مناورات اسرائيلية اردنية فلسطينية ومشاهد اخرى

بقلم: سميح خلف

برغم ما قيل عن توتر في العلاقات بين الاردن واسرائيل عقب حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان ومقتل اردنيين احدهما مالك عقار السفارة من قبل رجل الامن الاسرائيلي الذي استقبله نتنياهو استقبال الابطال، وعودة السفيرة الاسرائيلية وطاقم السفارة الى تل ابيب وما قيل عن موقف اردني متصلب حول عودة اعضاء السفارة لعملهم في عمان المرتبط بتغيير السفير والوقوف على نتائج التحقيق والذي قيل فيه ان القاتل الاسرائيلي منح وسام الشجاعة تلك لوحة اولى للمشهد
اما اللوحة الثانية للمشهد فهي السلطة الفلسطينية التي قالت عن طريق رئيسها محمود عباس بأنها اوقفت التنسيق الامني عقب هبة الاقصى ، وسريعا ما تناقلت وكالات الانباء والمسؤليين الاسرائيليين بان التنسيق الامني عاد لطبيعته وهذا لم ينفيه منير الجاغوب مسؤول الاعلام في مفلوضية التعبئة والتنظيم لفتح في مقابلته مع قناة المنار والذي وصفة تنسيق لادارة الشؤون المدنية .. في حين ان الرئيس عباس اصدر قرار في خطابه الاخير بان التنسيق الامني اوقف على كافة المستويات ..
اللوحة الثالثة الموقف الاردني من هبة الاقصى ومحاولة اسرائيل مصادرة الوصاية الاردنية لولا صلابة المدافعين عن القدس وردة فعل السلطة بعد مضي اسبوع من تلك الهبة وركوب الموجه واحتكار النصر واستثماره ولو كان نصرا صوريا ولان القدس والاقصى والارض الفلسطينية محتلة .
المشهد الرابع وصول وفد امريكي من قبل ترامب للاجتماع مع الاردن واسرائيل والسلطة لعرض سبل البدء في تطبيق صفقة القرن التي مهد لها عباس باصدار عدة قرارات تجاه غزة ليس لها مفهوم الا مفهوم الانفصال بواقع تلك القرارات .
المشهد الخامس زيارة جلالة الملك عبد الله لرام الله بطائرة هليوكبتر عسكرية للرئيس عباس وهي زيارة لتثبيت شرعية عباس امام سقوط شعبيته وعزلته وخاصة من جانب اكبر دولة عربية وذات ثقل اقليمي ودولي مصر وفي ظل هجوم امين سر حركة فتح رجوب على الرباعية وعلى مصر تحديدا ، زيارة لتنسيق المواقف المستقبلية والتي لا تعدو عن مستقبل بقايا الضفة من مدن ومخيمات في تصور لطبيعة السلطة بمنظور المنظمة الامنية الاقتصادية بين الارد واسرائيل ومستقبل كيانية الضفة في نطاق هذا المنظور والذي اتصور انه سيكون اقاليم لها صلاحيات ادارية وامنية في ظل شمولية التصور الامني الاقتصادي بين الاردن واسرائيل ، في حيتن ان وزير الخارجية لروسيا يتحدث عن حل للقضية الفلسطينية يبتعد عن حل الدولتين ...
المشهد السادس مناورة عسكرية اردنية اسرائيليةمن 2226 اكتوبر تشترك فيها قوات السلطة لحالات الطواريء والاخطار والحرائق ، ونستطيع ان نقول ان أي مناورة عسكرية لابد ان تحدد لها هدف .. وعدو .. ياترى ما هو الهدف ومن هو العدو ... في حين ان داعش لا توجد في الاراضي المحتلة .... وهل هناك هدف اخر كحزب الله مثلا تشترك فيها القطاعات العسكرية الفلسطينية باعتبارها مكون من مكونات المنظومة الامنية الثنائية بين اسرائيل والاردن ، ام حرب على غزة تشترك فيها قوات فلسطينية وعربية وهي احتمال ضعيف ولكنه ممكن .
المشهد السابع المشاريع الاستراتيجية على غرب نهر الاردن ارض فلسطينية والبحر الميت هي مشاريع بعقود واتفاقيات بين الاردن واسرائيل تستثنى منها السلطة وهذا يؤكد عدم وجود نظام وطني وسيادي في الضفة .
المشهد الثامن تفاهمات القاهرة والتي اتت من جراء القرارات الصعبة والخطيرة التي اتخذها عباس بحق قطاع غزة والتي تهدد السلم الاهلي والحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية في غزة والانفتاح من قبل حماس على الاخوة في مصر وعلى القائد الوطني محمد دحلان لوضع المعالجات اللازمات تدريجيا وبمقدر النسبة والتناسب مع اجراءات عباس في الضفة ووصول وفد من حماس وبعض الفصائل الى القاهرة للاجتماع مع الاخوة في مصر ومع النائب والمناضل دحلان لبحث الخطوات المستقبلية للانفتاح في اتجاه مصر .
ارى من هنا في كل المشاهد السابقة ان هناك ما يحدث في الضفة من تنسيق بنياني وهيكلي ينتدمج في المؤسسات الاقتصادية والامنية والادارية مع الاردن وبدعم اسرائيلي امريكي ، والمجلس الوطني الذي قررت انعقاده فتح او الرئيس بالتحديد هو مجلس لاعطاء شرعية لمحمود عباس مثله مثل مهرجان المؤتمر السابع وبتشكيل قيادة تتناسب مع جوهر شبه الاندماج مع الاردن واسرائيل .
في غزة المشروع يسير ايضا كما قلت بالنسبة والتناسب مع كل الخطوات التي يتخذها محمود عباس في الضفة لتحديد الخيارات والممرات امام حماس والقائد محمد دحلان في ظل اهتمام مصري كبير باهمية قطاع غزة للامن القومي المصري وباهمية القطاع الاقتصادية التي قدرت 9 مليار دولار سنويا بالاضافة لعمق التشابك العائلي بين غزة والشعب المصري فهناك في غزة ما يقارب 200 الف فلسطيني يحملون الجنسية المصرية وكذلك العلاقات التاريخية بين غزة والشعب المصري وكما هي في الضفة الغربية التشابك القبلي والعشائري والاقتصادي والشركات والاستثمارت لكثير من رجال السلطة وذوي رأس المال في الاردن .
من الخدعة الكبرى ان يتحدث الرئيس الفلبسطيني عن الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وهو يمهد في كل قراراته لانفصال الضفة الغربية ليكون خيار غزة مصر في تدمير للمشروع الوطني في حين ان الشعب الفلسطيني يعتز باخوته للاخوة في مصر والاردن ولكن ما يحدث الان تصور امني سياسي اقتصادي للاقطاع السياسي في الضفة ينهي قضية اللاجئين والقدس مخلفا وراءه قرارات الشرعية الدولية وما يسمى المبادرة العربية السيئة ايضا للفلسطينيين .
سميح خلف