أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إنه "لا بديل عن "حل الدولتين" لإنجاز عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وقال أبو يوسف، لصحيفة"الغد" الأردنية، إن "أي خيار أو سيناريو يتم طرحه بعيدا عن "حل الدولتين" يعدّ مرفوضا"، وذلك في معقب تعقيبه على حديث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن بديل "حل الدولتين" ممكن، عبر "ايجاد سيناريو آخر للتسوية خارج إطاره".
وشدد أبو يوسف على الموقف الفلسطيني الثابت "بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، وعودة اللاجئين وفق القرار الدولي 194". وأوضح بأنه "لا حل غير ذلك، وهو الأمر المتفق عليه مع الجانبين الروسي والأميركي، والمتوافق عليه من قبل المجتمع الدولي، منذ عشرين عاما، بضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي". وحذر من خطورة تقديم طروحات مغايرة لحل الدولتين، لافتا إلى أن "الحديث عن صفقة ترامب (نسبة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب)، و"السلام الإقليمي" بعيدا عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 لن يكتب لها النجاح وهي مرفوضة بشكل مطلق".
وحول الزيارة الجديدة لمبعوثي الرئيس ترامب للعملية السلمية إلى الأراضي المحتلة قريبا، لفت إلى ضرورة "الإعلان عن موقف أميركي واضح من إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود العام 1967".
وتدور مهمة كل من جاريد كوشنر، مستشار الرئيس ترامب وصهره، والمفاوض جيسون جرينبلات حول مناقشة "السبيل إلى محادثات سلام حقيقية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني"، وفق ما صرح به البيت الأبيض، فيما طالب أبو يوسف "بتجاوز مرحلة الاستماع للطرفين إلى خطوات جدية".
وبيّن بأن الإدارة الأميركية لم تطرح حتى الآن خطة محددة لتحريك العملية السياسية، مفيدا "بانعقاد 18 لقاء فلسطينيا – أميركيا، منذ تسلم الرئيس ترامب لمهامه الرئاسية، من دون أن تطرح الولايات المتحدة خلالها أي حديث عن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية". وأوضح بأن "تلك القضايا الجوهرية غابت عن تصريحات الإدارة الأميركية خلال اللقاءات الثنائية"، قياسا بحديث كوشنر مع الرئيس محمود عباس خلال أزمة المسجد الأقصى المبارك الأخيرة لدى دعوته للتهدئة، بما تحمله من تغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وكان وزير الخارجية الروسي صرّح، مؤخرا، بأن بديل "حل الدولتين" ممكن، عند حديثه عن إمكانية إيجاد "سيناريو آخر للتسوية خارج إطار حل الدولتين".
وقال لافروف إن "هناك من يشكك في تسوية المشكلة الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقا للخطة السابقة، مقابل الحديث عن احتمال وجود سيناريو آخر مقبول إسرائيليا وفلسطينيا على حد سواء، إذ ربما مثل هذا السيناريو موجود بالفعل، وإذا اتفقوا على شيء ما فلا مانع، لكن لا بد من إجلاسهم إلى طاولة المفاوضات"، بحسبه.
واعتبر أن أي محاولة لبحث حل النزاع التفافا على إقامة دولة فلسطين ستنجم عنها خيارات صعبة، موضحاً بأنه "في حال بقاء الفلسطينيين العرب جزءا من الكيان الإسرائيلي، واستعادة الأخير لسيطرته الكاملة على الضفة الغربية وغزة، فعندها؛ إما أن يمنحهم حقوقهم الكاملة، وسط تساؤل حول أداء العملية الديمقراطية وإجراء الانتخابات بعد 5 أو 10 سنوات، أو بعد ثلاثين سنة؟، وإما حرمانهم من هذه الحقوق، وذلك يعني نظام الفصل العنصري على غرار النظام السابق في جنوب إفريقيا".
وأكد لافروف تمسك روسيا بأخذ "المصالح الشرعية لإسرائيل في مجال الأمن" بعين الاعتبار، أياً كانت سبل التسوية التي سيتم اختيارها، لكنه اعتبر أن عدم معالجة المشكلة الفلسطينية يقوض الأمن في المنطقة".
تزامن ذلك، مع تصريح مسؤول في البيت الأبيض بأن "الرئيس (ترامب) يؤكد مجددا أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن التفاوض عليه إلا بشكل مباشر بين الطرفين، وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل عن كثب مع الأطراف لتحقيق هذا الهدف". وعزا المسؤول توقيت زيارة مبعوثيّ الرئيس ترامب للأراضي المحتلة، ضمن جولة بالمنطقة تشمل دولا عديدة، إلى ما تم مؤخرا من "عودة الهدوء والاستقرار للوضع في القدس"، موضحاً بأن "ترامب وجه بأن تركز المحادثات على إيجاد سبيل لعقد محادثات سلام ومحاربة "التطرف" وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة وتحديد خطوات اقتصادية يمكن اتخاذها لضمان الأمن والاستقرار". وأضاف "لتعزيز فرص السلام تحتاج كل الأطراف إلى المشاركة في تهيئة أجواء تؤدي إلى صنع السلام مع توفير الوقت والمجال الذي يحتاجه المفاوضون والداعمون للتوصل إلى اتفاق".