الاستاذ حسن عصفور
تحية الوطن ..وبعد
اكتب اليك رسالتي هذه.. لاهدف لي منها ولاطلب ..انما رجاء أن تفهمني الحكمة الوطنية العالية والقيمة الانسانية الغالية من وراء هجومك اليومي المستمر والملفت حصريا على الرئيس عباس كما تهاجم الجزيرة الرئيس السيسي مع فارق التشبيه والقياس
رغم رفضي القاطع لحجب او منع الكلمة وكل ما يمس حرية التعبير في أي مكان..
و لعلم سيادتكم انا لم انتخب الرئيس ولا الفتاتيح والحماسيس من أعضاء التشريعي التعيس و لست من محاسيب المقاطعة فلا راتب لي اخشى عليه ولا قريب واصل اتزلف اليه ولا اطمع بشيء كالطامعين،والحمد لله الكل يعرفني من بدايتي اليسارية كما انت سيدي
ولعلمك ايضا اني عرفتك من خلال اخر صفحات كتاب محمد حسنين هيكل التاريخي من محمد علي حتى اوسلو والتقينا للمرة الاولى والاخيرة بصفتك مدعو لحفل انطلاقة الشعبية في خزاعة 1995وبصفتي مسئول التجمع الوطني الديمقراطي .
أقول قولي هذا للتأكيد على عدم وجود شبهة التسحيج او التفحيج عندي لأحد مهما كان وانما هي وجهة نظر عن اقتناع بعد متابعة ومقارنة ووعي عمر امتد 50عاما.. إارجو من سيادتك ان تتفهمها رغم أنها مخالفة لقناعاتك
ان ابو مازن عراب أوسلو ورجل امريكا على علاته وتحدياته وعجزه وفرماناته لايزال أفضل السيء بالنظرالى البدائل الاسوأ المطروحة الان على الساحة
ليس دفاعاعنه.. ولا موافقة على قراراته القاسية بل اعتقد انه تخاذل عن علاج الورم السرطاني وانتظر حتى استفحل و كان من الاجدر ان يعلن منذ البدء غزة اقليما متمردا
لا تتحدث عن الشرعية.. فقد اغتالها عن عمد ومع سبق الاصرار والترصد كل ابطال وشخوص المسرحية
والآن انظر حولك سيدي.. وهات لي بأمانة وموضوعية.. بديلا أكثر وطنية وخبرة وحكمة
هل البديل الافضل الفراغ التام وعودة الاحتلال الكامل بكل ابعاده وتجلياته..
هل البديل الافضل حماس التى فازت بالانتخابات المحرمة شرعا بعد ان عبرت للحكم من نفس بوابة الزانية اوسلو والتى عبرتها فتح من قبل
حماس التي تصورت ان ادارة الوطن اسهل من ادارة بلدية عبسان وتصورت ان العالم الاسلامي سيغدق عليها مال قارون ..
حماس التي فشلت أو افشلت ثم بأمر من الخارج انقلبت وحسمت وانقسمت وأقصت وكانت حصيلة الدم اكثر من 300 ضحية
أنت ياسيدي لن تعرف أفضال ومزايا ومواهب حماس السياسية والامنية الا اتوذا عشت في غزة ولو شهرين
هل البديل الأفصل دحلان..
محمد دحلان مع كل الاحترام كما الرنتيسي وكما السنوار..ابن مخيمنا وابن حاراتنا وهو رمز الشبيبة الذي لمع في الجامعة الاسلامية والانتفاضة الاولى ونفي بفعل فاعل فرعاه الزعيم الرمز وعاد معه زعيما فتيا لامعا يتولى مسئولية أمنية
محمد دحلان وكلنا نعرف أفضاله في الامن الوقائي والمعابر ونعرف قلعة كانت باسمه على شاطئ بحر النصيرات
ونعرف ايضا طلبه ذات يوم من الزعيم المحاصر ان يتنحى
محمد دحلان ..عدو حماس الاول والمطلوب رقم 1.. غادر قبيل الحسم بحجة العلاج ولو امسك به محبوه الان حينها لربما قضى سحلا وهو يتحمل تاريخيا مع الرئيس الجزء الاكبر من المسئولية عما جرى بحكم مسئوليته الامنية
انا اعلم ان هناك فضلا انتخابيا د حلانيا عليك شخصيا وعلى اخرين أكثرمن مرة من خلال التنسيق مع المنطقة الشرقية ولو كان احيانا على حساب المخيم وليس غريبا ان تكون وفيا لصاحب نعمة او فضل ولكن الغريب ان تتحول بموقعك الاعلامي الهام الى ظل لأحد وتتناسى ان الرئيس شئنا ام ابينا ..اتفقنا ام اختلفنا .. هو الرمزالسياسي والعنوان الاول للقضية والوجود والوطن
كنت ولازلت ارى ان تنأى أمد بنفسها عن الانحياز لهذا او ذاك وتحافظ على مسافة واحدة بين شخوص المسرح السياسي الهزيل ولاتكون ورنيش يلمع المناكفين بمحاولاتهم اليائسة واجتهاداتهم البائسة وتفرد لشهود زواج المتعة الصفحات.. فهذا المحلل الرومانسي القدير يتنصل من مسئولية فريقه الكبرى عن موقعة صفين.. ويلعب لعبة كلو بامية ليصل بنا الى قناعة المساكين ان الكل مخطئ وعلينا ان نتبادل الاعتذارات والقبلات والاحضان وعفا الله عما سلف
وذاك الجهبذ التابع والمحلل الرائع يصل بنا الى ان صديقه أبو فادي قادم لامحالة ليحكم ويكمل المشوار والامن للسنوار والمعابر ستفتح ليل نهار وستحل المصاري في غمضة عين كل مشاكل غزة من الالف الى الياء كهرباء وماء وبطالة وتلوث بحروغلاء
طيب والوطن... هل تتكفل الديات وبوس اللحى والابتسامات بمسح آثار الدم ومر الذكريات واللي فات مات. وهل يغور الانقسام البغيض الى غير رجعة بمبادرات الفراغ السياسي والعاطفي وتعود غزة الى حيث يجب ان تكون
لا أظن يا أبو علي ..بل على العكس ان ما أراه وربما تراه ان ما يحدث هو قفز في الهواء وهروب للوراء لمواصلة المناكفة.. اعطاء رئة اضافية للانقسام لكي يتكرس ويتجذرأكثر
الاستاذ حسن...
لقد حاولت مخلصا وبقدر ما استطيع ان اقدم لكم وجهة نظر رغم ان في فمي ماء
اشكرك على سعة صدرك وتحملك مني ما قد يثقلك.. واقول لك في النهاية ان بوصلة تكرس الفرقة و تشير الى اشخاص مهما كانوا خاسرة وبوصلة تشير الى وحدة الوطن هي الصادقة والقادرة
اني على ثقة ان كل المخططات والكولسات والشراكات والمبادرات المناكفة لن تمر ولن تنجح ولامخرج لغزة من محنتها الا بعودتها الطبيعية الى حضن الوطن دون قيد او شرط
لكم مودتي واحترامي....
بقلم/ توفيق الحاج