سياسة الغباء الإسرائيلي .

بقلم: وفيق زنداح


تمعن حكومة دولة الكيان باستمرار نهجها وتصعيدها لسياسة الغباء وخلط الأوراق التي تؤجج الصراع وتزيد من الاحتمالات .....وتدخل المنطقة إلي أتون حرب مفتوحة ليس لها حدود ....ولا يعرف نتائجها .
الدهاء والمكر وحتى الخبث الذي تتحلي به السياسة الإسرائيلية وما يعاونها ويساعدها في معادلة السياسة الدولية وحتى السياسة الإقليمية التي أصابها العطب والخلل والتباعد في ظل أزمة قومية تباعد بين الدول ....وتجعل من القطرية سياسة غالبة تحكم المواقف وتحدد السياسات في ظل حالة الضعف والانهيار بعد ما حدث من متغيرات إقليمية ما بعد ثورات الربيع العربي والتي ولدت قوي إرهابية انتشرت داخل المنطقة ووفرت أرضية سياسة وأمنية لكي تأخذ إسرائيل بسياسة الاستمرار في التمادي بمشروعها الاستيطاني التوسعي ...وحتى استمرار مشروعها التوراتي حول أحقيتهم الكاذبة في القدس والأقصى .
الكيان الإسرائيلي ومنذ نشأته على أنقاض شعبنا وما نتج عنه من تهجير أهلنا في الشتات والمنافي ومخيمات اللجوء .....وما زاد من قوة هذا الكيان الغاصب على أرضية الضعف العربي وغياب الضمير الدولي.... وغلبة المصالح على الحقوق والقوانين ....إلا أن الكيان الإسرائيلي لم ينعم منذ نشأته بالأمن والاستقرار رغم قوته العسكرية والدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة ...حتى أن استمرار عدوانه واحتلاله لباقي الأراضي الفلسطينية بالضفة وغزة والجولان السورية لم يحقق نظرية الأمن الإسرائيلي والتي طالما حلم بها جنرالاته وما كان يقال عبر عقود ماضية من أن أمن إسرائيل حيث تصل الدبابة والجندي الإسرائيلي وأن ساحة المعركة داخل أراضي العدو وليس داخل حدود الكيان .
دولة الكيان التي خاضت الكثير من الحروب العدوانية ما بعد حرب 48 وما قامت به من عدوان بالعام 56 من خلال العدوان الثلاثي ....وما تم في عدوان الخامس من حزيران 67 كلها حروب عدوانية نتج عنها احتلال أجزاء إضافية من الأراضي الفلسطينية والعربية ......الا أنها لم توفر نظرية الأمن الإسرائيلي .....ولم تحقق لجنرالات الحرب ما يمكن أن يكون نقطة لصالح الكيان .
إسرائيل لا زالت على احتلالها بل استمرت في امتدادها السرطاني الاستيطاني بنهب المزيد من الأراضي حتى وصلنا إلي نقطة الحقيقة التي تتجاهلها إسرائيل بإمكانية أن تكون الديمغرافيا قد تكون بداية لمواجهات مفتوحة قد لا تكون لصالح نظرية الأمن الإسرائيلي لكنها إمكانية وحيدة امام الشعب الفلسطيني في ظل تجاهل حقوقه والمساس بمقدساته .....وما يخطط وينفذ من إجراءات احتلالية تغيب الآمال ...وتعزز من الاحتلال.... وتجعل من المواجهة طريق لابد منه .
إسرائيل منذ تأسيسها كانت تحلم بالسلام مع العرب وكانت تتمني أن تحقق السلام والتطبيع والعلاقات مع الجيران إلا أنهم يريدون السلام مقابل السلام ....ولا يريدون الارض مقابل السلام مما أطال من عمر الاحتلال .
إسرائيل لا تريد السلام ...وتريد استمرار الاحتلال كما وتريد الاستيلاء على نصيب الأسد من أجزاء مختلفة لضمها إلي كيانها ...كما حالة هضبة الجولان والقدس وبعض مناطق نهر الأردن والطرق الالتفافية والأراضي التي تم الاستيلاء عليها بإقامة المستوطنات والجدار العنصري .
أي أنها تريد أن توسع كيانها باستيطان عشرات الآلاف من مستوطنيها وأن تعمل على محاصرتنا وقطع سبل حياتنا وحتى في أحسن الأحوال أرض دون سيادة ....ودولة فاقدة لمقومات الدولة الحقيقية ....وكأن إسرائيل تريد أن تعيش على حسابنا ....وأن يكون أقصي ما نمتلك حل اقتصادي يوفر لنا لقمة العيش وكهرباء تضيء ...ومياه نشرب منها..وأن لا يسمع صوتنا .
مفهوم حل لا تقبل به كافة الأجيال وعبر كافة المراحل ....لأن محاولة التلاعب بالأوراق وتجميل صورة الاحتلال ...وتعزيز وجوده ...وإنهاء مفهوم الدولة القومية والوطنية لشعبنا لن يمر ولن يكون بالإمكان تحقيقه مهما اشتدت وسائل الضغط والتلاعب الإسرائيلي.
إسرائيل تخطئ بحساباتها التكتيكية وحتى الإستراتيجية ولا تؤدي سياستها إلي تحقيق حلمها بالسلام والأمن والاستقرار في ظل استمرار الاحتلال والاستيطان وحالة الغباء السياسي الاسرائيلى المستند على قوة عسكرية ...وتحالف دولي لا يمكن الاعتماد عليه لعقود طويلة في ظل تقلبات دولية .
سياسة دولة الكيان المدمرة لكل أمال تحقيق تسوية سياسية ...وإدخال الصراع في دهاليز صراع ديني طالما حذرنا منه .
إسرائيل لم تمتلك قدرة القراءة الحقيقية للشعب الفلسطيني ومدي مقومات قوته .....وإيمانه بعدالة قضيته ...وإرادته القوية المصممة على الانتصار ....كما أن إسرائيل لا زالت عاجزة على قراءة استخلاصات التاريخ القديم والحديث والذي يدلل على أن ما يجري من عدوان واحتلال لن يكتب له الاستمرار وأن محاولات المساس بالقدس والمقدسات محاولة فاشلة ستنقلب على رأس من يخططون ....وستجعل منهم رموز الفشل السياسي لأنهم غير قارئين ....ولا مقدرين ...ولا عارفين ببواطن الأمور..... وقدسية الأقصى ومكانه القدس ....باعتبارهم مفاتيح الحل والتسوية .....ومن دونهم سيشتد الصراع .....وستزداد الأزمة... وسيكون الثمن المزيد من الدماء والأرواح التي تتحمله دولة الكيان .
الكاتب وفيق زنداح