اسرائيل على ضوء ما يتحقق من انجازات وانتصارات عسكرية سورية ولبنانية وعراقية،وخاصة ما يتحقق على يد الجيش السوري وقوات حزب الله اللبناني،أصابتها بحالة من الذعر والإرتباك هي وحليفتها الإستراتيجية امريكا،وذهب نتنياهو الى موسكو وواشنطن هو ومسؤول موساده،من اجل الإعتراض على التواجد للجيش الإيراني وقوات حزب الله في سوريا وتحديدا في المنطقة الجنوبية،وبدأ بالصراخ عاليا بان اسرائيل ستلجأ للخيار العسكري للدفاع عن امنها،ووفوده الذهابة لواشنطن وموسكو عادت خائبة،فواشنطن نصحته بالتأقلم مع الواقع الجديد والتوجه صوب روسيا الممسكة بالملف السوري،وروسيا ردت على تهديداته وصراخه العالي باللجوء للحرب بدمج منظومة الدفاع الجوي الروسي والسوري في منظومة واحدة،أي بمعنى ان الأجواء السورية محمية بمنظومة صواريخ جوية روسية،وهي ستسقط أي طائرة تخترق الأجواء السورية ولم تنفع كذلك الضغوط والتهديدات التي مارستها وتمارسها واشنطن على حزب الله وقوات اليونفيل الدولية بشأن توسيع صلاحياتها او نشرها على الحدود السورية اللبنانية خارج إطار التفويض الممنوح لها،ورهان نشرها على الحدود اللبنانية السورية سقط ويسقط بإستكمال تحرير كامل الحدود اللبنانية السورية من الجماعات الإرهابية النصرة اولا وداعش ثانيا،والضغوطات وحملة التحريض التي تقوم بها امريكا من خلال مندوبتها العنصرية المتطرفة في الأمم المتحدة نيكي هايليبفشل قوات اليونفيل الدولي بمنع تهريب شحنات اسلحة ايرانية لحزب الله من اجل ليس منع الحرب،بل من اجل شن حرب على اسرائيل لن تجدي نفعا ولا مؤامرات مرتزقتها من القوات اللبنانية الجعجعية وقوى الرابع عشر من آذار المنهارة والعميلة بعدم تقديم الدعم والمساندة للجيش اللبناني في عملية تحرير جرود القاع ورأس بعلبك،وكذلك التشديد على عدم التنسيق مع القيادة والجيش السوري في هذه العملية،وكانت أمريكا قد وبخت هؤلاء الأولاد الهمل من الحديث والإشادة بالإنتصار على العصابات الإرهابية،ودعتهم بدلا من ذلك الى التركيز على توجيه الإنتقادات الى حزب الله وسلاحه غير الشرعي،ودعوة الجيش اللبناني الى عدم حسم معركة تصفية جماعة داعش الإرهابية من اجل استمرار توظيفها كورقة ضغط في أية مفاوضات قادمة مع دمشق وحزب الله،ولعل فتح معركة مخيم عين الحلوة الفلسطيني من قبل الجماعات الإرهابية هناك وحواضنها من تلك الجماعات اللبنانية والفلسطينية والعربية مرتبط بهذه المواقف والخيارات.
نتنياهو ورهانه ورهان امريكا والغرب الإستعماري وجماعة الخلافة في أنقرة والمشيخات النفطية الخليجية بسقوط الأسد ورحيله وخلق سوريا الجديدة،التي لا هوية ولا كرامة ولا موقف لها،والضامنة لأمن اسرائيل والمتخلية لها عن الجولان المحتل،والمقسمة والمجزأة والمفككة جغرافيا على أسس مذهبية وطائفية سقطت،مع ما ينجز على الأرض بإستعادة سوريا لوحدتها وعافيتها وتحريرها لمعظم الأراضي السورية،وحزب الله لم يضعف او يهزم بسبب محاربته في سوريا الى جانب الجيش العربي السوري دفاعا عن محور المقاومة وحلقاته المترابطة،بل هو ازداد قوة وصلابة وخبرة وتجربة وقدرات عسكرية نوعية كسرت ميزان الردع والتفوق النوعي الإسرائيلي،حيث اليافطات التي رفعها مقاتلو الحزب أثناء تحريرهم لجرود عرسال اللبناني،والتي قالوا فيها نحن نتدرب في النصرة تمهيدا لمعركة الجليل أثارت الرعب في قلب صفوف جيش الإحتلال وقيادته،ولعل الإطلالات المتتالية لسماحة السيد حسن نصرالله وتركيزه على الجانب النفسي،قد أصابت القيادة الإسرائيلية في العمق،فبعد تهديداته بإستهداف خزانات الأمونيا في حيفا،جرى تفكيكها وترحيلها،والآن التهديد بإستهداف مفاعل ديمونه النووي،والذي سيصبح عبئا على دولة الإحتلال،وليس مصدر قوة وردع لها،واكثر ما يرعب الإحتلال ودولته،هو قول نصر الله بان الزمن الذي كان فيه الإسرائيلي يهدد وينفذ قد ولى الى غير رجعة،وهذا زمن الإنتصارات لا الهزائم.وكذلك قول الأسد بان البوصلة ستبقى فلسطين وتحرير الجولان،ولا تخلي عن ثوابت سوريا ومبادئها ومواقفها،وهي باتت تدرك تماما بانها في الحرب القادمة ستكون كما قال سماحة السيد حسن نصر الله،ليس امام بضعة ألآلاف من المقاتلين لحزب الله،بل هناك عشرات إن لم يكن مئات الآلاف المقاومين العرب والمسلمين، سيكونوا شركاء في هذه المعركة من اليمن والجزائر وتونس والعراق وسوريا وايران وفلسطين وغيرها من البلدان العربية والإسلامية،خيار سقوط المقاومة وثقافتها ونهجها التي كانت اسرائيل وأمريكا تراهنان على سقوطه في المنطقة العربية والإسلامية،سقط الى غير رجعة،كما سيسقط ويتفكك الحلف العربي الإسلامي الذي رضي ان يصطف خلف إمامة ترامب لهذا الحلف في قمم الرياض الثلاثة التي عقدت في العشرين من أيار الماضي،ودفعت بموجبها السعودية وغيرها من المشيخات النفطية العربية مئات المليارات من الدولارات ك جزية قسرية لترامب،لكي يؤمن لها حماية عروشها المتهالكة من الإنهيار،فها هي الأزمة السعودية والقطرية تتصاعد ولربما تصل حد خروج قطر من مجلس التعاون الخليجي والعودة الى حلف طهران دمشق حزب الله،وقد بدات أولى خطواتها بعودة فتح سفارتها في طهران،وبث قناة الجزيرة مباشر لكلمة الرئيس الأسد أمام مؤتمر موظفي وعاملي وزارة الخارجية والمغتربين،بقولها كلمة الرئيس السوري وليس رئيس النظام والجيش السوري وليس جيش النظام،وقادم الأيام سيحمل المزيد من التطورات نحو المزيد من التفكك هذا الحلف،فالحرب العدوانية التي تشنها السعودية على شعب وفقراء اليمن تلتهم جزء كبير من ميزانيتها وخزينتها،وازمتها مع قطر واكلاف تمويل جماعاتها الإرهابية في سوريا والعراق وغيرها من البلدان،تعمق من أزماتها المالية بشكل كبير،وكذلك ترامب الذي دفعت له الجزية،ازماته الداخلية هو الأخر تتعمق،وباتت الإستقالات والإقالات الواسعة والكبيرة من إدارته،والتظاهرات الكبيرة التي تواجهه وتطالب برحيله على خلفية مواقفه الداعمة لجماعات البيض العنصرية والنازيين الجدد تشكل خطرا جديا على إستمراره في الحكم.
نعم خيارات نتنياهو سقطت وتسقط بالجملة في سوريا فالأسد لم يسقط وسوريا لم تقسم وحزب الله لم ينهار ويهزم،بل وجدنا ان النهج والخيار والثقافة لقوى المقاومة ذاهب نحو التجذر والتطور والتوسع في المنطقة.
بقلم راسم عبيدات
القدس المحتلة فلسطين
2682017
0524533879
Quds.45gmail.com