المرجعيات الدينية: محور معركة القدس يتركز حول السيادة لمن

أكد المرجعيات الدينية في القدس المحتلة، اليوم الخميس، على أن محور المعركة المفصلية مع الاحتلال الإسرائيلي، هي لمن السيادة في القدس، هل للفلسطينيين أو للإسرائيليين؟

وشدد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس عكرمة صبري، خلال المؤتمر ، الذي عُقد في استديوهات "بال ميديا" بعنوان "الأقصى بين الانتصار والاقتحامات"،  على ضرورة حسم السيادة لمن في القدس؛ مؤكدًا أن الأقصى بحاجة لمتابعة يومية وليست موسمية، لما يحدث به من اعتداءات.

وأضاف صبري : "حتى يؤكد الاحتلال أن السيادة له في المدينة المُقدسة، وضع مجسات وجسور وأبواب إلكترونية، واضطر لإزالتها للإعلان أن السيادة للمسلمين، بعد انتفاضة شعبنا في وجهه على مدار "14يومًا".

وتابع : "خمس وزراء في الحكومة الإسرائيلية يدعون أن السيادة للإسرائيليين؛ لكن انتفاضة شعبنا في وحدته عكس ذلك؛ فشعر وادرك أن الأقصى للمسلمين، ويوم السابع والعشرين من يوليو الماضي "انتفاضة نحو 100ألف فلسطيني"، كان إعلانًا عن إسلامية المسجد، ولا علاقة لليهود به، وهذا ما اثبتته من قبل منظمة "اليونسكو".

ولفت صبري، إلى أن المعركة مع الاحتلال لم تنتهي بعد؛ مُضيفًا : "هناك رواسب قديمة سابقة لا بد من معالجتها، منها :الاقتحامات، تحديد الأعمار، وسياسة الإبعاد"؛ والمرجعيات الدينية مع نفس الشعب الشجاع لا بد من معالجة الأمور.

انتصار جزئي

أما، مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، فأكد أن ما حدث في المسجد الأقصى، هو انتصار جزئي، لأن الاحتلال ما زال قائمًا ولم يُزال؛ مُشيدًا بوحدة شعبنا بكل مكوناته التي تجلت، وقالت بصوت واحد "لن نسمح للاحتلال بخدش عقيدتنا والهيمنة على مسجدنا".

ولفت ، إلى أن الاحتلال لا يريد لذلك الانتصار أن يتم، ويمارس ضغوطات على حراس الأقصى وموظفين الأوقاف، ويُنكل بهم، لتغيير الواقع؛ مُعبرًا عن رفضه لتلك الإجراءات داخل وخارج المسجد وعند مداخله.

وشدد على أنهم يراهنون على همة شعبنا العالية، في ظل زياد أعداد المُصلين في صلاتي المغرب والعشاء، "فالسابق كنا نجد الحراس فقط وعدد قليل، اليوم الألاف يتواجدون، وندعو للمزيد من العائلات والأفراد وكل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى".

وتابع الكسواني: "نحن في مرحلة جديدة لنستكمل ما وصلنا له، وننظر بفخر نحن في الأقصى عندما نجد سوى الحراس، واليوم ألاف".

ونوه إلى أن هناك برنامج سيوضع من قبل الأوقاف، لإبقاء الهمة العالية متواجدة داخل الأقصى؛ داعيًا لشد الرحال له للدلالة على عقيدته، والاحتشاد في أي وقت للصلاة هو بمثابة تبديد لكل المخططات التهويدية، والتي يعمل عليها الاحتلال منذ 67؛ "فشعبنا توحد نحو الأقصى، ففشلت البوابات وستفشل أي مخططات تستهدف الأقصى".

وشدد الكسواني، على أهمية دعم الشارع المقدسي للمرجعيات الدينية ووقوفه خلفها، ودعم توجه الأوقاف الإسلامية؛ مؤكدًا أن شعبنا يعي المرحلة، وعلى العالم أن يعمل معنا للحفاظ على المسجد الأقصى. 

تفعيل القضية دوليًا

بدوره، أشار مُمثل منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين أحمد الرويضي، إلى أن انتصار القدس أعاد تفعيل قضية المسجد الأقصى على كافة المستويات، خاصة الدولي.

وقالت الرويضي : إنّ"اجتماعات دولية وعربية عُقد على مستويات مُختلفة، وتحرك الجميع على أساس القُدس مُحتلة، في أعقاب ما حدث؛ كما تحركت مشاريع تنموية، وزاد البُعد الإعلامي، ولا بد أن يبقى هذا البُعد حاضرًا لتبقى قضية الأقصى في الصدارة؛ كما كان هناك تركيز على قضية الاعتقالات التي وقعت، والتي وصلت لحوالي (55مُعتقلاً)..".

وشدد على ضرورة البقاء خلف مرجعيات القدس، تحديدًا في مسألة البقاء على الوضع التاريخي، ومنع موضوع تحيد الأعمار التي تدخل للصلاة أيام الجُمعة، وإنهاء التواجد الأمني الكثيف الذي يُعطل دخول الناس للأقصى.

فتح ملفات قديمة

رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى المبارك، ناجح بكيرات، أكد أن المسجد الأقصى مهم جدًا، وأي ضياع لقضية القدس هو ضياع للقضية الفلسطينية، بالتالي لا بد أن يبقى الأقصى حاضرًا لدى الدول العربية والإسلامية والمستوى الفلسطيني؛ داعيًا كل من يستطع الوصول له القدوم.

وقال بكيرات : "نحن انتصار وهذا انجاز، لكن الإنسان يتعرض يوميًا من قبل الاحتلال لانتقام واعتقال وابعاد ومنع من الصلاة والتنقل..، دون أن يفهم العالم أن المقدسي يتعرض لهجمة انتقامية، وصلت لوجود أكثر من مُعتقل في العائلة المقدسية الواحدة"؛ لافتًا إلى أن الاحتلال يريد افساد الحياة بالقدس

ونوه إلى أن الأحداث الأخيرة، فتحت ملفات قديمة مُهمة، وبدأنا بالتوسع لاستعادة البراق؛ مُشددًا على أهمية البناء على انجاز صغير، ليوصلنا لإنجاز كبير، وهذا لن يتحقق إلا بالوحدة الوطنية. ودعم المستوى السياسي الفلسطيني والأردني والإسلامي والعربي.

فتح الملفات القديمة هي قضية مهمة ومركزية، بدأنا نتوسع لنعيد البراق، البناء على انجاز صغير سيوصلنا لبناء كبير، لن يتحقق إلا بحالة تحقيق الوحدة، ودعم المستوى السياسي والأردني، والإسلامي والعربي.

 

المصدر: القدس المحتلة - تغطية| وكالة قدس نت للأنباء -