قد نخرج عن العواطف والحسابات الفصائلية فكل شيء في غزة يبحث عن الجديد صغيره وكبيره سماؤها وارضها ولأنها الايقونة المتبقية التي يبنى عليها المشروع الوطني بعد تاكل حل الدولتين والعجز المطلق وليس النسبي للسلطة بقيادة محمود عباس لوضع معالجات المرحلة في كافة ازماتها وافتراضاتها وفرضياتها ، من السخف او الانحطاط الفكري والسلوكي ان يبقى الواقع الفلسطيني مرتبط بأبجديات سياسية فرضتها اوضاع اقليمية ودولية ولتدفع احد اعضاء مركزية فتح شتيه يخط كتابه بعنوان "" المستوطنات وتآكل حل الدولتين "" وهنا السؤال على ماذا اذا يتفاوضون ولماذا تتخذ الاجراءات والقرارات ضد غزة ولحساب من ..؟؟ ولي المعادلات والسيناريوهات ايضا ..؟؟غزة اذا انتصرت بتحالف ابنائها وتوافقياتهم الوطنية ستغير كثير من المعادلات ومالم يعمل حسابه اعداء غزة والوطن بانها موحدة بجميع ابنائها في الشدائد نفهم ايضا اننا في ازمات ولكن نفهم ايضا اننا قادرون على ان نبتكر بوضع حلول لها
يترقب اهالي غزة عن كثب التطبيقات التي تم التوصل اليها بين فتح وحماس في غزة واعتقد ان اللقاء والدوافع الوطنية والانسانية لكلا الطرفين قد تجاوزت الحسابات الفصائلية ونرجسيات كان يعتقد سابقا بانها تستطيع ان تصمد بمفردها كل على حد امام تقلبات اقليمية ودولية وحاجة ابناء القطاع المتزايدة لتوفير ادنى اسس الحياة الانسانية ، وقد يفهم البعض من هذا اللقاء انها مجرد حل بعض الازمات وتأخذ المنحى الانساني ، في حين ان غزة تمثل الايقونة الوطنية الصامدة امام منحنيات مدفوعة بخطوطها تتمثل في كل القوانين والاجراءات والتهديدات التي يطلقها عباس وقيادات السلطة تحت ذرائع واهية لا تقنع طفلا او منغوليا .
لا نستطيع فصل الحالة الانسانية عن الوطنية في غزة وما تم التوصل اليه من تفكيك الازمات وبتصورها الوطني وثيقة الاسرى والوفاق والقاهرة وتحت عنوان "" غزة .. الخطوة الاولى "" ليمتد النظر والفعل الى الضفة الغربية والقدس فما يسمى النظام السياسي في الضفة يعلن عن فشله ونهايته يوما بعد يوم وهذا ما يجعل قادة الاحتلال يصدرون التصريح تلو الاخر بخصوص ملكيتهم لما يدعو في يهودا والسامرة والقدس .. ونرى ان هناك مناطق فراغ وطنية يجب ملؤها .. وهذا لا يأتي الا بالخطوة "" غزة .. الخطوة التالية ""
اعتقد ان التفاهمات الاولية التي تم التوصل اليها في القاهرة لا بد البناء لما بعدها بتوثيق لائتلاف وطني يبحث في كل القضايا بجانبها الوطني مضافا اليها الجانب الانساني وازماته في المعابر والوقود والصلح الاجتماعي فنحن بحاجة لصلح وطني مبني على تلك القواعد وشراكة حقيقة في السلام والحرب وتحت شعار "" يد تبني ويد تقاوم ""
اعادة احياء وانعاش المشروع الوطني في غزة لا تعني انفصال غزة عن الضفة بل تعني اكثر عمقا وهي الحماية للمشروع الوطني على قاعدة الرفض القاطع للوطن البديل او التوسع على حساب الغير ، بل يجب ان تنسج كل المعادلات الوطنية نحو مركزية مفهوم التحرير على الارض الفلسطينية واعين الشعب الفلسطيني لا تغمض لها عين نحو تحرير الضفة والقدس وعودة اللاجئين ، وفي كل الاحوال وامام ازمات الضفة وازمات الاقليم ومتجهات الموقف الدولي بقيادة ترامب قد يكون اعلان الفدرالية مخرج مهم من كل الازمات وبالشكل القاطع الانسحاب الاسرائيلي من الضفة وكنس المستوطنات وبكافة الطرق المقاومة لوجودها .
ولكن غزة الخطوة الثانية أي نقصد ما بعد التفاهمات التي تم التوصل اليها بين فتح وحماس والخطوات الاجرائية في الجانب الانساني وموقف سلطة رام الله ومحمود عباس .. فغزة بقرة حلوب بالنسبة للضفة رغم حصارها ... وهناك من هو مستفيد من اوضاعها الحالية ولذلك سيقاتل عباس خارج الحقل الوطني والتصور الوطني لإيقاف أي انفراج او توافق في غزة وسيهرع شاكي كالسابق ومتوسلا الادارة الامريكية لتضغط على مصر وعدة اطراف اخرى ليبقى قطاع غزة اسير الموقف الانتهازي والادعائي الكاذب حول عودة غزة لما يسمى الشرعية التي ليست شرعية وتنسق مع الاحتلال وامين سر حفلتها يهب حائط البراق للاحتلال واخر يتبرع لمستشفى عسكري واخرين شركاء في منتوجات المستوطنات ومقاولين ورجال من السلطة يسمسرون في الاراضي ، اذا ما يجب فعله ميدانيا ووطنيا ان تكيف المعادلة الوطنية في غزة وعلى منظور التصور المؤسساتي لتدخل في عمق التحرك والتصور الشعبي بين فتح وحماس او التيار الشعبي في فتح وحماس ولتلافي الذرائع والمقولات والسولفات التي سيدعي بها محمود عباس واسطوانة منظمة التحرير والشرعية والسلطة والرئيس والاعتراف الدولي والاقليمي ... فلا احد يتكر ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ولكن كيف وباي صورة وباي تمثيل ..؟؟ ولذلك نقترح
1- دمج كل فصائل المقاومة في اطار عسكري واحد وبقيادة موحدة "" وتحت مسمى قوات التحرير الشعبية " او الامن الوطني الشعبي "
2- الاعلان عن الانتخابات البلدية وبأسرع وقت ممكن
3- تشكيل المجلس الاعلى للبلديات من رؤساء البلديات وشخصيات وطنية
4- تشكيل سلاح المعابر والحدود
5- تحويل الاجهزة الامنية الى اجهزة مهنية غير فصائلية
6- العمل على وضع برنامج اعلامي وتعبوي موحد "مؤسسة الاعلام الشعبي الموحد"
7- مؤسسة الخدمات الصحية والتعليم والزراعة مؤسسات منفردة
8- هيئة البطالة والتشغيل والتشغيل المؤقت
9- مركز البحوث الوطني والاستراتيجي
10- مؤسسة رعاية المبدعين والمبتكرين والابحاث الوطنية
11- اللجنة الوطنية والشعبية للعلاقات الخارجية
12- مؤتمرات شعبية بتقسيم البلديات ينبثق عنها مؤتمر شعبي عام يتمخض عنه لجان رقابية في كل الفروع السابقة
غزة الخطوة التالية تصور وطني شعبي لمواجهة المرحلة والتعقيدات الاقليمية والدولية .
سميح خلف