الكاتب الصحفي فايز أبو شماله المحسوب على حركة حماس هو اول من كشف عن لقاءات حماس مع دحلان زعيم التيار الإصلاحي في حركة فتح برعاية مصريةوهو يكشف مجددا عن ان وفدا من حماس سيغادر الى الإمارات العربية بعد العيدوهذا مؤشر جدي بان هناك معادلات جديدة ترتسم في الساحة الفلسطينية بمحاور عربية واقليمية ودولية جديدة أيضا فالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة فتح تستشعران مخاطر التفاهمات ما بين حركة حماس و التيار الإصلاحي في فتح الذي يقوده النائب في التشريعي محمد دحلان وعضو مركزيتها المفصول وترى بأن تلك الخطوات والتفاهمات من شأنها تعزيز الإنقسام والإنفصال ما بين الضفة الغربية وقطاع غزةوان من شأن تلك التفاهمات تفريغ الخطوات والإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية تجاه قطاع غزة من مضمونها بالضغط على حماس لحل لجنتها الإدارية لقطاع غزة وإجبارها على تسليم السلطة وإنهاء الإنقسام تلك الخطوات المتمثلة في تخفيض رواتب العاملين في السلطة في قطاع غزة ب30 وكذلك عدم تسديد اثمان فاتورة كهرباء غزة لشركة الكهرباء الإسرائيلية والطلب من الحكومة الإسرائيلية بتخفيض تزويد غزة بالكهرباء وكذلك عمليات قطع رواتب أسرى صفقة الوفاء الأحرار والذين جلهم من حماس وعمليات التقاعد المبكر لعدد ليس بالقليل من العاملين بالسلطة في القطاع هي من العوامل الهامة التي دفعت بحماس لمثل هذا الخيار وخاصة بان الأزمة الخليجية والخلاف القطري مع السعودية والامارات والبحرين ومصرهي الأخرى عوامل دفعت لهكذا خيار فحماس كانت تستشعر بأن الحبل يلتف حول رقبتها وهامش مناوراتها وخياراتها يضيق وخصوصا بأن قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية اعلنت حركة حماس كحركة إرهابيةوما تبع ذلك من طلب التحالف الرباعي العربي بالطلب من قطر طرد قيادات حماس والإخوان المسلمين هذه العوامل دفعت بحماس الى عقد مفاوضات مع دحلان كممثل ل التيار الإصلاحي في فتح برعاية مصريةوهذا ما يفسر عدم ورود اسم حركة حماس في قائمة ال 59 من المنظمات والجمعيات والشخصيات الإرهابية التي أصدرها التحالف الرباعي ومن ثم الإستدراك بأن حماس حركة مقاومة فلسطينية وليس حركة إرهابية
السلطة الفلسطينية إستشعرت مخاطر التفاهمات بين دحلان وحماس على سلطتها ودورها وكذلك شعرت فتح بأن هذا يسهم في تأزيم وضع الحركة الداخلي المأزوم أصلاولذلك جاء بيان اللجنة المركزية الذي صدر أمس حادا في هذا الإتجاه حيث قال ترفض اللجنة المركزية بعض التحركات المشبوهةومحاولات فرض الوصاية على قضيتنا والمس بالمحرمات الوطنيةوعلى رأسها استقلالية إرادتنا وقرارناوحقنا في صياغة النظام السياسي من خلال عملية ديموقراطيةواحترام سياجنا الوطني وبوابته الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية
في ظل حالة الصراع المحتدم بين طرفي الإنقسام وعدم تقديم أي منهما تنازلات تجعل المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق أية مكاسب ومصالح فئوية وتنظيمية وحزبيةفإن الشعب في القطاع هو من يدفع ثمن هذا الصراع وليس قيادات الفصيلين فالأوضاع المعيشية وصلت حد لا يطاق وتنذر بإنهيار وإنفجار شاملين ولذلك فالأوضاع كانت مرشحة لكي تنفجر بإحدى الإتجاهين حالة غليان شعبي تتفجر بشكل عنيف في وجه حماس وسلطتها سيكون تداعياتها خطيرة جدا على النسيجين الوطني والمجتمعي والأمور قد تندفع نحو إحتراب داخلي مدمر والخيار الاخر انفجار الأوضاع على شكل حرب مع الإحتلال لا تريدها اسرائيل الآن ولا مصر ولا حماس ولذلك جاء إتفاق الضرورة ما بين حماس ودحلان ومصرفكل طرف له مصلحة في تحقيقه فمصر تريد ان يتم ضبط حدودها من قبل حركة حماس ومنع تدفق ما يسمى بالجماعات الجهادية الى سيناء وان يجري تسليم المطلوبين من تلك الجماعات الموجودين في القطاع وتريد ان تبعد حماس عن قطر وتركيا على وجه التحديد والى حد ما عن ايران وبالمقابل حماس تريد ان تحل مشكلة الكهرباء ومشكلة معبر رفح بما يحدث إنفراجه في الأوضاع المعيشية لأهلها وبما يخفف من حالة غضبها وإحتقانها تجاه سلطة حركة حماس ودحلان يريد أن يعيد من بوابة هذا الإتفاق كرجل قوي في الساحة الفلسطينيةبعد ان تم إقصاؤه عن المؤتمر السابع وفصله من حركة فتح وان يكون له دور سياسي كبير وليس فقط خدماتي معيشي على الرغم من اهمية هذا الدور
مصر تريد ان تطوع حركة حماس وتخرجها من تحت العباءة القطريةلكي لا تبقى قطر تتحدث عن ان حصارها مرتبط بدعم حركة حماس كحركة مقاومة فلسطينيةوحماس باتت تدرك وتعي بانه عليها ان لا تكرر تجربة اخطائها السابقةكما حدث في الأزمة السوريةعليها ان تبقي نفسها على مسافة من الفرقاء المتخاصمين في الخليج ومعهم مصروإن كان هواها قطري تركي ولكن الوقت الان ليس لبث الهوى والحب فالسيف مسلط على رقبة حماس اكثر من أي وقت مضى والخيارات لرفعه محدودة وتضيق ومن الواضح انه بعد ان يقوم وفد حركة حماس بزيارة الإمارات العربية فإن الإمارات ستحل محل قطر في الدعم المالي والإقتصادي لقطاع غزة عبر بوابة دحلان اولا ومن ثم عبر البوابة المصرية
هناك من يرى بان خطوات عباس العقابية التي أرادها ضد حماس لكي ينقلب الشعب عليها إنقلبت ضده فقد ظهر عباس كمن يعاقب شعبه حتى اسرائيل وأكثر من ستة عشرة منظمة غير حكومية اسرائيلية انتقدت تصرف عباس وقالت إن قيامه بقطع الكهرباء عن قطاع غزة عمل لا إنساني ولا اخلاقي ولذلك هذه الخطوات والعقوبات غير المبررة بالمطلق والإتفاق الحاصل ما بين حماس ودحلان يعني حالة من الطلاق البائن بينونه كبرى ما بين عباس وقطاع غزة أي تكريس وشرعنة الإنقسام لفترة طويلةسيكون الرابح الأساسي منها اسرائيل فهي ستوظف هذا الإنقسام لصالحها في أي عملية سياسية قادمةبأن عباس غير قادر على صنع السلام معها ولا يتمتع بالشرعيةولذلك ستستمر في إجراءاتها وممارساتها نحو إبتلاع الضفة الغربيةوحصر دور عباس فيها في الجانب الوظيفي الخدماتي والسيطرة الكلية على مدينة القدس
بدون ان يكون هناك صدمة حقيقية لطرفي الإنقسام وبدون تحركات شعبية كبيرة جدا تلجم طرفي الإنقسام وتمنعهما من مواصلة العبث بالمشروع الوطنيفنحن مقبلين على كارثة حقيقية
بقلم راسم عبيدات
القدس المحتلة فلسطين
2062017
0524533879
Quds45gmailcom