من الصعب ان نستوعب وطنيا او سلوكيا ما نسمعه وما هو منقول عما يدور في الاجتماعات المغلقة للاطار الوطني الاول سواء في فتح او المجلس المركزي او غيره من اطر ، فاهدار الكرامة الوطنية ليس في السلوك السياسي وحالة الفشل التي لعبتها تلك القيادة في حياة الشعب الفلسطيني بل في سلوك انتهجه رئيس السلطة ليطعن كرامة هذه الاطر وشعائرها الوطنية .
يا لخيبة الشعب الفلسطيني وخيبه تتلوها خيبات ومهزلة تتبعها مهازل انحطاط وطني متواصل على طريق انهزام لمجمل الثقافة الوطنية وثقافة الحوار والاخلاق اذا انتزعت ممن يعتبروا قيادة لهذا الشعب وممثلين له، ما سمعناه في بيان الجبهة الشعبية عن المشادة الكلامية بين رئيس السلطة وممثل الجبهة الشعبية تخرج عن كل الاعراف والسلوك والاخلاق الوطنية وخاصة اذا صدرت من رئيس يتمتع برئاسة السلطة والمنظمة وكل السلطات الثلاث في حياة الشعب الفلسطيني المنكوب بقيادته قبل الاحتلال الان .
لا ادري ماذا اصف هذا السلوك اذا كانت مصطلحات الانحطاط والسفالة تصدر عن الرئيس وبحق انسان مناضل ومن فصيل له تاريخه ووزنه في الساحة الفلسطينية وتجربتها ، ممثل الجبهة الشعبية يعني الحكيم جورج حبش وتاريخه ووطنيته ويعني وديع حداد وثوريته ويعني ابو علي مصطفى واستشهاده ويعني سعدات واسره لوحة متكاملة لهذا الفصيل ، هل يمكن ان يصف أي احد تاريخ هذا الفصيل المشرف وممثليه بالسفلة ... وهل يقبل رئيس وتقبل هيبته ان يرد عليه ممثل الفصيل بالمثل .. وهل تقبل الاخلاق الوطنية ان يقوم حارس بالاعتداء على واجهة اعتبارية وسياسية وتنظيمية .... انها حالة عباس الفريدة من نوعها الذي صعد للرئاسة وثم اغتصبها بعد ذلك بالغش والخداع وسلوك زائف ادعى ايمانه بالمنظمة المؤسساتية ولم يخطر ببال احد ان المنظومة المؤسساتيه في قناعة السيد عباس هي المنظومة المؤسساتية لحالة نرجسية من الاستبداد والتفرد في القرار وحالة هيمنه وتشبيح حتى على الدوائر الضيقة المفروض ان تكون مسؤولة عن القرارات السياسية والوطنية .
شيء مرعب حقا وكأننا نسمع خلافات صبية في حارة اختلفوا على لعبة او كيد او غيظ ان يتحول المسؤولين عن القرار الوطني لهذا النموذج من الخلافات .
سابقا ذكرت بعض المصادر ان السيد عباس تطاول لفظيا على اكثر من عضو لجنة مركزية وصمتوا وكأن شيئا لم يكن ولسبب ان هؤلاء لا تربطهم بحركة فتح او الاطار الاول للحركة سوى مصالحهم وامتيازاتهم ولو استشعروا بمقدار كرامة القائد وعضو المركزية المرتبط بكرامة حركة وكرامة وطن لاستقالوا من مواقعهم او اقالوا رئيس الحركة بما اعطاهم اياه النظام من صلاحيات سواء في المركزية او الثوري .... ولان جميع حالات الاختراق السلوكي واللفظي مررت على اكثر من قائد في اكبر فصيل ، رسمت لوحة الديكتاتور الذي من حقه ان يسفه ويوبخ ويسفلن على من يريد .... ويغضب عما يريد ويقبل من يريد ويعلي من يريد ويخفض من يريد..... وربما كان ممثل الجبهة الشعبية في الاجتماع الاخير للقيادة الفلسطينية يختلف نموذجا وشكلا عن قيادات قبلت تسفيهها والغلط عليها سابقا ولذلك كان الرد منه قاسي وبالمثل من الوزن الثقيل للشتيمة وغابت الاعتبارية والهيبة ايضا .
اذا ماهي طبيعة الوحدة الوطنية التي يريدها عباس وما هي طبيعة حركة فتح التي يريدها ايضا واي دور للمجلس المركزي يريد اسئلة مهمة يجب الاجابة عليها من جوهر سلوكيات رئيس السلطة ، بالامس القريب تحدث نفس المشادات مع خالدة جرار ولانها سيدة كان الحياء في منتصف التعبيرات عندما قال لها عن مطالبها بوقف التنسيق الامني اجاب عشان خاطرك مش حوقفه تتخيلوا يرهن مصالح وطن بردود فعل وحالة شخصنة مرضية واين هي خالدة جرار الان ....عليك السلام يا وطن ولك السلام ... ومنك السلام.
اذا ما حدث ينقل صورة حقيقية لكيفية الهيمنة على اقدار الشعب الفلسطيني وثروته وخزانته وعلى قضيته ..... شيء مخجل ومخزي وكيف سيحترمكم الشعب وتحترمكم دول الاقليم وكيف يمكن ان يخشاكم الاحتلال ويخشى قراراتكم ...
سميح خلف