عندما تحتل قضية الوحدة الوطنية مساحة هامة في خطابنا السياسي ، وكلما تزايدت الأخطار المحدقة بنضالنا الوطني نتيجة عوامل خارجية أو داخلية، أو لتداخل العاملين معاً، تبرز أهمية العامل الذاتي الفلسطيني، ويتصاعد الحديث عن موضوع الوحدة الوطنية، لهذا نرى اهمية عقد المجلس الوطني الفلسطيني للوقوف امام التطورات الراهنة والعمل من اجل تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وهذه رغبة شعبية.
ولا أظن أن نضالنا الوطني قد مر عبر تاريخه الطويل بمرحلة أكثر دقة وخطورة من المرحلة التي نمر بها الآن، وهو ما يتفق عليه الجميع، وربما كان الإحساس بهذا الخطر هو الذي يدفع الآن مختلف فرقاء العمل الوطني إلى التركيز على أهمية معالجة الموضوع.الوطني مما يستدعي ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني وعدم وضع العراقيل امام هذا الموضوع الملح لاعادة ترتيب البيت الفلسطيني .
ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من عمليات القمع والعدوان وتنوع المؤامرات، تستدعي طي صفحة الانقسام السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني ، الا ان محاولات البعض هي التي تضعف الموقف الفلسطيني ، لهذا نقول ان الشعب الفلسطيني سيبقى قويا صامدا وتبقى إرادته السياسية والكفاحية غير قابلة للكسر، لانه حريص على الوحدة الوطنية وحريص على التمسك في بيته المعنوي منظمة التحرير الفلسطينية .
ان الشعب الفلسطيني يستمد صموده وإرادته السياسية الصلبة من عمق انتمائه لفلسطين ولحضارتها وتاريخها، ومن حقه في تقرير المصير والعودة والاستقلال، هذه تجارب وخبرات شعوب العالم، وهي في الوقت ذاته تجربة وخبرة الشعب الفلسطيني وواقعه الراهن، وبالاستناد لهذا يصنع مستقبله الواعد، فعلى صخرة صموده فشل الاحتلال وعمليات القمع والاغتيال والاعتقال والاستيطان ، من خلال إرادته السياسية في مواجهة محاولات تبديد هويته الوطنية وتدمير كيانه السياسي وكل المشاريع السياسية االتي تستهدف حقوقه الوطنية، وشكلت انتصاراته وخاصة انتصار القدس نقطة تحول هاما في النضال الوطني .
ان المعبر عن الإرادة السياسية والروح الكفاحية للشعب الفلسطيني هو المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية والقوى السياسية والاجتماعية وأبناؤه المناضلون من اجل الحرية ممن قدموا حياتهم او حريتهم على مذبح حرية شعبهم ويشملون اطيافاً واسعة من الشابات والشباب ومن المناضلين البواسل ومن القادة العظام، واسمائهم جميعا التي باتت محفورة في ذاكرة الشعب ووجدانه وعلى رايات وصخور فلسطين، وأكثرها يعبر عن روح الشعب، هو الشعب نفسه الذي يعيش اليوم دوائر متداخلة من المعتقلات والحصارات وتقطيع اوصال مناطقه، حيث اكد الشعب الفلسطيني من خلال تجربته ان شاباته وشبابه يبدعون وسائل البقاء والصمود وصناعة الأمل رغم
قسوة الظروف ، جيث اجترحوا وسائل كفاحهم وحضورهم الدائم رغم بطش الاحتلال وعجز ان لم نقل خذلان الأشقاء واختلال ميزان القوى، وهو يدفع يومياً ضريبة مجابهة الاحتلال والعدوان وثمن الحرية عبر مساحات فلسطين.
إن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني هو ضرورة وطنية، في ظل هذه الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني"، ونحن نتطلع الى مشاركة الجميع أن يكونوا حاضرين المجلس باعتبارها البرلمان الذي يمثل كل الشعب الفلسطيني وهو الكيان الجامع لكل ألوان الطيف الفلسطيني.
ختاما : لا بد من القول ان انعقاد المجلس الوطني على دورتين، دورة في الداخل يحضرها قسم ودورة في الخارج يحضرها قسم آخر، يشكل ارضية صالحة لمشاركة الجميع في صنع القرار ، اضاة الى ان اهمية المجلس سيخرج باستراتيجية وطنية تستند للمشروع الوطني ولخيار الشعب الفلسطيني بمواصلة مسيرة نضاله من اجل تحرير الارض والانسان ورفع علم فلسطين فوق القدس عاصمة الدولة الفلسطينية .
بقلم/ عباس دبوق "الجمعة"