من يسعى لوحدة ما تبقى من ارض الوطن كما يدعي وتفق له ماكينة اعلامية غشيمة او مغرر بها او عميلة في اخر المطاف ان يكون قاتلا لأبناء شعبه واطفال شعبه ، ان عصيت امور الوحدة لابد ان يكون هناك خطأ ما ، او جريمة ما ، او خروج عن الوطنية ومستلزماتها ، جريمة الانقسام يسأل عنها رئيس النظام السياسي او من يدعي بنفسه فوق الدستور وفوق النظام الاساسي ، وفوق كل المعايير ، قد يقبل أي دكتاتور جميع الاوصاف التي تقرن وتوصف به الا ان يكون قاتلا لأبناء شعبه وبالتالي السيد عباس فاق لغة الدكتاتورية وسلوكها فلا تبرير ولا تعليل ولا ادعاء يمكن ان يستر عورة من اتخذ قرار وقف التحويلات الطبية للخارج
رحل سته اطفال من براعم واطفال غزة وهم ابناء وبراعم للشعب الفلسطيني ومستقبله ارواحهم نتيجة هذا القرار الحاقد والهدام ضد مرضى غزة المحاصرون ، قول عن قول ..؟؟ وفعل عن عن فعل ..؟؟ والجريمة تتكرر تحت عناوين وذرائع لا يتحملها العقل الانساني او الوطني او الموضوعي ...
قاتل ابناء شعبه عبارة سمعناها من مرتدي الحرية والديموقراطية في العالم ويدعون انهم يملكون مفاتيحها مدافعين عنها وتحت هذا المغلف عبروا المحيطات والبحار واثاروا الفتن وقتلوا رؤساء عرب وقوضوا منظومة دول ودفع العرب من ابنائهم مئات القتلى في صراعات محلية وداخلية ، تلك الادعاءات والثياب المغلفة والمزركشة برائحة الدم والتشرذم وبكلمة ليست حق وحقيقة بل بادعاء باطل على تلك الانظمة السياسية ورؤسائها ، ولان الامر يتعلق فقط بأمن اسرائيل ومنظومتها الاقليمية التي ترسم خارطتها على دماء مئات الالاف من القتلى والمعاقين نتيجة تلك الحروب ز
اما الربيع الفلسطيني الذي يمهد له سمسار المقاطعة والحفنة المحيطة ومستشاريه ن ولان غزة عصية على كل المخططات السابقة التي فشلت بوعي اهلها ووحدتهم التي تتجاوز منطق الفصائلية فلقد اختاروا عن طريق سمسار المقاطعة ربيع يقتل ولكن بأسس جديدة يحرمها القانون الدولي واتفاقيات جنيف ومنظمات حقوق الانسان الدولية ، ولان غزة من الصعب ان يقبل اهلها معادلات الدم وتكاليفها وصراعاتها كبعض الدول في الوطن العربي ... ولذلك اختاروا القتل بطرق اخرى ، تاتي على هيئة مراسيم رئاسية او حكومية ن وكلها تعني جرائم بحق الانسانية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير .
هذا هو قاتل شعبه الحقيقي الذي اكتنزت ارصدته المالية وهو والجوقة والمحيطين به بواقع سمسرة على دماء شعب وحياة شعب ، انه وسيط مالي بعمولة تحفظ ملفاتها بشكل امني لدى كثير من الانظمة الدولية والاقليمية ، فهو قد تم ترقيته من سارق شعبه الى قاتل شعبه ... هم يريدون له هذا الدور ..؟؟!! دمر حركة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية والمشروع الوطني ... وحاول عن طريق ماكينته الاعلامية تغيير ثقافة الجيل بما يدعي ثقافة السلام .. ثقافة مستوطنة بيت ايل ومعالية اود ميم وارئيل وبيتار عليت وهي كل من مستوطنات نيكوديم ومتسبيه شاليم في محافظة بيت لحم بواقع 48426 دونما وكل من مستوطنات رمات خارصينا وشمعة وتينه في محافظة الخليل بواقع 3875 دونما ومستوطنات نيلي ونعاليه في محافظة رام الله بواقع 2365 دونما ومستوطنات جيتيت وبراخا في محافظة نابلس بواقع 6825 دونما ومستوطنة عمانوئيل في محافظة قلقيلية بواقع 108 دونما ومعبر ترقوميا في محافظة الخليل بواقع 439 دونما. ويبلغ عدد المستوطنيين حوالى 750 الف مستوطن في عشرات المستوطنات .
ولكن امر قاتل شعبه لم يتوجه لحصار المستوطنات بل نسج المنظمات الامنية للدفاع عنها والتعاون من خلال الحيتان اقتصاديا وترويجيا لبضاعتها عبر التجارة الاقليمية والمحلية وسمسرة الاراضي ، وفي المشهد الاخر غزة المحاصرة التي يريد لها ان تغرق في ازماتها موفرا على اسحاق رابين اطروحته بان تغرق في البحر .. بل يريدها ان تغرق في دفن موتها ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن قراراته .
منذ اكثر من عام يعانون مرضى التحويلات الطبية مشاكل من خلال مسؤولة العلاج في الخارج اميرة الهندي ورفعت الاحتجاجات والشكاوي لمكتب الرئيس ووزير الصحة ولاحياة لمن تنادي .. والامر الان اصبح اكثر وضوحا وبشكل ممنهج عن طريق قرار حكومة عباس بوضع العراقيل امام الحالات المقرة من غزة سواء بشكل مباشر او غير مباشر .
قد نفهم الان بل من سلوكيات وقرارات سابقة ، ان المطلوب تدمير غزة وليس عودتها لحضن الشرعية كما يدعي ..! ولو قدمت غزة له على صنية من ذهب .. بل يريدها ملحق سيناريو وليس من صلب السيناريو ... تتحدث اسرائيل جهارا الان عن يهودا والسامرى ولم تعد تخفي مخططاتها ... وحركة وطنية في الضفة اجهز عليها عباس واجهزته ... الان مطلوب الاجهاز على غزة .. بكل مواطنيها ... والا كيف نفهم قطع الرواتب ، كيف نفهم تفتيت حركة فتح .، كيف نفهم تخفيض رواتب موظفي غزة ... كيف نفهم قانون التقاعد المبكر ... كيف نفهم وضع العراقيل امام حالات العلاج في الخارج ... وكيف نفهم قطع رواتب الاسرى المحررين واعضاء التشريعي ... سلوك بات واضحا ... وغزة لن تركع .
ولكن على دعاة ومن صاغوا جملة "" قاتل شعبه" وكانت وسيلة لتحريك قدراتهم الامنية والعسكرية والاقتصادية ضد دول ، اليس عباس الان قاتل شعبه استنادا للقانون الدولي ..؟؟ لماذا لا تتحرك تلك الدول لحماية الشعب الفلسطيني من عباس والاحتلال معا ..!! ولكن الامر يتعلق بما هو فوق القوانين ، انها اسرائيل ويهوديتها ، وامنها الذي يجب ان يأتي على حساب أي ايقونة فلسطينية موحدة ولو في بقايا ما تبقى من ارض الوطن التاريخية
سميح خلف