كفلسطينيين .. مصر أولا .. ينهي الإنقسام

بقلم: طلال الشريف

ولا يعني ذلك أن فلسطين ثانيا بالمنظور الشوفيني بل يعني أن عمق المصير حينما نقف مع مصر الآن لتكون مصر أولا تصبح فلسطين أيضا أولا.
تعالو نفهمها كفلسطينيين في هذه الأثناء وفي هذه المرحلة الحساسة والدقيقة أن مصر أولا ينهي الإنقسام .. كيف
سأقف كوطني فلسطيني على مسافة واحدة من الرئيس عباس وحماس والنائب محمد دحلان أو التيار الإصلاحي.
مصر مركز الشرق الأوسط وكبيرة العرب ولها تاريخ أصيل وكبير بالقضية الفلسطينية ومنظمة التحرير منذ البدء وأي بدء في التاريخ فهو صحيح بيننا.
مصر قوة العرب والعدو الأول تاريخيا لإسرائيل سابقا وآنيا ولاحقا حسب موازين القوى والواقع وصراع الجغرافيا والتسلح والإقتصاد والمصالح بين الدول قبل الصراع العربي الإسرائيلي وبعده رغم معاهدة السلام وهذا فهم الإسرائيليين وهو صحيح ولا يحتاج لنقاش عاطفي أو تحريضي من مناظير حزبية أو جماعات سياسية عروبية أو إسلامية حين تؤكد إسرائيل فما الفائدة لمن ينفي ذلك
مكونان راسخان في السياسة المصرية أو مؤسستان عريقتان عميقتان هما الخارجية والجيش المصري وهما صرحان عظيمان في المنطقة وكانا على الدوام يصنعان تاريخ المنطقة من عهد الفراعنة أو ما قبل وحتى يومنا هذا.
مصر مستهدفة منذ القدم واليوم ودائما في الغزوات الممتدة عبر التاريخ القديم والحديث لعوامل عدة يعرفها القاصي والداني.
مصر الحديثة وفي الآن تتعرض لهجمة شرسة غير مسبوقة لتدميرها جيشا ودولة وشعب وتتصاعد الهجمة منذ سنوات دون رادع وهي في ضيق من حدودها الغربية والشرقية التي تحاذي قطاع غزة الفلسطيني وهذا همنا وإهتمامنا.
بعض الدول تلعب بورقة الانقسام وبورقة غزة كخاصرة للأمن المصري فتؤذي مصر وتؤذي فلسطين.
مصر في أزمتها الأمنية بحاجة للتنسيق والتفاهم والدفاع المشترك في الأمن والسياسة والإقتصاد مع من يسكنون ويحكمون ويؤثرون في قطاع غزة خاصة وفلسطين عامة للخروج من أزمتها الأمنية التي تخلق أو ستخلق أزمات سياسية وإقتصادية وعليه فمصر بحاجة للأطراف الثلاثة المتصارعة على القيادة في فلسطين و قطاع غزة بالذات.
ومادامت مصر بحاجة لفلسطين للوقاية من شر الحدود والأمن فلنضع في غياب حلول سريعة أو منظورة للمستقبل الفلسطيني في الصراع مع المحتل وهي دولة إسرائيل ونضع أولويتنا وتركيزنا الآن في أن تكون مصر أولا وليس لأن فلسطين ثانيا ولكن لأننا بهذه الإستراتيجية سنصل بالتأكيد لإنهاء الإنقسام الأخطر على قضية الشعب الفلسطيني ولأن مصر تحمل ملف المصالحة أصلا والآن أصبح بينها وبين حماس والتيار الإصلاحي علاقات في طريقها للتطوير أكثر وأكثر وقد تفهمت حماس بعد طول خلاف بأن لا مناص من العودة لتمتين العلاقة بمصر لمصلحة مصر وأمن مصر وأيضا لمصلحة حماس ليصبح بعد ذلك أيضا لمصلحة فلسطين وقطاع غزة.
التيار الإصلاحي والنائب دحلان توافق مع السياسة المصرية وفي إعتقادي لا يمانعون في مفهوم مصر أولا لحماية مصر وأولا أيضا لحماية فلسطين لأن مصر الآمنة قادرة أن تنهي الإنقسام بالتأكيد ومصر تحتاج الفلسطينيين الآن الذين إحتاجوها سابقا وحاليا وسيحتاجونها مستقبلا .
حماس توافقت مع الرغبة المصرية لمصلحة مصر ولمصلحة حماس لأن تخريب مصر أو ضياعها هو ضياع لحماس وإلا كيف تفتح مصر معها علاقات ويزورها وفود من قادة حماس باستمرار ووإنظروا كيف أنه لا يستطيع أحد من الغرب أو الشرق أو العرب الآخرين وحتى أميريكا أن ترفض السياسة المصرية تجاه حماس في حين يتهمها بعض من كان أصدقائها بالارهاب ولذلك لا فيتو على تطوير علاقة حماس مع مصر لأن مصر دولة أقليمية ذات ثقل كبير.
الرئيس عباس لم يدرك مصلحة مصر أو يدرك ولا يريد مساعدتها في الوقاية من الإرهاب والتهديدات الأمنية المتلاحقة فيقف عثرة في وجه كل محاولات الشرح والتفهيم بأن مصر في خطر ولا يجوز الإستمرار في الإنقسام والخلاف الفتحاوي الداخلي الذي كان يمنع حماس ودحلان للشراكة في المظلة المصرية لحماية مصر وفلسطين ولازال يعادي الرئيس هذا التحول على خلفية الخلاف السياسي أو التنظيمي ولكي لا يظهر الرئيس في صورة من لا يساعد مصر كما يراه الجمهور الفلسطيني والمصري بغض النظر عن المواقف النظرية في الإعلام.
من منا لا يرى ما جرى في العراق وسوريا وليبيا وكيف أثر ذلك على فلسطين والفلسطينيين كقضية ومصير فإن سقطت مصر وجيشها ودولتها فستسقط حماس وستسقط فتح وستسقط القضية الفلسطينية ولهذا في هذه المرحلة حبذا لو كانت مصر أولا عند كل الفرقاء الفلسطينيين مما يمكن الإخوة المصريين من إنهاء وسيقوى الموقف الفلسطيني في مواجهة الإحتلال والخلاص منه بالمفاوضات أو بالمقاومة أو بأي طريقة أخرى.
ولأني ذكرت في البدء أني سأقف بتحليلي هذا على مسافة واحدة من الرئيس عباس ومن حماس ومن التيار الإصلاحي والنائب دحلان أدعو الرئيس من جديد للإنضمام لما تراه القاهرة من رؤية في إنهاء الخلافات وإنهاء الإنقسام لأن في ذلك قوة لما ستواجهه القيادة الفلسطينية في المفاوضات والصفقات القادمة وهو خير لمصر ولفلسطين وللرئيس ولدحلان ولحماس ولنا كشعب فلسطيني بدل الضياع والتيه الذي ينتاب الجميع والذي سيبقى بمثابة ألغام تحت التراب فيما قد تصل إليه القيادة الفلسطينية من حلول لن يستطيع أحد فرضها علينا إلا بالتوافق والمصالحة والوحدة ومعنا مصر أولا وفلسطين أولا أيضا وكل يضع إعتباراته الثانوية جانبا لننجو من التهلكة... بإختصار توافقوا جميعا مع مصر ورؤيتها تحل قضاياها وقضايانا وتتغلب على مشكالها ومشاكلنا بعد أن أضعتم وقت طويل . 1772017م

د. طلال الشريف