لا تنسوا نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا، فحالة النزوح والتهجير الخارجي والداخلي طالت عموم لاجئي فلسطين في سوريا، ولم يَتَبَقَ منهم سوى (430.000) لاجئ من فلسطين من أصل نحو (570.000) لاجئ فلسطيني كانوا مُسجلين أصلا لدى وكالة (الأونروا) قبل الأزمة السورية، مضافاً اليهم نحو (200000) لاجئ من حملة الوثائق اللبنانية، والمصرية، والعراقية، وبعضهم من دون أوراق إثبات من فلسطينيي الداخل.
إن ما نسبته (95%) من لاجئي فلسطين المُسجلين لدى وكالة (الأونروا) والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين، مازالوا في سوريا حتى الآن، والمُعطيات المتوفرة، والمُستخلصة من ملفات وكالة (الأونروا) والجهات الفلسطينية المعنية، تُفيد بأن نحو (280.000) من لاجئي فلسطين مُشردون ومهجرون بالكامل داخل سوريا، وحوالي (43.000) عالقون في أماكن مُحاصرة، أو يَصعُب الوصول إليها، كمخيم درعا على سبيل المثال، ومن تبقى منهم داخل مخيم اليرموك الذين تصلهم المساعدات بصعوبة، وقد باتوا اليوم بحاجة إلى مساعدة إنسانية طارئة، تعمل وكالة (الأونروا) على تقديم الجزء الأساسي منها، فيما تُقدم منظمة التحرير الفلسطينية بعض المساعدات المُتواضعة قياساً لما تُقدمه الوكالة.
لقد أثّرت ست سنوات من الحرب والأزمة الطاحنة في سوريا، تأثيراً سلبياً على مُجتمع لاجئي فلسطين في سائر الأراضي السورية، فحالة الدمار المادي التي لَحِقَت بتجمعاتهم السكنية ماثلة للعيان، خاصة في مخيمات: اليرموك جنوب دمشق، ودرعا، وحندرات الواقع شمال مدينة حلب، إلا أنَّ العواقب الإنسانية والخوف والمعاناة المُتفاقمين يكونان في بعض الأحيان أشَدُّ صعوبة على الإدراك، إضافة لتراجع الحالة الاقتصادية ووصولها إلى حافة الهاوية.
علي بدوان
دمشق / مخيم اليرموك