بعد اسبوعين من عملية باب الاسباط وما قامت به اسرائيل من اجراءات لفرض هيمنتها على المسجد الاقصى وساحاته وابوابه مستغلة تلك العملية بمنظورها الامني الاحتلالي الخاص، كان الرد العنيف من المقدسيين والشعب الفلسطيني بعدم تمكين الإسرائيليين بما طمحوا له من تهويد، كان قرار الشعب الفلسطيني بعيدا عن قرار قيادته الذي تأخر كثيرا عن مجريات الاحداث ومعطياتها ودفع الفلسطينيين كالعادة الشهيد تلو الشهيد، واقام المسلمون صلاتهم بمشاركة اخوتهم المسيحيين في طرقات المدينة وعلى مقربة من بوابات المسجد الاقصى ، وبرغم الاجتماعات الدائمة لمجلس الامن المصغر الاسرائيلي التي رفض ازالة البوابات الالكترونية ، الا ان التقارير الامنية الاسرائيلية حذرت حكومة نتنياهو من الاستمرار في عنادها كما كان موقف المخابرات الامريكية والادارة الامريكية ، فمنذ احداث النفق لم تتحدث التقارير عن خطورة الوضع القائم في القدس على اسرائيل بحد ذاتها اذا تفجر البركان الشعبي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ويعني ذلك تجاوز قيادته وانبثاق قيادة جديدة من الشارع الفلسطيني ومن خطوط المواجهة وهذا مالم تريده اسرائيل والسلطة ايضا التي هي مرتبطة بما يسمى مشروع السلام والذي استخدمته اسرائيل زمنيا لتكريس احتلالها والقيام بعدة اجراءات وقوانين لتهويد المسجد الاقصى وبالحد الأدنى اقتسامه زمانيا ومكانيا ومن ثم اقتناص الظروف المناخية لإقامة الهيكل في احد باحات المسجد الاقصى ، فمنذ يوم اطلعت على فيديو مسجل لمعلمة في حوارها مع تلاميذها داخل الفصل اعرب التلاميذ اليهود عن استبشارهم بإقامة الهيكل في الوقت القريب جدا .. اما نظرتهم للفلسطينيين فانهم على حد قولهم لا بد من قتلهم وقتل اطفالهم .. في حين تطالب الحكومة الاسرائيلية وتطالب امريكا السلطة بأخذ اجراءات اكثر شدة بحق المحرضين على الاحتلال وما يسمى دولة اسرائيل ...
بعد مضي اسبوع من عملية باب الاسباط قطع الرئيس الفلسطيني زيارته واعلن عن اجتماع دائم للقيادة الفلسطينية ، استشعرت القيادة الفلسطينية ان البساط يسحب من تحت ارجلها وتم تجاوزها بخصوص ازمة الاقصى على المستوى الاقليمي والدولي وهذا يعطي مؤشرا سياسيا يهدد وجود السلطة ومسؤولياتها الوطنية وبرنامجها ايضا هذا من ناحية اما من ناحية ثانية فان تصاعد التمرد والغضب الشعبي الفلسطيني في القدس والضفة ايضا وتطور المواجهة الغير مسيطر عليها من قبل الفصائل قد تضعها في موقف حرج شعبيا وتمثيلا ايضا ويدفع بالجماهير لتنظيم نفسها في لجان شعبية على غرار الانتفاضة الاولى والذي لا يمكن الاستبعاد لظهور مقاومة مسلحة ايضا وهذا ليس في مصلحة السلطة وليس في مصلحة الاحتلال .
قرار السلطة بوقف التنسيق الامني قرار له ما بعده اذا لم تقدم حركة فتح وفصائل منظمة التحرير والقوى الاسلامية ما يغذي نزعة المقاومة والصمود لدى المقدسيين والشعب الفلسطيني ، وقد تكون الاجهزة الامنية الفلسطينية في موقف تحسد عليه اذا تطورت المواجهة مع الاحتلال بعيدا عن ارادة فتح والفصائل والسلطة .
قرار النفير العام الذي اتخذته فتح والفصائل بالهبة الشعبية والصلاة في الميادين هو تمشيا مع التقارير الامنية التي تحذر فتبقى حالة النفير مسيطر عليها ميدانيا وسياسيا لتلبية اهداف سياسية محددة والتي تتلخص برفض البوابات وكاميرات المسح الضوئي وعودة الامور لما قبل 1472017 وهي اهداف قزمية قاتلة لإرادة الشعب وهبته ليس من اجل تلك الاهداف بل من حالة احتلال دائم للأقصى والقدس فلا يمكن ان يكون الاقصى هو فلسطين او فلسطين هي الاقصى بل الاقصى ايقونة مهمة في رحلة التحرر ورحيل الاحتلال وعودة الشعب الفلسطيني لأراضيه وممتلكاته.
اذكر هنا ما صرح به امين سر حركة فتح رجوب بأحقية اليهود بحائط البراق وهذا يتنافى مع الاصول التاريخية والوطنية ويتنافى مع قرار منظمة اليونسكو الاخير ، فهل هذا يعني وبدون ان تنفي حركة فتح هذا القرار وهذه المشروعية على لسان امين سرها تبقى قضية الاحتواء لصرخة القدس والهبة الشعبية ماثلة امام اعيننا كما تم احتواء الانتفاضة الاولى لصالح مشروع اوسلو والانتفاضة الثانية واحتوائها والتخلص من تيار عرفات وابو جهاد ليكون التنسيق الامني مقدسا والذهاب نحو وهم السلام ، اما ما اعلنته قيادة فتح عن نيتها التوجه 28 منظمة دولية ، سمعنا هذا كثيرا منذ اعوام مضت .. اذا لكي تكون قيادة فتح تتمتع بمصداقية فالأرض هي التي تتحدث والارض هي التي تفعل والارض هي التي تصيغ المعادلات وتفرضها اقليميا ودوليا وليس العكس .
مركزية فتح تدعو للتصعيد الشعبي والصلاة في الميادين والتوجه للمؤسسات الدولية....ما زالت قيادة فتح مكبلة ببرنامج له خطوط حمر ولم تتجاوزه رجوعا للمستو ى والتجربة الفتحاوية الخالدة مؤسسة حرب الشعب والكفاح المسلح ما يحدث في ساحة باب الاسباط وبوابات الاقصى جرم اكبر من خطر البوابات الإلكترونية من حفريات وقلع اشجار وجسور وكاميرات مسح ضوئي تعري الاجسام عن اي انتصارات وبطولات تتحدثون وتتصارعون عليها.. مازال مشوار شعبنا طويل ولا نعول الا على شعبنا في بيت المقدس.
وهنا ادعو النائب والقيادي دحلان وابو مازن للقاء عاجل واخوة في حماس والجهاد والشعبية وكل الفصائل ئتف وطني وتشكيل جبهة انقاذ وطني وتبني برنامج المقاومة الشعبية الشاملة ،أسقاط مشروع الاحتلال ذو العلاقة بمشاريع اقليمية الوقت يحتمل التأجيل والمراوغة وان لم تفعلوا فسيدينكم شعبنا اجياله والتاريخ . ومعركة الاقصى يجب ان لا تنتهي بالبوابات بل بتحرير القدس فالحرم ليس كل القدس والقدس ليست كل الضفة .... فمعركتنا من اجل القدس تعني المضي قدما لكنس الاستيطان ورحيل الاحتلال واقامة الدولة المرحلية على ارض الضفة وغزة .
وفي النهاية اطالب السيد عباس بإلغاء اوسلو فورا واعلان الدولة وعاصمتها القدس تحت الاحتلال وتشكيل حكومة في المنفى بعد عقد مجلس وطني بكافة القوى الفلسطينية في الخارج او في غزة والاخذ بالاعتبار البعد الدولي والاقليمي والوطني لهذا الاعلان
ملاحظة قرار المحكمة اوروبية بوصف حماس بارهاب يتناقض مع مشروعية الشعوب لمقاومة احتلال ويتناقض مع القوانين واللوائح والنصوص الدولية ولذلك هذا القرار لن يستطيع اختراق تلك المشروعية فحماس حركة مقاومة وطنية لها فكرها وتلتقي مع القوى الوطنية اخرى في الغاية وهي جزء اصيل من نسيج الشعب الفلسطيني.
سميح خلف