يا قاتلي إرحل

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

يا قاتلي إرحل حيث أتيت

إرحل حيث شئت

لا أريدك أن تطيل المقام

فأنا لم أمت كما أردت

وها أنا أحيا كما تحيا الفراشات بين الزهور

وتحولت عصفورا مغردا فوق الغصون

ولم تدرك تحولي

ونسيت أن أموت

مثلما تنسى غيوم الصيف المطر ....

كيف تنسى أن تموت

وأنا قتلتك مرتين

وشيعتك مرتين

وأصبحت رقما بين الأرقام

بلا شاهد أو دلالة تدل عليك ....

الأمر بسيط

نسيت أنك قتلتني

فنسيت أن أموت ....

عندما أتذكر أنك قتلتني

سوف أفكر في أن أموت

ولكن ليس قبل أن أقتلك ....

لقتلك لي مرتين

وتشيعك لي مرتين

مرة عندما قتلتني

وأخرى عندما نسيت أن أموت

يا قاتلي .... سأقتلك

لا تنسى مثلي أن تموت

كي لا أعود لأقتلك .... وأقتلك

المكان واحد

والقتل أيضا واحد

لكن الزمان متغير

وللقتيلين جثتين

والمكان لا يتسع إلا واحدة ....

هذا المكان لي .... وليس لك

خذ جثتك المتعفنة وإرحل

خذ كل بغاياك وبقاياك وارحل

خذ كل ما جئت به وارحل

حيث أتيت أو حيث شئت

لا فرق عندي فارحل ....

لأن الزمان لي

والشمس والهواء .... والتراب لي

الحياة والممات لي

المكان بيت وبستان وقبر

ومعبد واحد.

فيه ولدت

وفيه أموت

وفيه أبعث حيا من جديد

مثلما يبعث الحنون والنرجس

في كل ربيع .....

أموت ... ولكني أبعث حيا من جديد

فلا تعكر صفو البعث

ارحل حيث أتيت

ارحل حيث شئت

كي أنسى أنك قتلتني

كما نسيت أن أموت

بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس