاولة وتعيد خلط الأوراق في وجه كل المتمرين وأولى الأوراق أن تعلن القيادة الفلسطينية أنها باتت في حل من الالتزامات والاتفاقات مع إسرائيل وعلى الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها عن الأراضي المحتلة وعلى سلطة الاحتلال تحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال
وان القيادة الفلسطينية تستطيع اتخاذ إجراءات وقف التنسيق مع إسرائيل وخطوات تصعيديه أخرى تعيد القضية الفلسطينية إلى مربعها الأول
دعونا ننتظر حتى تنتهي المحادثات بين مصر وحركة حماس و يصدر بيان مصري يفصح عن ما هبة التفاهمات التي تم التوصل إليها مع حماس
نتمنى على القيادة المصرية أن تتحمل مسؤوليتها القومية والعربية بصفتها الداعم للحق الفلسطيني وان لا تخضع للضغوط التي تقود لتصفية القضية الفلسطينية وان أي تفاهمات يجب أن تنطلق من بوابة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وان تكون التفاهمات مع القيادة الفلسطينية وغير ذلك يحمل الكثير من التأويلات والتفسيرات.
بقلم/ علي ابوحبله