صداقة ....
صديق قديم...
التقيته صدفة...
في شوارع عمان البلد...
كان اللقاء مفاجىء لنا الاثنين...
كنت ابحث عن أشياء تقليدية...
واما هو كان يحاول إستعادة ذاكرة المدينة...
دعوته للجلوس في مقهى يتوسط الناصية...
علني استعيد وإياه ذكريات زمن مضى...
بث لي حزنه العميق...
إنه لازال يسكن في اعماقه أفكار....
لم يستطع الإفصاح عنها...
ويترقب تغير المناخ....
كي تتبلور...
لازال يشعر بروح الشباب...
رغم انتصاف عقده السابع...
قاطع حديثنا النادل....
مرحبا بنا..
مستمعا لطلبنا...
كوبين من الشاي بالنعناع...
مردفا أن الأجواء اليوم ساخنة...
والرطوبة مرتفعة...
ظنا منه أننا ضجرين من المناخ...
اجبناه معلش يبقى جو عمان...
حنون جميل...
لما يفجر فينا من ذكريات جميلة...
حين كنا نتلمس خطواتنا الاؤلى...
انصرف النادل...
وعدنا إلى تلك الأيام...
التي اعقبت نكسة حزيران...
وحولتنا إلى نازحين في ضواحي عمان....
ونقاء النفوس...
التي كانت تخفف علينا ...
مأساة النزوح...
وما تلا ها من نشاطات...
ثقافية...رياضية..
سياسية... حزبية... فصائلية...
صادرت فتوتنا وشبابنا....
تذكرنا زيارتنا لساحة الأمانة...
عقب معركة الكرامة...
ومشاهدة الدبابات الإسرائيلية المعطوبة....
ومسجد الحسين وتشييع جثامين الشهداء...
من الفدائيين ومن بواسل الجيش العربي...
كانت ذكريات جميلة ..
لازالت الذاكرة تختزنها....
لازال صديقي على العهد...
ولازال يحزنه ...
ما يختزن من افكار...
في اعماقة ...
لم يجد المناخ المناسب لاخراجها...
د.عبدالرحيم جاموس
الرياض فجر 6 آب 2017م