الانتهاكات الاسرائيلية بحق القدس ومقدساتها مستمرة

بقلم: حنا عيسى

الاستيطان

سعى الصهاينة إلى إغراق المدينة بالمستوطنين، وضرب ثلاثة أطواق استيطانية حولها، الأول يطوق منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والثاني يطوق الأحياء في القدس، والثالث يطوق القرى العربية المحيطة بالقدس، تم إنشاء عدد كبير من الأحياء الاستيطانية والمستوطنات على رؤوس التلال والأودية التي تسهل الدفاع عنها وعلى أنقاض ما هدم من احياء وقرى عربية، وما اغتصب من أراضي، ما حصر المقدسين في ساحات ضيقة ومطوقة.

فأقيم في الجهة الشمالية من القدس، حي أشكلول ملاصقا لحي الشيخ جراح ، وأقيم على جبل سكوبس ، والتلة الفرنسية حي شابيرا الاستيطاني ،إضافة إلى تجمع استيطاني كبير على جبل الزيتون ،وأخر باسم راموت على أراضي النبي صموئيل ،ومستوطنة باسم عتاروت على اراضي الرام وبيت حنيينا ،كما أقيم حيان على أراضي جبل المكبر ،وثالث باسم جيلا على أراضي بيت صفافا ،ثم عاد الصهاينة لإقامة حيين استيطانيين على أراضي الشيخ جراح ، وعلى القسم الأوسط من جبل المشارف وهكذا .

جدار الضم والتوسع/ جدار الفصل العنصري

في نيسان 2002 اعتمدت الحكومة الإسرائيلية خطة إنشاء الجدار الفاصل في الضفة الغربية والقدس، وفي حزيران من العام نفسه، بدأت إسرائيل في تطبيق المرحلة الأولى من بناء الجدار الفاصل داخل الضفة الغربية، وتمضي قوات الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء هذا الجدار الذي يمتد من شمال إلى جنوب الضفة الغربية وحول القدس.

يبلغ الطول الإجمالي للجدار ما يزيد على 755 كم، أي أكثر من ضعفي طول الخط الأخضر لعام 1967 البالغ 320كم ، ويتراوح متوسط عرض الجدار ما بين 60 – 80 متراً، آخذاً في رحلته أشكالاً والتواءات معقدة، ففي مناطق، يتكون الجدار من الأسمنت بارتفاع 8 أمتار تنتشر على طوله أبراج المراقبة، وفي أماكن أخرى يتكون الجدار من سلسلة من الأسيجة بعضها مكهرب، وتشتمل في أماكن أخرى على خنادق، و شوارع، وأسلاك شائكة،وكاميرات، وطرق لإقتفاء  آثار الأقدام، وفي بيت لحم يتكون من السياج المكهرب و مناطق عزل ومجسات وخنادق وأسلاك شائكة و شارع التفافي، وذلك لعزل المدينة تماما عن الضفة الغربية.

المــياه

عملت دولة الاحتلال منذ بداية تنفيذ مخططاتها الاحتلالية على السيطرة على المياه في فلسطين، فقامت باحتلال كل المناطق التي فيها منابع المياه السطحية أو مصادر المياه الجوفية.

هدم المنازل

تقوم سلطة الاحتلال الاسرائيلي بهدم البيوت في مدينة القدس والمنشآت التجارية و"البركسات" بحجج وهمية على اعتبار أن هذه البيوت بُنيت بدون تراخيص، ولكن تستخدم دولة الاحتلال هذه الاجراءات التعسفية بحق المقدسيين من أجل تضيق الخناق عليهم وافراغ المدينة من أهلها و لتغير واقعها الديمغرافي،

الانتهاكات بحق المقدسات:

 تشهد الانتهاكات بحق المقدسات في القدس منحى متصاعد للانتهاكات التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية، على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، والتي بلغت مئات الانتهاكات في سنوات خمس الأخيرة، واعظم هذه الانتهاكات كانت طلب السيادة على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وكل ذلك يأتي بحجة بناء الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الأقصى.

الاعتقال

أن الأسرى المقدسيين يعانون أكثر مما يعانيه باقي الأسرى، فهم ليسوا بمعزل عن باقي الأسرى، وإن كانت إدارة السجون تعمل أحياناً لعزلهم وتجميعهم بأقسام لوحدهم، وهذا الإجراء يواجه بالرفض والإحتجاج من كافة الأسرى، وأن الإحتلال الإسرائيلي استخدم ولا زال يستخدم الوسائل الأكثر دماراً ودموية دون مراعاة للجنس أو العمر، ودون تمييز ما بين سكان الضفة أو القطاع أو القدس، فالكل مستهدف.

أن الاعتقالات التي شنتها ولازالت قوات الاحتلال لم تستثنِ أحداً، فلم تقتصر على فئة عمرية معينة أو شريحة محددة، حيث طالت رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً، أمهات وزوجات، كما وطالت أطباء ومحامين وطلاب، إلخ، ولم يبقَ هناك عائلة في فلسطين إلا و اعتقل أحد أبنائها، بل وطالت الاعتقالات في بعض الأحيان عائلات بأكملها، أن معظم تلك الاعتقالات تتم في ساعات الليل، من خلال اقتحام المنازل وتفتيشها بعنجهية واتلاف وتخريب محتوياتها ، بالإضافة إلى تحويل المعابر الحدودية والداخلية والحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة على الطرقات ومداخل المخيمات والمدن إلى كمائن لاصطياد المواطنين .

الحفريات أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى الشريف

تتسارع الحفريات أسفل البلدة القديمة باتجاه المسجد الأقصى المبارك من كافة الجهات للعديد من الأسباب أهمها : الأول يتعلق بالكشف عن حائط البراق و إظهاره كاملا ما يعني إزالة جميع الأبنية الملاصقة له، والحفر إلى جانبه لتبيان حجارته الأساسية.

أما الثاني، فيتعلق بالبحث عن بقايا الهيكل الذي يزعم الصهاينة أن المسجد الأقصى يقوم فوقها.

كان الحجم الظاهر من حائط البراق عندما احتل الصهاينة القدس لا يتعدى الثلاثين ياردة، أما الهدف الذي أعلن عنه عام تسعة وستين، فهو كشف مائتي ياردة و أكثر، علما أن حجم ماكان قد كشف آنذاك بلغ ثمانين ياردة، وهو ما أنجزته الحفريات التي تمت عند الحائط الغربي، أما عند الحائط الجنوبي، فجرت حفريات أشرف عليها البروفسور بنيامين مزار، وتابعها موشيه دايان وزير الحرب آنذاك، وهو صرح عام واحد وسبعين بأنه يجب استمرار الحفر حتى الكشف الكامل عن الهيكل الثاني، وإعادة ترميمه على حد قوله.

بقلم/ د. حنا عيسى