دائما ما يشغل اليهود في طروحاتهم للسلام هو طمس الهوية الفلسطينية من خلال مصطلح سياسي خطير دائما يستخدموه على رأس كل مبادرة وهو "الإتحاد الكونفدرالي" وهذا المصطلح دائما يكشف عن نية اليهود في تشتيت القضية الفلسطينية في البلدان العربية وإستغلال الواقع الجغرافي الذي يربط غزة بمصر والضفة الغربية بالأردن وهذا ما يسهل عليهم المهمة التي تشير إلى تسلم غزة لسلطة مصر و الضفة لسلطة الأردن . وهكذا تعود القضية الفلسطينية إلى ما قبل الـــ 67 .
أما بالنسبة للمبادرة الإسرائيلية للسلام ككل فيها كثير من التعقيدات التي لا تؤدي لنجاحها وفيها أيضا الدليل القاطع بأن إسرائيل ليس جدية ولا جديرة بالسلام لأنها تحمل في طياتها بنود معقدة وصعبة التنفيذ .
وعلى رأس هذه البنود كما ذكرنا في السياق "الإتحاد الكونفدرالي" الذي لا يعترف بالهوية الوطنية الفلسطينية ويضع المسئولية كاملة على الدول المجاورة "مصر والأردن" ويعمل على تغييب القضية الفلسطينية من أدبيات الأجيال القادمة التي يجب ان تنشأ على مفهوم الوطن الحقيقي .
حاولو اليهود في المبادرة الأخيرة للسلام أن يخلطو الأوراق بأن يربطو قضية فلسطين بالصراع العربي العربي لتبقى القضية الفلسطينية في حالة توهان مستمر . سأذكر لكم ما جاء في المبادرة من بنود .
أولا : الإتحاد الكونفدرالي بين غزة ومصر والضفة الغربية والأردن وهذا ما ذكرته لكم في السياق موضحا خطورته على الهوية الوطنية .
ثانيا : إعتراف جميع الأطراف الفلسطينية والعربية في يهودية الدولة . وهذا الإعتراف من شأنه أن يسلب القضية الفلسطينية العادلة حقها بالكيان والوجود ويعطي اليهود الحق في ذلك .
ثالثا : توطين اللاجئين الفلسطينيين وعددهم ستة ملايين لاجئ فلسطيني في الدول العربية المستضيفة لهم وهذا ما يسلب حقهم في العودة إلى ديارهم الأصلية في فلسطين التاريخية .
رابعا : ربط القضية الفلسطينية بحزب الله في لبنان من خلال بند تفكيك سلاح حزب الله وضمان سلامة إسرائيل من أي حرب أو إعتداء من حزب الله برغم أن الحزب مشغول في سوريا بجانب النظام .
خامسا : ربط القضية الفلسطينية أيضا بالملف النووي الإيراني من خلال البند الذي ينص على إنهاء المشروع النووي الإيراني رغم أن إيران ملتزمة بإتفاقية دولية مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي .
سادسا : إسرائيل تطلب من العرب بتثبيت حقهم في الجولان السوري مستغلتا عداوة بعض الأنظمة العربية لنظام بشار الأسد . وهذا ما يؤكد نية إسرائيل أيضا في تغييب القضية الفلسطينية من أدبيات الأنظمة العربية في هذا الطلب بالتحديد .
وحسب ما أراه أن المبادرة الإسرائيلية الأخيرة للعرب والفلسطينيين لا تحمل في طياتها إلا التلاعب في الألفاظ وخلط الأوراق وتشتيت القضية الفلسطينية بين الصراعات العربية العربية . وأيضا طمس الهوية الوطنية الفلسطينية بكل ما تعنية الكلمة .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح