"الغريق يتعلق بقشة"، هذا المثل الشعبي ينطبق تماما على الواقع الفلسطيني الباحث عن إعلان المصالحة بين حماس وفتح في ظل 11 عاما من الانقسام المدمر الذي لم يبقي لا اخضر ولا يابس ليحرقه، وذلك في ظل الحديث عن محاولات لإنهاء الانقسام و عقد جلسات للمصالحة في تركيا.
عمليا هذا تفاؤل مشروع، ولكن الواقع غير ذلك تماما، فالمطلعون على خبايا الأمور يؤكدون انه لا حلول، ولكن كل هذه الضجة هي" حلاوة روح"، أو بصيص أمل في ظلمات يحاول المواطنون إيجادها، كما الغريق الذي يتعلق بقشة.
ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن
وفي ظل هذه الصرخات التي لا يستجيب لها أحد أو يلتفت لها، أطلق مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي حملة بعنوان" #خلصونا "،يطالبون فيه أطراف الانقسام الفلسطيني حماس و فتح بضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن .
وتعبير عن حالة الغضب كتبت المغردة نوال أسعد وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، (( ولكو #خلصونا زهقنا وقرفنا ... كبرنا وختيرنا .. لوين بدكو توصلونا أكتر ))، وكذلك كتبت المدون محمد البربار حول الآثار المدمرة للانقسام على واقع الشباب (( إحنا الشباب بطل عنا لا طموح ولا أمل ولا أفق ولا حاضر ولا مستقبل ولا حتى حياة زى العالم بحيات الله #خلصونا بدنا نعيش )).
بينما سخرت ريم عبد الله من كثرة اللقاءات قائلة (( اي انا بتعب من عزايم شهر رمضان وما بسدق افطر بالبيت مشان اعمل فتوش ما زهقتوا 11 سنة اجتماعات وعزايم وسفريات كرمال عين المصالحة ((، اما عبود زكرى فقد قال حول اجواء المصالحة (( المبادرة التركية للمصالحة هي الفشكة الأخيرة لو زبطت كان بها ولو ما زبطت هتروحوا كلكم عالنار)).
هذا و نفى سفير دولة فلسطين لدى أنقرة فائد مصطفى أي مشاورات أو حديث عن مبادرة تركية لتحقيق المصالحة، أو أي شأن آخر، معتبرا الحديث حول ذلك سابقا لأوانه"، وجاءت أقوال مصطفي في تعقيب له حول القمة الفلسطينية- التركية التي من المقرر أن تنعقد اليوم الاثنين، بين الرئيس محمود عباس ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وكان القيادي في حماس بالضفة الغربية ناصر الدين الشاعر، قد تحدث قبل يومين عن وجود اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، وقال الشاعر في تصريحات له: "إن هناك بوادر مصالحة قريبة بين حركتي حماس وفتح"، مشيراً إلى أن "عدة ملفات مهمة سيتم إنجازها قبل عيد الأضحى".
ولفت الشاعر إلى أن كافة الفرص والظروف العربية والمحلية والعالمية مهيأة لصالح التوافق والتصالح، قائلاً "إنه في حال أضعنا الفرصة فإننا نستحق دخول موسوعة غينيس في إضاعة الفرص"، مؤكدا أن هناك تحركات قطرية وتركية واستعداد مصري وحراك في أكثر من منطقة من أجل ملف المصالحة ".
مرتبطة بشيئ آخر
فهل يمكن أن تنجح تركيا فعلا باختراق هذا الملف أم هناك شكوك في الأمر، الكاتب و المحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر كتب في تدوينه له عبر شبكة التواصل الاجتماعي قائلا وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء": "على أهمية وتقدير الجهود التي يبذلها د.ناصر الشاعر بالضفة الغربية لمصالحة فتح وحماس، لكن شكوكا عديدة تهدد نجاحها، فالتقدير السائد أن عباس يسعى لتصوير جهود الرجل المخلصة بأنها ناجمة عن خلافات داخل الحركة..وهذه مؤشرات غير مشجعة".
ومن الأسئلة التي طرحت لماذا نفى سفير دولة فلسطين لدى أنقرة فائد مصطفى أي مشاورات أو حديث عن مبادرة تركية لتحقيق المصالحة، يجيب على ذلك أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة حسام الدجنى في تدوينه له قائلا:" مبررات نفي وجود مبادرة تركية من قبل السفير فايد مصطفى يبدو أنها مرتبطة بشيئ آخر وهي تقديم الرئيس عباس رؤيته لإنهاء الانقسام وحشد موقف تركي قطري للضغط على حماس للقبول بها كضامن....تلك المبادرة ذات المبادئ السبع والتي سميت بمبادرة الشاعر رغم أن الشاعر داعم لها ولم يشارك في إعدادها".