من هم ؟ إنهم أبناء يهودا إبن يعقوب . ولماذا يتجولون في شوارع القدس ؟ لأنهم لا زالوا يعتقدون أنهم شعب الله المختار . وأنها أرض الميعاد . يتمسكون في زمن الأنبياء والعهد القديم . إذا فالمعركة بالنسبة لهم عقائدية بإمتياز . ويبحثون ليلا نهارا في شريعتهم للحصول على دلائل الخلاص . وهذا ما يجعل من الأمر أكثر خطورة . ماذا نحن أصحاب الحق فاعلون . وخاصة أن الله بين لنا في آياته الكريمة أنه غاضب عليهم بعد أن كذبوا الأنبياء وجادلوهم وقتلوا بعضهم . وفي سورة الفاتحة التي نقرأها في كل يوم سبعة عشرة مرة في الصلاواة المفروضة "غير المغضوب عليهم" فكيف لا ندرك خطورة الأمر .
بعد إنتصار المقدسيين في معركة الحواجز والبوابات الإلكترونية لا زالوا اليهود يتجولون في شوارع مدينة القدس . لأن معركتنا الحقيقية لن تنتهي بعد . ورغم فرحتنا الكبيرة في إنتصار إرادة
أهل القدس على المغتصب إلا أننا لا زلنا نرى قطعان اليهود يتجولون في شوارع مدينة القدس الشريف . هناك شيئ مهم جدا يجب أن يعرفه الجميع . إن الإنتصار الحقيقي والجوهري في قضيتنا العادلة هو أن ننتصر على أهوائنا الشخصية ومصالحنا الحزبية وأجند تنا الخارجية . ونبحث في شريعتنا الإسلامية كما هم يبحثون . وسأطرح السؤال عليكم مرة ثانية .
لماذا اليهود يتجولون في شوارع القدس ؟؟ وإسمحو لي أن أجيب الإجابة بكل قسوة وصراحة ووضوح . لأن صواريخ المقاومة في غزة لا تعرف طريق القدس . لأن دولة غزة على خلاف دائم مع دولة رام الله . لأن الفساد ينتشر في شوارع الوطن وفي أدبيات المواطن . لأن أحزابنا السياسية والسيادية تفقد الواقعية والمصداقية ويتفاخرون بالشعارات والهتافات والأغاني الوطنية .
لأن الفقر والبطالة حدث ولا حرج . لأن البغضة والكراهية والحسد بين الناس حدث ولا حرج . لأن التعصب الحزبي ينهش حبل الوريد بين الإخوة وذوي القربى وذوي النسب والجيران .
لأن راياتنا كثيرة وقليلا ما نرى علم فلسطين . لأن أحزابنا كثيرة رغم تحريم الاحزاب والجماعات في نصوص القرآن الكريم . لأننا نحكم بالقوانين الوضعية ولا نحكم بشريعة الله . لأننا نتحدث عن العدل ولا نراه . لأننا نحترم الغني ولا نحترم الفقير . لأننا لا زلنا نترعرع في وطن الإنقسام . فيجب أن نحاسب أنفسنا ونطهر قلوبنا قبل أن نبحث عن حقوقنا "لا يغير الله في قوم حتى يغيروا في أنفسهم" فلا بد أن ندرك حقيقة واضحة وهي أننا لا نستطيع تحرير مقدساتنا قبل أن نحرر أنفسنا من لعنة الإنقسام . فلا يجوز أن نشيد أبراجنا على أسس وقواعد مخلخلة هشة لا تحتمل البقاء . وإذا إستمر حالنا على ما هو عليه من إنحلال وضياع بلا بد أن نرى اليهود يتجولون في شوارع مدينة القدس في الصباح والمساء .
بقلم/ أشرف صالح