كشف الجيش الإسرائيلي عن قيامه بتقديم "مساعدات" في جنوب سوريا، لجماعات معارضة سورية، ولكنها ليست المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش الاسرائيلي بتقديم العون للسوريين، فسبق أن اعترف بأن نحو 3000 مواطن سوري تلقوا العلاج الطبي في المستفشيات الإسرائيلية منذ اندلاع الأزمة السورية وبدء القتال في الأراضي السورية.
وكانت تقارير سورية وأجنبية ذكرت في الماضي أن إسرائيل زوّدت لسنوات وبشكل منتظم قوات المعارضة السورية المتواجدة قرب حدودها بالمال والغذاء إضافة إلى الوقود والمعدات الطبية. واعتبرت أنه بالفعل اسرائيل تدخلت وانخرطت وبشكل سري بالحرب في سوريا، رغم اعلانها أنها ليست طرفا في النزاع واعلان عدم رغبتها التدخل فيها.
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "في شهر حزيران/ يونيو من عام 2016 تمت إقامة مديريّة "حسن الجوار" في الفرقة 210 (الجولان)، الّتي تهدف الي تعميق المساعدة المدنيّة للمواطنين السوريين في هضبة الجولان السورية، مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخّل في القتال. وفي شهر آب من العام نفسه تمّ القيام بالعمليّة الأولى للمديريّة. منذ حينها وحتى اليوم، تمّ القيام بأكثر من 110 حملات مساعدة مختلفة".
وتابع الجيش الاسرائيلي إن القوات التي تقوم بالعمليات التشغيلية في المنطقة تقوم أيضًا بالمساعدة في نقل المعدات والحفاظ على الامن خلال العمليات الإنسانية التي تقودها مديرية "حسن الجوار"، المسؤولة عن عمليات التنسيق ومراقبة العمليات.
الحديث عن ما يقارب 200,000 مواطن سوري محلي من أصحاب الهوية المحلية الحورانية كما يقول الجيش السوري. وبحسبه تعيش نحو 400 عائلة في مخيمات قرب الجدار الحدودي الاسرائيلية السورية بين جانبي الجولان، والبقية بحسب الجيش الاسرائيلي، يعيشون في القرى او المناطق المفتوحة. نحو ثلث من السكان هم نازحون أو لاجئون، ونصفهم دون سن الثامنة عشر.
وزعم الجيش الإسرائيلي بأن تقديم المساعدة تتم وراء الحدود تتم لسببيْن. "الأول نابع من دافع الضمير الحي والأخلاقي - لا يستطيع الجيش الوقوف أمام المأزق الإنساني الصعب دون مساعدة الأبرياء الذين يحتاجون المساعدة. السبب الثاني هو أمني - يمكن للمساعدة بناء بيئة أقل عنفًا وراء الحدود، وعلاقات جوار حسنة تؤثر على الوضع الأمني".
وأوضح الجيش أنه يتم تقديم المساعدة على ثلاثة محاور:
1. المحور الطبي - إدخال مئات الأطفال من القرى المختلفة للعلاج اليومي في شمال البلاد، مساعدة في إقامة مركزيْن طبيّيْن في المنطقة، نقل الأدوية والمواد الطبية المتقدمة، استخدام النقاط الطبية العسكرية المحاذية للحدود لإقامة العيادات الميدانية.
2. محور البنى التحتية - نقل ما يقارب 260000 لتر من الوقود للتدفئة، وتفعيل آبار المياه وأفران المخابز، ونقل 7 مولدات كهربائية، وأنابيب المياه لترميم الشبكات، والمعدات التعليمية للمدارس في المنطقة.
3. محور المساعدات المدنية - نقل 40 طنًّا من الطحين للمخابز، وحوالي 225 طنًّا من الغذاء، و 12000 علبة حليب صناعي للأطفال "متيرنا"، و 1800 رزمة حفاظات، و 12 طنًّا من الأحذية، و 55 طنًّا من الملابس الدافئة.
وأشار الجيش الإسرائيلي الى أنه تتم معالجة أغلبية المرضى الذين يأتون لإسرائيل في المركز الطبي للجليل الغربي في مدينة نهاريا، ومستشفى "زيف" في صفد، وفي بقية المستشفيات، في شمال البلاد غالبًا.
وكان قد أشار مصدر عسكري إسرائيلي في حديث خاص لقناة i24news قبل أسبوعين أنه بما يخص الأنباء التي نشرت في السنوات الأخيرة عن تنسيق بين الجيش الإسرائيلي والتنظيمات المسلحة السورية قرب الحدود، فينفي ذلك ويؤكد فقط تقديم معونات طبية وانسانية للمصابين في الجانب السوري، ويقول إن هناك مستوى من التنسيق مع مؤسسات ومنظمات انسانية تنشط في الجانب السوري من الحدود، ولكن "لا يوجد تعاون بأي شكل من الأشكال"! ويضيف أن كل نشاط الجيش الإسرائيلي بالجانب الانساني يعنى بنقل المصابين الى المستشفيات الاسرائيلية لتلقي العلاج أو تقديم علاج في الحقل.