فلسطين أرض لنا ..... لانقصد جغرافيا..... إنما قصدنا التاريخ..... لم نقصد الفيزياء إنما قصدنا كيمياء جيناتنا وجيناتها لا فرق بينهما ... فعلى الذي يتوشح عقله وغير ذلك فهو حتما مغفل ولا يمت للواقع بأي صلة ..... عشق الوطن يسري بعروقنا مسرى الدم يمكث بنا كالروح الوطن ضحى من أجله كل انسان من الطفل حتى الكهل من الرجل حتى المرأة .... المرأة الفلسطينية التي ادركت معناه ففاض عطائها فكانت أم الشهيد وأخته وزوجته وأم الاسير واخته وزوجته لم يحد هذا من عطائها إنما قدمت نفسها شهيدة وجريحة واسيرة ...... هذه الارض وهذا الشعب والإرادة التي تصنع المعجزات كان شعب الحجارة أصبح شعب السكين من أجلك يا فلسطين سنبقى ندافع فإيماننا بتحرير الارض والانسان لا حياد عنه وان اردت ان تكون فلسطينيا معناه ان تعتاد الموت ان تقدم طلب انتساب الى دم غسان كنفاني وها نحن نقدم كما قدم غسان وامثاله من كوادر الشعب الفلسطيني بمختلف ميزاته بعد خمس عشر عام اطلت سيدة من سيدات الوطن وعانقت الحرية وتنسمت هواء الوطن من جديد اكبر برهان وتصميم على اننا قادرون على ان نتحدى السجان والمحتل لآخر لحظة عميدة الاسيرات الفلسطينيات تخرج بعد ان انهت محكوميتها التي تجاوزت الخمس عشر عاما لينا بقامتك التي تشبه قامة سنديان الوطن بجرأتك وثباتك واصرارك وصمودك انت مثلا نحتذي به ووسام على جبين كل امرأة عربية حرة التهمة يا لبؤة فلسطين بانك ساعدتي المقاومة الحرة الشريفة ومن اجل ذلك تم اسرك هذا نعلمه علم اليقين وعلى الوطن لا نختلف كلنا بعشقه سواسية على ضفاف الحياة وقف بنا الأمل اجتحنا بكل قوانا لكي نثبت وجودنا على الارض صراع الحق وصراع الوجود علينا ان نؤمن بنفسنا قبل ايماننا بالأخر ان نصبح نتدارك الاشياء الحياتية ونطمح ان نستعيد المسلوب ونصارع المحتل ونقبض على الجمر هذا ما كان علينا فعله نعم لم يتوانا احد من افراد الارض واخوة النضال والمؤمنين بحق التحرير ودحر المحتل وان نهزمه مهما حيينا فترة لو بالقليلة نتقاعس بها سيجرف هذا البركان ماضينا وحاضرنا ويقضي على مستقبلنا برغم مرارة السنين الماضية والمطبات التي لم نتداركها حتى هذا الحين لكننا نحن صامدين وقادرين على ان نمضي للأمام الشهيد ستبقى روحه منارة تضيء درب الوطن لنا والجريح سيبقى قدوة نحتذي به ونداوي قهرنا من عزيمة ارادته الاسير سيبقى الهدف الاسمى والاكبر والاهم ومن بعده الارض حرية الانسان تكمن في حرية الارض والعكس ولا يختلف على ذلك عاقل الصراع بينا وبينهم ليس صراع جغرافي انما صراع وجود نحن صراعنا ليس على مساحة جغرافية ايهما سيأخذ القطعة الاكبر لا بل صراعنا نحن ام هم الارض لا تتسع لصاحب حق ومغتصب الحق الفلسطيني ما بين الشهيد والجريح نرى الاسير الذي للان يقبع خلف قضبانهم من كافة كوادر الأرض من الكهل للطفل من الأم للولد ها هو المحتل يصنع من عنجهية سور ويختبئ خلف جداره ويكتب عليه دولة اسرائيل ويسن لها القوانين وعلى مبدا قانونه الساقط يسرق اجمل ايام عمر رجالنا ونسائنا واطفالنا ومثل حي يجتاح فضاء الحياة وسماء الكون السيدة لينا الجربوني ما بين الوطن والانسان امرأة بصمود الشجعان عميدة الاسيرات اخت الرجال تتنسم هواء فلسطين وترى النجوم دون القضبان ولدت الاسيرة لينا احمد الجربوني في الاول من نوفمبر تشرين الثاني في قرية عرابة البطوف بمدينة عكا المحتلة انهت الاسيرة مرحلة تعليمها الثانوي في عام 1992 الا انها لم تكمل تعليمها الجامعي اعتقلت الجربوني من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في 18 ابريل نيسان 2002 وحكم عليها بالسجن مدة 17 عاما بتهمة تقديم المساعدة لفصائل المقاومة في تنفيذ عمليات فدائية ضد اهداف للاحتلال والانتماء لحركة الجهاد الاسلامي انتفاضة الاقصى هي ميلاد الثورة في قلب لينا في وقتها بدأت بمساندة اخوتها في جنين فانكشف امرها حين اجتاح شارون الضفة الغربية بعملية اسماها آنذاك بعملية السور الواقي فتم اعتقالها واحالتها للتحقيق وعلى ما ادلته لينا وفي اثناء التحقيق طلب الحاكم منها ان تعتذر فرفضت قال لها قولي بأنك متأسفة عما فعلته قالت لا لست متأسفة ... قال لها سأحكمك ردت قائلة أنت لا تحكم فالذي يحكمني واحد هذا الثبات والإيمان والقوة والشجاعة في سمو حضرة الفلسطينية عملاقة الكيان ....... رفض الاحتلال اطلاق سراح الجربوني رغم ادراج اسمها في عدة صفقات لتبادل الاسرى في هذه الصفقة كانت ضربة وجدانية للأسيرة الجربوني حيث كانت متهيئة نفسها مع اخواتها لتخرج وكان من المقرر تبييض السجون اي يعني لن تبقى اسيرة هنا لم يدرج اسم الاسيرة الجربوني في صفقة وفاء الاحرار مما ادى الى صدمة كانت الاسيرة الصديقة لها قاهرة السعدي وهي الاخيرة التي اخرجت من السجن بالقوة كانت متمسكة بأختها الصديقة لينا لا تريد تركها مشهد مؤلم لكن لماذا هنا الشيء المؤسف حقا حيث كانت كلمات لينا لقاهرة لا تنسيني قولي لهم بأنني فلسطينية بأنني ساعدت بناتهم وكنت معهم المساندة والمناضلة لماذا السؤال موجه للفصائل واخص الفصائل التي كانت تتفاوض اهل لم يدرج اسم الجربوني لأنها من اراضي 1948من الداخل هنا التمييز الذي دفع من عمر المناضلة ست سنوات لتنهي محكوميتها وتخرج ام من حكومة الاحتلال التي رات بانها مواطنة وخالفت قوانين دولتهم المزعومة لينا ما بين التمييز وبين عدوها دفعت ضريبة ليس لها ذنب بها سوى بانها فلسطينية مناضلة مقاومة والذي حصل لها بموقف التبادل جريمة لا تغتفر في عالم الانسانية الفلسطينية حين اقرأ هذا الموقف اتذكر ما قرأته في كتاب القوقعة موقف محمود مصطفى وهو المسيحي السوري حين اتهم بانه من الاخوان فقال لهم انا ملحد فوضعوه في السجن مع الاخوان وكان بنظر الإخوان كافر وضعوا له كل التهم وعوقب من جميع الأطراف ونسوا بأنه انسان يحيا باسم وطنه ..... لينا الجربوني فلسطينية حرة خرجت وعانقت نجم فلسطين وهي رافعة رأسها للذين ينتمون للأحزاب كفاكم هراء أنظروا لنا بأننا أصحاب قضية فقط لينا الجربوني كان من الممكن أن تعانق الحرية قبل ست سنوات لكن التاريخ اراد ان يسجل في ملف الانتهازيين والمهزومين ويبصم بصمة سوداء أرجوكم هناك الألاف مثل لينا فلا تكونوا بعنصريتكم وسوء تصرفكم ورؤيتكم البغيضة فتصبحوا اخوة كالأعداء.
بقلم الأديبة الفلسطينية باسله الصبيحي